أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن منطقة شرق المتوسط تشهد ممارسات استفزازية ومحاولة لزعزعة الاستقرار الإقليمي.
جاء ذلك كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مستهل مأدبة العشاء الرسمي الذي أقامته رئيسة اليونان تكريماً لسيادته بالقصر الجمهوري بالعاصمة اثينا.
نص الكلمة
السيدة “إيكاتيريني ساكيلاروبولو”،
رئيسة الجمهورية اليونانية
أتوجه لفخامتكم بالشكر والعرفان على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال خلال زيارتي لبلدكم الصديق الذي يحظى بمكانة خاصة في نفسي ولدى الشعب المصري بأسره، حيث نتشارك معاً إرثاً حضارياً يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، فمصر واليونان من أقدم الحضارات وأكثرها عراقة وأصالة، وكان لهما دور بارز وتأثير لا يمكن إنكاره على تقدم مسيرة الحضارة الإنسانية في مختلف مجالات العلوم والفنون والأدب.
إن ما يجمع بين مصر واليونان من قواسم مشتركة ومصالح متبادلة وروابط ثقافية وثيقة يجعل من البلدين الصديقين جسراً مهما للتلاقي والحوار والتعاون بين العالمين العربي والإسلامي من ناحية والقارة الأوروبية من ناحية أخرى، ويضع على كاهلنا مسئولية مشتركة لنشر قيم السلام والتسامح ونبذ العنف والاحترام المتبادل بين شعوب وثقافات جنوب وشمال البحر المتوسط.
ولقد جاءت زيارتي إلى بلدكم العزيز في وقت تشهد فيه علاقاتنا الثنائية طفرة مشهودة في كافة أوجه التعاون، بما يؤكد ما تتسم به تلك العلاقات من طبيعة استراتيجية تستهدف تحقيق تطلعات شعبي البلدين، كما مثلت فرصة مهمة لاستمرار التشاور وتبادل الرؤى، مع فخامتكم ودولة رئيس الوزراء، ليس فقط حول سُبل الارتقاء بالتعاون فيما بين بلدينا على كافة الأصعدة، وإنما لتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية ذات التأثير المباشر على أمننا القومي. ولعل التوافق في وجهات النظر الذي ساد في محادثاتنا يعكس اقتناعاً راسخاً بضرورة مواصلة التضامن لتحقيق أهدافنا المشتركة.
وتزداد أهمية لقائنا اليوم بالنظر إلى ما تشهده منطقة شرق المتوسط من ممارسات استفزازية ومحاولة زعزعة الاستقرار الإقليمي بالمخالفة لقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، بالإضافة إلى حالة التوتر والاحتقان الراهنة بين العالمين الإسلامي والأوروبي جراء الرسوم المسيئة للرموز والمعتقدات الدينية المقدسة وما تلاها من جرائم إرهابية، الأمر الذي يؤكد المسئولية الملقاة على عاتق مصر واليونان للاستمرار في تقديم النموذج الإيجابي للحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة والعمل على تصحيح الأفكار المغلوطة وإعمال صوت العقل والحكمة لإرساء الإخاء والمساواة وقبول الآخر ورفض العنصرية والتطرف والكراهية.
وفي الختام، يطيب لي أن أوجه لفخامتكم الدعوة لزيارة مصر في المستقبل القريب لمواصلة جهودنا من أجل تعميق أوجه التعاون والتنسيق بين بلدينا، متمنياً لكم كل التوفيق والسداد ولشعب اليونان الصديق مزيداً من الرفعة والرخاء والازدهار.
وشكراً.