السيسي: أؤكد للعالم أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث على حساب مصر أبدًا

خلال قمة القاهرة للسلام 2023

السيسي: أؤكد للعالم أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث على حساب مصر أبدًا
محمد مجدي

محمد مجدي

12:44 م, السبت, 21 أكتوبر 23

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، نلتقي اليوم في أوقات صعبة تمتحن إنسانياتنا قبل مصالحنا تختبر عمق إيماننا بقيمة الإنسان وحقه في الحياة، وطابع المبادئ التي ندعي أننا نعتنقها في موضع التساؤل.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية في قمة القاهرة للسلام 2023 والمنعقدة الآن في العاصمة الإدارية الجديدة بمشاركة 31 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وهيئة الأمم المتحدة.

وأضاف السيسي: شعوب العالم كله والمنطقة تترقب بوعود مواقفنا في تلك اللحظة التاريخية اتصالا بالتصعيد العسكري الجاري منذ 7 أكتوبر الجاري في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وتابع: مصر تدين بوضوح كامل استهداف أو قتل او ترويع كل المدنيين المسالمين، وفي الوقت ذاته تعبر عن دهشتها البالغة أن يقف العالم متفرجا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها 2.5 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة.

وأكد أنه يتم فرض عقاب جماعي عليهم وحصار وتجويع وضغوط عنيفة للتهجير القصري في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات وأسس القانون الدولي الإنساني لتجريمها ومنع تكرارها، مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.

وقال السيسي: دعوني أتساءل بصراحة أين قيم الحضارة الإنسانية التي شيدناها على امتداد الألفيات والقرون، أين المساواة بين أرواح البشر دون تمييز أو تفرقة أو معايير مزدوجة أن مصر منذ اللحظة الأولي انخرطت في جهود مضنية آناء الليل وأطراف النهار لتوصيل المساعدات الإنسانية للمحاصرين في قطاع غزة، عبر معبر رفح ولم يتم غلقه يومًا.

وأضاف السيسي: إلا أن القصف الاسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني حال دون عمله، وفي هذه الظروف الميدانية القاسية اتفقت مع الرئيس الأمريكي على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشراف وتنسيق كامل مع الأمم المتحدة ووكالة الأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وتابع: أن يتم توزيع المساعدات بإشراف الأمم المتحدة على سكان قطاع غزة، أن العالم يجب ألا يقبل استخدام الضغط الإنساني للاجبار على التهجير، وقد أكدت مصر بل تجدد التشديد على الرفض التام للتهجير القصري للفلسطينيين ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء.

وشدد السيسي على أن ذلك ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاء لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة وإهدار لكفاح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وجميع الأحرار في العالم على مدار 75 عاما هي مدار عمر القضية الفلسطينية.

وقال: يخطئ من يظن أن طبيعة الشعب الفلسطيني راغب في مغادرة أرضه حتي لو كانت هذه الأرض تحت الاحتلال أو القصف، وأوضح للعالم عن إرادة وعزم جميع أبناء الشعب المصري فردا فردًا أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث أبدا على حساب مصر.

واستكمل قوله: أكرر أؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين وبتعبير صادق عن إرادة جميع أبناء الشعب المصري فردا فردا أن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث أبدا على حساب مصر.

وأضاف: هل كتب على هذه المنطقة أن تعيش في هذا الصراع للأبد، ألم يأت الحين لنبذ الأوهام السياسية بأن الوضع القائم قابل للاستمرار، والاستيطان وتدنيس المقدسات وخلع الفلسطينيين من بيوتهم وقراهم والقدس الشريف.

وتابع: أن مصر دفعت ثمنا هائلا من أجل السلام في هذه المنطقة، بادرت عندما كان الصوت الحق هو الأعلى، وبقيت شامخة الرأس تقود منطقتها نحو التعايش السلمي القائم على العدل.

وأكد أن اليوم تقول لكم مصر بكلمات ناصحة أمينة أن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد هو العدل بحصول الفلسطينين بالحصول على حقوقهم والعيش بكرامة على أرضهم المستقلة مثل باقي الشعوب.

وقال: نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين، ووجهت الدعوة لكم لنناقش ونعمل على التواصل لخارطة طريق لإنهاء الأزمة الإنسانية الحالية وإحياء مسار السلام من عدة محاور.

واضاف السيسي: تبدأ في التدفق الكامل الأمن للمساعدات لأهل قطاع غزة، والتهدئة ووقف إطلاق النار، والبدء في مفاوضات لإحياء عملية السلام وصولا لإعمال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل على أساس المقررات الشرعية الدولية.