أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن تقديره للزعماء الأوروبيين الذي شاركوا في القمة المصرية الأوروبية اليوم.
وقال الرئيس السيسي بالقمة المصرية الأوروبية المنعقدة بقصر الاتحادية: “يطيب لي أن أُرحب بكم اليوم .. في زيارتكم المهمة إلى مصر .. التي تعكس عُمق العلاقات المصرية الأوروبية الممتدة عبر التاريخ .. وتعكس أيضاً حالة الزخم .. التي تشهدها العلاقات خلال الفترة الأخيرة .. على مختلف الأصعدة: السياسية، والاقتصادية، والثقافية.. على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.
وأضاف الرئيس السيسي: ” لقد أولت مصر دوماً أهمية خاصة .. للعلاقات المتميزة التي تربطها بالاتحاد الأوروبي ودوله .. وذلك في ضوء اعتقادنا الراسخ .. بمحورية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي .. لتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية المشتركة للجانبين .. وبما يدعم تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة”.
وتابع قائلا: ” اجتماعنا اليوم يعكس عمق العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، وقبرص، والنمسا، على مختلف الأصعدة: سياسياً، واقتصادياً، وتجارياً، وثقافياً”.
وتستضيف القاهرة ، اليوم الأحد، قمة مصرية أوروبية، ستشهد ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية والشاملة”، بهدف تحقيق نقلة نوعية في التعاون والتنسيق بين الجانبين، من أجل تحقيق المصالح المُشتركة .
وسيعقد الرئيس لقاءات ثنائية مع ضيوف مصر من قادة أوروبا؛ لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، كما سيتم عقد اجتماع قمة للتباحث بشأن تطوير العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في مختلف المجالات، وعلى رأسها العلاقات السياسية، ومكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي، وملفات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا والتعليم والهجرة، كما ستناقش القمة الأوضاع الإقليمية وخاصة الحرب في قطاع غزة، وكيفية استعادة الأمن والاستقرار في الإقليم، وتجنب تداعيات التوترات الجارية على السِلم الدولي.
من جانبها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، سعيدة لوجودي هنا مع رئيس وزراء اليونان والرئيس القبرصي هذه لحظة تاريخية .. شراكة استراتيجية سنوافق على مجموعة من الحزم في الطاقة والاستثمار والتعليم والشباب .. دعم مالي يبلغ 7.4 مليار يورو وسنعمل على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والفرص المتكافئة.
وتابعت خلال كلمتها بقمة مصر الأوروبية نحن قلقون إزاء الحرب في غزة والوضع الإنساني الكارثي .. فإن غزة تواجه المجاعة،نحن نخشى من دخول حملة عسكرية في رفح تؤدي لإضعاف السكان أكثر .
وذكرت أن الاتحاد الأوروبي يولي أولوية قصوى للمساعدات الإنسانية وإيصالها إلى غزة عبر البحر والبر والجو، واتطلع لمحادثاتنا اليوم لتعميق تعاوننا أكثر فأكثر واتفقنا على أن أهم شيء هو تحول اتفاقية الشراكة إلى استثمار واقعي على أرض الواقع.
من جانبه قال رئيس وزراء بلجيكا رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر دي كروو إن الشراكة الاستراتيجية التي نناقشها هنا اليوم ستؤتي بثمارها ، نتطلع إلى مثل تلك الشراكة في الاستثمار لخلق مزيد من فرص العمل ، وكذلك تفي بتطلعات الشعوب التي نمثلها هنا ، العالم الذي نعيش فيه هو أكثر اضطرابا عن ذي قبل ، لدينا هنا صراعات مروعة في الشرق الأوسط ، مؤكدا أن الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر واستغلال البشر هو أمر لابد من الحد منه والقضاء عليه.
فيما قال رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس إن الإعلان المشترك يؤكد أمرا كان دوما واضحا لنا .. الاتحاد الأوروبي ومصر هم شركاء طبيعيين بسبب الاهتمام بالأمن والاستقرار.. مصر لها دور محوري في البنيان الأمني للمنطقة .. هذا الفصل الجديد في العلاقة بين مصر والاتحاد الاوروبي يبين أن مصر هي ركيزة للاستقرار في خضم كثير من الصراعات في المنطقة.
وأكد أن مصر تواجه الكثير من التحديات في ظل ظروف اقتصادية صعبة وعدم الاستقرار في ليبيا والسودان وغزة.
وقال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس إن الإعلان المشترك الذي سنوقع عليه يضع حجر الأساس لتنفيذ أهدافنا.
وأضاف :”نريد أن نقر بالجهد الضخم الذي تبذله مصر في استضافة العديد من المهاجرين واللاجئين ، واذا كانت مصر تتمتع بالرخاء فإنها ستساعد دولا أخرى تعاني من عدم الاستقرار مثل السودان وليبيا”.
وقال مستشار النمسا كارل نيهامر: “مصر كانت دوما شريكا بالغ الأهمية لأوروبا ، أود كذلك أن أجدد امتناني للرئيس السيسي لاستضافة هذا الكم الهائل من اللاجئين في مصر والتأكد من عدم وجود أية مراكب لتهريب الأشخاص إلى أوروبا”.
وذكرت رئيسية وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني: هذا يوم تاريخي للعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي .. فخورة بالدور الذي قامت به إيطاليا لتحقيق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي.. الإعلان المشترك وهذه المبادرة التي نوقع عليها تظهر لنا استعدادنا لتعزيز وتشجيع أسلوبا هيكليا جديدا للتعاون بين شاطئي المتوسط ، ومصر تلعب دورا رياديا لمد البعد الذي دعمته إيطاليا وبدأناه في تونس منذ شهور قليلة .
وأكد أن المبادرة هي أفضل وسيلة لتحدي الهجرة والتدفقات غير الشرعية والإتجار في البشر .. نرحب بجهود مصر في هذا الصدد ونتطلع للعمل معا أكثر من ذي قبل .. إيطاليا لديها خطة للتعاون مع القارة الإفريقية بمحفظة تمويلات مقدرة بنحو 5 مليارات يورو .. نريد أن نطلق تحالفا دوليا ضد المتاجرين في البشر.