رحّب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالحاضرين في الجلسة الافتتاحية من المنتدى الحضاري العالمي والذي يُعقد في القاهرة، اليوم، قائلًا: أرحب بكم جميعًا على أرض مصر، وفي عاصمتها القاهرة، التي تم تأسيسها منذ أكثر من 1000 عام لتكون واحدة من أهم الحواضر وأعرق عواصم العالم مما كان دافعًا لاحتضانها النسخة 12 من المنتدى الحضري العالمي؛ بهدف تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات حول قضايا التنمية الحضارية.
وأضاف السيسي: بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتطوير المدن بأسلوب أفضل لتحسين حياة الملايين من البشر، ولا سيما في ضوء ما تشهده المدن والتجمعات السكنية من تحديات غير مسيوقة تتعلق بالنمو السكاني السريع، وتغير المناخ، وندرة المياه، والتنمية المستدامة وفقدان المسكن وتوفير التمويل اللازم، وذلك يتطلب تضافر الجهود العالمية لمواجهتها.
وتابع السيسي: تأتي هذه النسخة من المنتدي في وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات متلاحقة وحروبًا لها تداعيات مدمرة متلاحقة على المدن والتجمعات، وهو ما يستدعي حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات، وتركيز الجهود على مجالات التنمية والإعمار.
وقال السيسي: إذن يستحيل البدء في أي خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضارية في مجتمعات تعاني من الحروب والنزاع والمجاعة والمرض، ولعل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من حروب وصراعات في قطاع غزة ولبنان خير مثال على الخسائر الفادحة التي تتكبدها الدول جراء إعلاء صوت الحرب والصراع على حساب السلام والاستقرار.
وأضاف السيسي: إن المعاناة اليومية التي تعيشها شعوب تلك الدول تتطلب استجابة فورية وفعالة لوقف نزيف الدماء والدمار، والشروع في البناء والتنمية، وتحرص مصر دائمًا على تقديم سبل الدعم لأشقائها لوقف العنف وتخفيف حدة التداعيات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة عليه.
وأكد السيسي أنه رغم ما يحيط بنا من أزمات، حققت مصر، في السنوات الماضية، إنجازات كبيرة في مجالات العمران والتنمية الحضارية بما يخدم أهداف الإستراتجيية الوطنية “رؤية مصر 2030″،
حيث تم تنفيذ مبادرات ضخمة؛ على رأسها مبادرة “حياة كريمة” لتطوير الريف المصري والمناطق العشوائية، ومبادرة “تكافل وكرامة” لدعم الأُسر الفقيرة والأكثر احتياجًا، ومبادرة “سكن لكل المصريين”، والذي يعد أكبر مشروع إسكان اجتماعي لمحدودي الدخل في مصر والعالم بأسره.
وأضاف السيسي: كما قامت مصر بإنشاء جيل جديد من المدن يتبنى معايير الاستدامة والذكاء الرقمي، وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، ضمن 22 مدينة أخرى تم بناؤها بشكل متزامن في مختلف محافظات الجمهورية، إلى جانب تدشين مشروعات لتطوير العشوائيات والمناطق غير المخططة وغير الآمنة، فضلًا عن تحديث وسائل النقل والمواصلات.
وقال السيسي: أعلن، اليوم، عن إطلاق الإستراتيجية الوطنية للمدن الذكية، والإستراتيجية الوطنية للتحضر الأخضر الهادفتين لتعزيز الجهود الوطنية القائمة في مجالات التحضر استنادًا للمعايير الدولية للاستدامة والشراكة.
وأضاف السيسي: يمثل المنتدى الحضاري العالمي منصة مثالية لتدشين حوار مثمر وفعال بين جميع المعنيين الفاعلين حول كيفية تحسين أوضاع التجمعات البشرية وتعزيز التنمية الحضارية، ويتطلب هذا الأمر مشاركة فعالة من كل الأطراف المعنية من المجتمعات المحلية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع الخاص والجامعات لعقد شراكات وصياغة سياسات وإستراتيجيات تعكس تطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل.
وأعرب عن تطلعه لأن يكون هذا المنتدى خطوة مهمة على طريق تنفيذ الأجندة الحضارية الجديدة وتعزيز الشراكات الدولية المبتكرة للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.