السيسي: أحكام الفقه تغيرت فلماذا يُحرم جيلنا من الأحكام التي تُيسر الحياة؟

في الكلمة التى ألقاها نيابة عنه الدكتور مصطفى مدبولي، صباح اليوم، في المؤتمر العالمي للأزهر الذي جاء تحت عنوان "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"

السيسي: أحكام الفقه تغيرت فلماذا يُحرم جيلنا من الأحكام التي تُيسر الحياة؟
صفية حمدي

صفية حمدي

6:10 م, الأثنين, 27 يناير 20

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الكلمة التى ألقاها نيابة عنه الدكتور مصطفى مدبولي، صباح اليوم، في المؤتمر العالمي للأزهر الذي جاء تحت عنوان “مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي”، أن التجديد الذي ننتظره هو التجديد في فقه المعاملات في مجالات الحياة العملية. وقال: “نحن متفقون على أن كثيرًا من أحكام هذا الفقه تغيرت من جيل إلى جيل على مدى عشرة قرون على الأقل”. وتساءل الرئيس: “فلماذا يُحرم جيلنا من هذه الأحكام التي تُيسر الحياة، وجيلنا أحق الأجيال بالتجديد لما يواجه من تحديات تتغير كل يوم بل كل لحظة؟!”.

 تستمر فعاليات المؤتمر العالمي للأزهر على مدى يومي الاثنين والثلاثاء 27 و28 يناير 2020، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر. ويشارك فيه نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم. 

ويشارك أيضًا ممثلون من وزارات الأوقاف ودار الإفتاء والمجالس الإسلامية من دول العالم الإسلامي.

حضر المؤتمر أيضًا الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من كبار الشخصيات والمسئولين. 

في بداية كلمة الرئيس السيسي، التي ألقاها رئيس الوزراء، قال: يطيب لي أن أرحب بكم جميعًا، في بلد الأزهر الشريف، أرض مصر الطيبة، التي تجلت عليها الذات الإلهية فزادتها قدسية وتشريفًا وتعظيمًا. 

ورحب الرئيس بالضيوف على أرض وطن يمد يده بالخير والسلام والمحبة للجميع.

كما رحب الرئيس السيسي بضيوف مصر من علماء المسلمين ومفكريهم ومثقفيهم بهذا المؤتمر الاستثنائي.

وأكد تطلعه إلى الدور المهم للمؤتمر في تطوير الخطاب الدينيّ؛ لدعم مسيرة الأوطان العربية والإسلامية، وبث روح العمل والجد والمثابرة.

وتابع الرئيس السيسي بأنها كلها شروط ضرورية للتنمية الشاملة المستدامة التي نسعى إلى تحقيقها في المستقبل القريب إن شاء الله.

وفي كلمة الرئيس السيسي بالمؤتمر، التي ألقاها الدكتور مصطفى مدبولي، قال الرئيس: لقد طالبتُ المؤسسات الدينية منذ عدة سنوات، وفي مقدمتها مؤسسة الأزهر الشريف، بأن تولي الأهمية القصوى لموضوع تجديد الخطاب الديني.

واستكمل السيسي: إن أي تقاعس أو تراخٍ عن الاهتمام بهذا الأمر، مِن شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء من غير المتخصصين ليخطفوا عقول الشباب ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة، وينقلوا لهم الفهم الخاطئ المنحرف في تفسير القرآن الكريم، والتشويه المتعمد للسُنة المطهرة.

ومن ثم جاء انعقاد هذا المؤتمر الحافل بهذه النخبة المختارة من كبار العلماء، ومُمثلي المؤسسات الدينية من الوزراء والمُفتين والمستشارين الدينيين من 41 دولة.

وأعرب الرئيس عبدالفتاح  السيسي، في كلمته، عن بالغ سروره وتقديره الكبير لهذا العمل الجليل.

وتمنّى الرئيس أن تأتي نتائج المؤتمر العالمي للأزهر على قدر التحديات التي تُواجه عالمنا الإسلامي والعربي.

وذكر في مقدمتها تحدي الإرهاب والتطرف، ووصفه بالوباء الذي إن تُرك وشأنه فسوف يقضي على كل أمل في تحقيق الاستقرار والبناء، ويحول دون تحقيق مسيرة التقدم والرفاهية.

كما أعرب الرئيس في كلمته التي ألقاها رئيس الوزراء، عن أمله في أن ينتهي المؤتمر بحلول عملية لمختلف المشكلات والقضايا الفقهية والتشريعية التي ينقسم حولها المسلمون، وتُشعل فتيل الاختلاف بينهم.

ووجه الرئيس الحديث إلى العلماء والحضور بالمؤتمر قائلًا: إننا حين نطالبكم بتجديد الخطاب الدينيّ فإن ذاكرتنا تعي وتستوعب نهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلّم في هذا الإطار.

وأكد أن التجديد الذي نتطلع إليه ليس هو التجديد في ثوابت الدين، ولا في العقيدة، أو غيرها من الأحكام، التي اتفق أئمة الدين على إثباتها.

وتابع الرئيس موضحًا أنه لا يوجد مسلم يؤمن بالله وكتبه ورسله يطلب تحليل الحرام، أو إباحة الكبائر، أو أي تشريع جديد يعارض القرآن والسنة الصحيحة، أو يصدم المقاصد العليا للشريعة.

ووجه الرئيس حديثه إلى العلماء وقال “أنتم أهل هذا العلم والمتمكنون من ضوابطه وشروطه أدرى الناس بأن من رحمة الله بنا أن شرع لنا أحكامًا ثابتة لا تجديد فيها وأحكامًا تتغير تبعًا للتطور، والفتوى هي الأخرى تتغيّر من بلد إلى بلد، ومن عصر إلى عصر، ومن شخص لآخر”.

واختتم رئيس الوزراء كلمة الرئيس السيسي بالقول: إنني إذ أؤكد مرةً أخرى ضرورة موضوع “التجديد” لإنقاذ الإسلام والمسلمين، أتمنى أن يكون مؤتمركم هذا فاتحة لسلسلة قادمة من المؤتمرات في هذا الإطار التي تتجدد عامّا بعد عام، مع دعائي للعليّ القدير أن يوفقكم ويأخذ بأيديكم إلى ما فيه خير الأمّة ونفعها وصلاحها ورُقيها.