قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن قمة جدة اليوم تأتي في لحظة استثنائية من تاريخ العالم والمنطقة العربية لتحمل دلالة سياسية واضحة بتجديد العزم على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية سواء على الصعيد الثنائي أو في الإطار الإقليمي الأوسع.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسي في قمة جدة بالمملكة العربية السعودية مع عدد من رؤساء وملوك الدول العربية والرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأضاف السيسي: “بما يمكنا معنا من الانطلاق نحو آفاق أرحب من التعاون على نحو يلبي تطلعات ومصالح شعوبنا استنادا إلى علاقات وروابط قوية وممتدة قائمة على إعلاء مبادئ راسخة لا ينبغي أن نحيد عنها لتحقيق المنفعة المتبادلة وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها”.
وتابع: “لقد تتابعت الأزمات العالمية والإقليمية المتفاقمة وازدادت حدتها كجائحة كورونا وتغير المناخ وأمن الغذاء وتفشي النزاعات المسلحة دوليا وإقليميا والتي ألقت بظلالها على البشرية بأكملها ومن بينها منطقتنا العربية، التي تعاني من تحديات سياسية وتنموية وأمنية جسيمة، بما فيها مخاطر انتشار الإرهاب على نحو يطال استقرار شعوبنا وحقوق الأجيال القادمة”.
وتابع السيسي: “باتت أمتنا تتساءل بشكل مشروع عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات من أجل التصدي لهذه التحديات وعن مصير الأزمات الممتدة التي تعيشها منطقتنا العربية منذ أكثر من عقد وآفاق تسويتها”.
واستكمل: “يتعين في هذا السياق أن تكون لدولنا ومنطقتنا إسهاماتها الملموسة في صياغة حلول دائمة غير مرحلية لتلك التحديات المعاصرة على أسس علمية وواقعية وهو ما نعمل في مصر على تحقيقه انطلاقا من إيماننا بأن للجميع هوية واحدة وهي الانتماء للإنساسية”.
وقال السيسي: لم يعد مقبول أن يكون من بين أمتنا العربية صحابة التاريخ المجيد والإسهام الحضاري الثري والإمكانيات والموارد البشرية الهائلة من هو لاجئ أو نازح او متضرر من ويلات الحروب والكوارث أو فاقد للأمل من غد أفضل.
و أضاف: لقد حان الوقت لكي تتضافر جهودنا المشتركة لتضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد التي أرهقت شعوب المنطقة واستنفزت مواردها وثرواتها في غير محلها.
وتابع السيسي: أتاحت المجال لبعض القوي للتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والاعتداء العسكري غير المشروع على أراضيها والعبث بمقتدراتها، ومصير أجيالها من خلال استدعاء نزاعات عصور ما قبل الدولة الحديثة.
وأوضح أن ذلك أدى إلى وجود عداءات طائفية واسمية وعرقية وقبلية لا غالب فيها ولا مغلوب وبما أدى إلى انهيار أسس الدولة الوطنية الحديثة وسمح ببروز ظاهرة الإرهاب ونشر فكره الظلامي والمتطرف.