أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقدير مصر البالغ، للروابط التاريخية العميقة، التى تجمعها مع موريتانيا، فى ظل علاقات الأخوة، بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
ورحب الرئيس السيسي- خلال المؤتمر الصحفى المشترك، مع رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، بقصر الاتحادية، اليوم الأحد- بشقيقه الرئيس الموريتاني، فى بلده الثانى “مصر”.. قائلا “لقد أجريت اليوم، مع الرئيس الغزوانى، مباحثات مكثفة وبناءة تناولنا خلالها مختلف الموضوعات، الثنائية والإقليمية والدولية وقد عكست المشاورات، إرادتنا السياسية المشتركة، نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها فى مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون، والتنسيق على المستويات كافة أخذا فى الاعتبار، التحديات المشتركة التى تواجه مصر وموريتانيا ومنها تحديات تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الخارجية فى المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وصون الدولة الوطنية ومؤسساتها”.
وأضاف الرئيس السيسي أنه اتفق مع الرئيس الموريتاني على تطوير التعاون فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، فضلا عن سرعة الإعداد، لعقد الدورة المقبلة، للجنة العليا المشتركة المصرية الموريتانية، خلال العام الجاري، بما يخدم جهود دعم العلاقات، وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين وتعزيز أطر التعاون والتنسيق، إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتابع “كما تناولنا آخر المستجدات المطروحة على الساحة العربية، حيث توافقنا حول أهمية دفع آليات العمل العربى المشترك، بهدف الحفاظ على الأمن القومى العربى، وحماية وحدة وسيادة ومقدرات الدول العربية”.
وأشار إلى أنه تم بحث أيضا آخر تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق، وتحقيق تطلعاته نحو دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”.
وأردف “كما تناولنا مستجدات الأزمة الليبية، حيث توافقنا فى الرؤى، على ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. بالتزامن وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، بدون استثناء وفى مدى زمنى محدد، تنفيذا للمقررات الدولية ذات الصلة”.
وبشأن تطورات الأوضاع فى السودان.. قال الرئيس السيسي إنه تم التأكيد على أهمية التوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار والحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية، ومنعها من الانهيار وتكثيف الجهود لنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، للتخفيف من معاناة المتضررين، وحث جميع الأطراف، على تغليب صوت الحكمة، للحفاظ على مقدرات الدولة السودانية.. ومصالح شعبها.
وعن ملف “سد النهضة” الإثيوبى، وتبعاته الخطيرة على الأمن المائى لدول مصب حوض النيل.. أضاف الرئيس السيسي أنه تم التأكيد أن الأمن المائى المصرى، هو جزء لا يتجزأ من الأمن المائى العربى، وشددنا على أهمية حث إثيوبيا، على التحلى بالإرادة السياسية، للأخذ بأى من الحلول الوسطى، التى تم طرحها على مائدة التفاوض، والتى تلبى مصالحها، دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتى المصب وذلك من أجل إبرام اتفاق قانونى ملزم، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
ولفت الرئيس السيسي أنه اتفق مع الرئيس الموريتاني على تعزيز جهودنا على الساحة الإفريقية، فى ظل الدور الحيوى، الذى تقوم به كل من مصر وموريتانيا، فى هذا الشأن مع استمرار التنسيق والتعاون فى إطار الاتحاد الإفريقى ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن والتنمية، فى القارة الإفريقية بما يمكنها من تجاوز التحديات، وتحقيق الرخاء والاستقرار، لسائر أبناء قارتنا العريقة.
وقال رئيس السيسي إنه يتطلع إلى المزيد، من التعاون الوثيق بين مصر وموريتانيا، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويلبى تطلعاتهما، متمنيا للشعب الموريتانى، كل الخير والاستقرار والرفاهية، تحت قيادة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزوانى الحكيمة، مجددا الترحيب به في بلده الثانى “مصر”.