السيسي يبحث مع نظيره السنغالي القضايا المشتركة والتعاون بين البلدين

"سال" رحب بزيارة الرئيس إلى السنغال في إطار جولته الأفريقية الأولى عقب تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي

السيسي يبحث مع نظيره السنغالي القضايا المشتركة والتعاون بين البلدين
المال - خاص

المال - خاص

4:08 م, الجمعة, 12 أبريل 19

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، اليوم، جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس السنغالي “ماكي سال” بمقر القصر الجمهوري بالعاصمة السنغالية داكار، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.

صرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن “سال” رحب بزيارة الرئيس إلى السنغال في إطار جولته الأفريقية الأولى عقب تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، مشيداً في هذا الصدد بالدور المصري الأصيل في الدفاع عن القضايا الأفريقية على الساحة الدولية ومعالجة المشاكل التي تشغل البال الجمعي لشعوب القارة، خاصةً تلك المتصلة بملفي السلم والأمن والتنمية، وهو الأمر الذي أكسبها المكانة والثقل لاختيارها رئيساً للاتحاد الأفريقي، ومعرباً كذلك عن تطلعه لقيام مصر ببذل مساعيها للدفع نحو رفع تصنيف أفريقيا في مؤشرات مخاطر الاستثمار في إطار المنظمات التنموية الدولية.

كما نوه الرئيس السنغالي بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وضرورة العمل في هذا الصدد على تطوير مختلف أطر التعاون المشترك، لا سيما النواحي الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن الاستفادة من الإمكانيات المصرية وخبرتها وتجاربها الناجحة في مجالات تنمية البنية التحتية، وتشييد المدن الجديدة، وإنشاء مشروعات الكبارى والطرق، والطاقة، والسياحة، وذلك في إطار دعم “خطة السنغال البازغة” للتنمية الاقتصادية.

العلاقات الدبلوماسية بين مصر والسنغال

وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس أعرب خلال المباحثات عن سعادته بزيارة السنغال، مجدداً التهنئة للرئيس “سال” بمناسبة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، والذي يؤشر إلى ثقة الشعب السنغالي في شخصه لاستكمال مسيرة النمو والازدهار في البلاد.

كما أعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية التي تربطها بالسنغال في أبعادها المختلفة، لا سيما السياسية والثقافية والدينية، بالإضافة إلى تلاقي رؤى ومواقف البلدين إزاء مجمل القضايا الدولية والإقليمية، والذي تجلى في التفاهم والتنسيق المشترك خلال فترة عضوية البلدين في مجلس الأمن (2016/ 2017)، خاصةً فيما يتعلق بالدفاع عن مصالح القارة الأفريقية المشتركة ومواقفها الموحدة، مؤكداً حرص مصر على استمرار التشاور السياسي مع السنغال بشأن مختلف ملفات السلم والأمن بالقارة، إيماناً منها بالدور المهم الذي تضطلع به السنغال في هذا الصدد على المستوى الأفريقي.

وعبر الرئيس عن اعتزاز مصر بدورها في دعم جهود التنمية في السنغال عبر تقديم برامج الدعم الفني وبناء القدرات لإعداد الكوادر السنغالية، مشيداً سيادته على وجه الخصوص بخطة السنغال الطموحة للتنمية الاقتصادية، وبوتيرة النمو الاقتصادي التي تشهدها السنغال كأحد النماذج الناجحة في القارة الأفريقية، ومنوهاً إلى اهتمام مصر بزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، وتعزيز دور قطاع الأعمال المصري في السوق السنغالية خلال الفترة المقبلة، خاصةً في مجالات تشييد مشروعات البنية الأساسية والزراعة والصحة والعلوم والثقافة والبترول والغاز وتكنولوجيا المعلومات، بما يسهم في تدعيم “خطة السنغال البازغة”.

وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول كذلك تعميق مظاهر التعاون بين مصر والسنغال في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في القارة الأفريقية للمساعدة على تحقيق الأمن والاستقرار المطلوب للتنمية، خاصةً في منطقتي الساحل وغرب أفريقيا، وذلك على الصعيد الأمني وتبادل المعلومات، وكذلك الصعيد الفكري، حيث أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع السنغال في هذا الصدد كأحد المراكز الرئيسية لنشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير في منطقة غرب أفريقيا، بينما أشاد الرئيس “ماكي سال” بدور الأزهر الشريف في محاربة الفكر المتطرف ونشر النهج الوسطى للإسلام المعتدل في سائر دول العالم، بما في ذلك السنغال من خلال تعزيز دور البعثة الأزهرية، وإعداد الأئمة، وتقديم المنح الدراسية في مختلف المجالات للطلبة السنغاليين للدراسة في مصر.

كما تطرقت المباحثات إلى عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها مجمل تطورات بؤر النزاعات المختلفة بالقارة، إلى جانب سبل الارتقاء بدور وفعالية الاتحاد الأفريقي في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد من خلال إصلاحه مالياً ومؤسسياً، حيث أعرب الرئيس السنغالي عن دعم بلاده الكامل لمختلف الأنشطة المصرية في هذا الإطار، لا سيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتنمية.

وأضاف السفير بسام راضي أن المباحثات شهدت التوافق حول ضرورة انعقاد اللجنة المشتركة المصرية السنغالية في أقرب فرصة ممكنة بداكار، لا سيما وأنها ستعد نقطة انطلاق نحو علاقات تعاون أرحب بين البلدين، لما ستتيحه من مراجعة كافة أوجه العلاقات الثنائية والوقوف على آخر مستجداتها وبحث نواحي تفعيلها وتطويرها، كما وجه الرئيس الدعوة في هذا الخصوص إلى نظيره السنغالي للقيام بزيارة رسمية إلى مصر في المستقبل القريب.