السيسي : نعيش مرحلة دقيقة تتطلب جهودا حثيثة والتكاتف لمواجهة التحديات الجسام

خلال كلمته فى قمة القادة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي

السيسي : نعيش مرحلة دقيقة تتطلب جهودا حثيثة والتكاتف لمواجهة التحديات الجسام
منتصر عبد الجابر

منتصر عبد الجابر

1:20 م, الثلاثاء, 12 أكتوبر 21

فخامة الرئيس/ شى جنبينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية
السيد/ أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة
السيدة/ إليزابيث مريما، السكرتير التنفيذى لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعى سرورى أن أشارككم اليوم افتتاح أعمال الدورة الخامسة عشر لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، وأود فى هذا الصدد أن أتقدم بالشكر لجمهورية الصين الشعبية الصديقة على حرصها على عقد الدورة على الرغم من كل التحديات التى باتت تواجه العمل متعدد الأطراف على إثر تداعيات جائحة كورونا.


السيدات والسادة،
نعيش اليوم مرحلة دقيقة فى تاريخ البشرية، تتطلب منا بذل جهود حثيثة للتكاتف لمواجهة التحديات الجسام أمامنا، والتى زادت من حدتها جائحة كورونا، حيث لا زلنا نتعامل مع آثارها السلبية على كافة المستويات. ولقد جاء تقرير التقييم العالمى الأخير لحالة التنوع البيولوجي، الصادر عن المنبر الحكومى الدولى لعلوم وسياسات التنوع البيولوجي، ليدق ناقوس الخطر إزاء التدهور السريع الذى يشهده التنوع البيولوجى فى السنوات الأخيرة، والذى أصبح ينذر بكارثة عالمية ما لم تعزز دول العالم أجمع من جهودها لتغيير أنماط الاستهلاك والإنتاج وجعلها أكثر استدامة وأكثر وعياً بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجى وسلامة الأنظمة الحيوية لمستقبلنا على هذا الكوكب.


وإدراكاً منها لذلك، فقد عملت مصر بجهد دؤوب منذ مؤتمر أطراف شرم الشيخ فى 2018، على إطلاق مرحلة جديدة للعمل الجماعى لصياغة “إطار عالمى للتنوع البيولوجى لما بعد 2020” ووضع أهداف قابلة للتحقيق مدعومة بآليات واضحة للتنفيذ. وعلى الرغم من التحديات التى مثلتها جائحة كورونا خلال العامين الماضيين، فقد استطاعت الرئاسة المصرية للمؤتمر تحقيق إنجازات ملموسة على هذا الصعيد، ونأمل أن تشهد الفترة القادمة تنفيذاً فعالاً لتلك الأهداف يُعوض ما لم يتم تحقيقه خلال السنوات العشر الماضية.


السيدات والسادة،
إن ما شهدناه على مدار قرابة عامين ماضيين يشير إلى الارتباط الوثيق بين صحة الإنسان وبين علاقته بمحيطه الحيوي، ومن هذا المنطلق فقد سارعت مصر فى 2018 بطرح مبادرة طموحة بين كافة جوانب العمل البيئى لتحقيق التناغم والتكامل بين جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، ومواجهة تغير المناخ وتداعياته السلبية، ووقف تدهور التربة وتصحر الأراضي، إيماناً منها بما لهذه الجهود مجتمعة من أثر إيجابى على صحة الإنسان، وعلى تحقيقه التنمية الاقتصادية الشاملة.


وإن مصر إذ تشرف بتسليم رئاسة المؤتمر إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة، فإنها واثقة فى قدرة الجانب الصينى على مواصلة هذا العمل الهام الذى تطمح إليه شعوبنا لحماية التنوع البيولوجى والنظم الحيوية على كوكبنا. وإننا نتطلع فى هذا السياق إلى مواصلة العمل مع الصين خلال العامين القادمين لتحقيق هذا الهدف، متمنين للجانب الصينى النجاح والتوفيق فى تحقيق أهداف الاتفاقية وصيانة الأمانة التى نحملها للأجيال القادمة.
وشكراً.