التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع السيدة نجلاء بودن، رئيسة الوزراء التونسية، وذلك على هامش انعقاد “المؤتمر الدولي حول ليبيا” في العاصمة الفرنسية باريس. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي طلب نقل تحياته وتقديره لأخيه الرئيس قيس سعيد، كما تقدم سيادته بالتهنئة لرئيسة الوزراء نجلاء بودن على تولّي منصبها الجديد كأول سيدة ترأس حكومة في الوطن العربي، ومعربًا عن صادق التمنيات لنجاح حكومتها في تجاوز مختلف التحديات الحالية التي تواجه تونس الشقيقة.
كما أكد سيادته دعم مصر الكامل لتونس ولجهود الرئيس قيس سعيد والحكومة الجديدة لتحقيق الاستقرار والبناء والتنمية لصالح الشعب التونسي الشقيق، واستعداد مصر لتقديم كل الإمكانات الممكنة في هذا الإطار للجانب التونسي، وكذا تطوير التعاون الثنائي ترسيخًا للعلاقات الأخوية التاريخية بين الجانبين وفي إطار سياسة مصر الثابتة والساعية دائمًا إلى التعاون والبناء والتنمية بين الأشقاء.
من جانبها نقلت رئيسة الوزراء التونسية إلى الرئيس السيسي تحيات الرئيس التونسي قيس سعيد، كما أعربت عن التقدير لجهود مصر الداعمة للشأن التونسي ودورها الحيوي في صون الأمن والاستقرار في محيطها العربي والأفريقي،
ومؤكدةً اعتزاز تونس بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، واهتمام بلادها بالاستفادة من قصة النجاح المصرية بقيادة الرئيس السيسي الملهمة ونقل تجاربها التنموية الي تونس، وذلك من خلال التنسيق الثنائي المكثف في كل المجالات؛ خاصة الاقتصادية والأمنية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول التباحث حول آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث تم تأكيد الإرادة السياسية والرغبة المشتركة لتعزيز أطر التعاون بين مصر وتونس وتعظيم قنوات التواصل المشتركة، ولا سيما على المستوى السياسي والأمني وتبادل المعلومات في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف الذي يمثل تهديدًا للمنطقة بأكملها.
كما تطرّق اللقاء إلى مناقشة تطورات عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأوضاع في ليبيا، حيث توافقت الرؤى في هذا الصدد حول أهمية تعزيز أطر التنسيق المصرية التونسية ذات الصلة، بالنظر إلى أن مصر وتونس يمثلان دولتي جوار مباشر تتقاسمان حدودًا ممتدة مع ليبيا،
فضلًا عن العضوية الحالية لتونس بمجلس الأمن الدولي، وكذا الدور المصري الفاعل في مختلف مسارات تسوية الأزمة، وذلك لتحقيق هدف رئيسي وهو تفعيل إرادة الشعب الليبي من خلال دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومساندة الجهود الحالية لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا،
وذلك عن طريق تنفيذ المقررات الأممية والدولية ذات الصلة من حيث عقد الانتخابات في موعدها دون تأجيل خلال شهر ديسمبر المقبل، وخروج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
كما تم استعراض آخِر تطورات ملف سد النهضة، حيث عبر الرئيس السيسي عن التقدير تجاه دعم الشقيقة تونس لموقف مصر بالتمسك للوصول لاتفاق شامل ومُلزم قانونًا حول ملء وتشغيل سد النهضة، الأمر الذي انعكس في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي.