أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن التضحيات الكبيرة التي قدمتها مصر كانت في مكانها وحققت أهدافها، مضيفا أننا نعمل لمواجهة الأزمة الاقتصادية ونجتهد وربنا مطلع علينا وسيكلل جهودنا بالنجاح
وطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي، من الحضور خلال لقائه اليوم السبت مع مجموعة من شيوخ قبائل سيناء، ورجال القوات المسلحة، الوقوف دقيقة إكراما وعرفانا واعتزاز بأرواح الشهداء الذين سقطوا في سيناء من أجل أمن وأمان مصر وسيناء.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة المصرية تعمل على أن تكون سيناء بشكل مختلف غير الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الماضية، قائلا “لقد عملنا خلال السنوات السبعة أو الثمانية الماضية بشكل كبير ولا يهم التكاليف ولكن الأهم هي النتائج، فمساحة سيناء تبلغ 60 ألف كيلومتر أي ما يعادل مساحة المعمور من مصر في الوقت الحالي -فنحن جميعا من أسوان حتى الإسكندرية نعيش على حوالي 60 إلى 70 ألف كيلومتر – وعندما نبذل جهدا في سيناء ونعمل على بناء مشروعات تنمية حقيقية فهذا أمر مستحق”.
وأشار إلى أنه تم الحديث كثيرا عن تلك المسألة ويتم عرضها بوسائل الإعلام ولكن لا يشعر المواطنون بها بشكل كبير لأنها تمت خلال عدة سنوات.
وأوضح الرئيس السيسي أن ما بُذل خلال السنوات الماضية ضخم للغاية والأرقام التي أنفقت عليه كبيرة، قائلا “نحتفل هنا على أرض سيناء في المكان الذي سالت فيه دماء أبناء القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الدولة وأبناء الشعب المصري بسيناء، لذلك يجب أن يليق الاحتفال بالتضحية، فالقتال الذي تم لا يقل عن أي قتال قامت به مصر خلال معارك سابقة، فنحن نحتفل بانتصارات أكتوبر، وأؤكد لكم أن ما جرى في تلك الحرب لا يقل عن أكتوبر، فمن قام بذلك هم أبناء مصر المواطنين والأسر التي قدمت أبنائها من ضباط وصف وجنود وجيش وشرطة وأبناء سيناء”.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: ” أؤكد التزامي وعهدي مع أهالينا المتواجدين هنا على أننا سنبذل جهدا أكبر في مشروعات تعود بالخير على الناس أجمع، وهنا أمر مختلف عن السنوات الماضية، ونحن نعمل وسنعمل وسنتحرك أكثر، وهناك إنفاق من الدولة وسيكون هناك إنفاقا أكثر لأن هذا أمر مطلوب العمل عليه”.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة زيادة التلاحم مع بعضنا، في إشارة إلى المواطنين في سيناء سواء في الشمال أو الجنوب أو الوسط، ومع أجهزة الدولة، قائلا: ” هذا دور نقوم به بشكل مشترك، أي قيادات الجيش والشرطة مع قيادات شيوخ القبائل ونحن على دراية بهذه الأعراف ونقدرها وندعمها وسندعمها أكثر، لأن هذا كان أمرا مهما، منوها بأن اللقاءات مع شيوخ القبائل كان لها تأثير إيجابي”.
وتابع الرئيس السيسي: ” هناك مشاكل أحيانا تكون صعبة، لكن شيوخ القبائل من خلال أعرافهم وقيمهم وعاداتهم التي نشجعها وسنشجعها أكثر، كنا نقوم بحلها”.. مضيفا “كنت مسؤولا في يوم من الأيام بالمخابرات الحربية وألتقي مع شيوخ القبائل وأثناء أداء واجبي كوزير للدفاع كنت ألتقي معهم أيضا وإذا كانت هناك مشاكل نقوم بحلها وهناك موضوعات بيننا وهذا أمر طبيعي.. وقوة ومكانة شيوخ القبائل ندعمها ونعززها وسنعززها أكثر”.
وجدد الرئيس السيسي التهنئة للحاضرين، معربا عن سعادته بوجوده معهم، مطمئنا الجميع على حال مصر، قائلا: “هناك أزمة اقتصادية كبيرة تمر بالعالم ولها تأثير كبير علينا بدون كلام، ولكن بالرغم من ذلك، نحن متماسكون وسنتجاوزها وسنعبرها كما عبرنا الكثير؛ على غرار أزمة مكافحة الإرهاب”.
الرئيس السيسي عن الأزمة الاقتصادية : ليست هناك مشكلة بدون حل
وأشار الرئيس السيسي إلى الأزمة الاقتصادية قائلا ” نعمل ونجتهد وربنا مطلع علينا وسيكلل جهودنا بالنجاح، مضيفا أنه ليست هناك مشكلة بدون حل غير أن نكون مستعدين لبذل جهد أكبر بشكل علمي ومدروس وأن نضحي من أجل حلولها، وأؤكد أنه رغم الظروف الصعبة والأزمة الروسية نستوعب هذه الأزمة ونمتص ضغط هذه الأزمة وسيوفقنا الله فيها.. وأعرب عن سعادته بمجموعة الأبطال الذين كرمهم اليوم”.
وأكد الرئيس السيسي أنه كان مطلعا على الأوضاع في سيناء في الفترة من 2008 إلى 2010، قائلا “علينا جميعا القيام بدور مشترك -ليس أجهزة الدولة فقط- لذلك عملنا على تعزيز دور ومكانة شيوخ القبائل لأن هذا ما يضمن عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى، لأن حدوثه كان بسبب تراخي اليدين التي لم تصبح بنفس القوة والعادات والتقاليد التي كانت راسخة”.
وأوضح الرئيس السيسي أنه لن يتم السماح بتكرار ذلك الأمر مرة أخرى، ولن يسمح بأن يرفع أحد السلاح خارج سلطان الدولة، فقد تم التخاذل مع هذا الأمر في سنوات ماضية ودفعنا جميعا كمصريين وجيش وشرطة ثمن ذلك، وكان الثمن كبيرا للغاية من دم وأرواح سقطت لنستعيد مكانة سيناء.
وقال “إن الدولة لديها قدرة وسلطة وهي امتداد الشعب الذي يحكم البلد، وبالتالي لن يقبل أحد رفع سلاح مرة أخرى خارج السلطات وسيتم مجابهته في أي مكان بمصر بشدة كبيرة وبمنتهى البطش، فالدولة لها سلطان ممتد على أرضها بالكامل وبالتالي لا يرفع سلاح إلا سلاح الدولة الموجه ضد الأشرار وليس الأخيار”.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تفقد الارتكازات الأمنية بشرق القناة، والتقى مع مقاتلي قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ومقاتلي الجيشين الثاني والثالث الميدانيين.
وأعرب الرئيس السيسى عن سعادته لوجوده وسط أبنائه من مقاتلي القوات المسلحة المصرية شرق قناة السويس على أرض سيناء الغالية، وفخره بكفاءتهم واستعدادهم القتالي العالي.
وقال الرئيس السيسى – في تدوينة على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى – “في ذكرى نصر العاشر من رمضان، تلك الذكرى التي تحقق فيها النصر لمصرنا الغالية، بعد أن تلاحم جيشها وشعبها في مشهد عبقري.. سعيد بوجودي وسط أبنائي من مقاتلي القوات المسلحة المصرية شرق قناة السويس على أرض سيناء الغالية، وفخور بكفاءتهم واستعدادهم القتالي العالي”.