جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس دعوته لرجال الأعمال والقادرين للتبرع لصالح صندوق دعم الاقتصاد قائلاً: «هتدفعوا يعنى هتدفعوا، لأن البلد أعطتكم الكثير»، مشيرًا إلى أن صندوق دعم الاقتصاد «تحيا مصر» بحاجة إلى 100 مليار جنيه، وأن مصر لن تقوم إلا بجهود المصريين.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية أثناء تدشين مشروع تنمية قناة السويس بالإسماعيلية، بعد حوالى شهر من اجتماعه مع أبرز رجال الأعمال المصريين، ودعوتهم لمساعدة الاقتصاد المصرى عبر التبرع لصندوق «تحيا مصر»، وهو الاجتماع الذى أسفر عن إعلان عدد من رجال الأعمال تبرعهم بأكثر من 5 مليارات جنيه.
وجاء على رأس المتبرعين رجل الأعمال نجيب ساويرس الذى أعلن تبرعه بـ3 مليارات جنيه، يليه رجل الأعمال محمد الأمين بمبلغ 1.2 مليار جنيه.
يذكر أن صندوق «تحيا مصر»، هو أول ما أعلن عن تدشينه الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب أدائه اليمين الدستورية مطلع يونيو الماضى لجمع التبرعات ومساعدة الاقتصاد المصرى على النهوض.
وأعلن «السيسى» التبرع بنصف راتبه بعد إعلانه الحد الأقصى للدخل 42 ألف جنيه، كما تبرع بنصف ممتلكاته لصالح الصندوق.
وقال الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادى، مدير مركز الدراسات الاقتصادية، مُعلقًا على تصريحات السيسى بأن الأفضل ألا تعتمد الدولة بشكل أساسى على سياسة التبرع، لأن التبرعات ستكون نسبية وضئيلة، ولا تكفى لما يحتاج إليه الاقتصاد المصرى، وأن الأفضل أن تحرص الدولة على أن يدفع هؤلاء ضرائبهم المتأخرة والتى تفوق 350 مليار جنيه- على حد قوله-.
وأكد ضرورة تركيز الحكومة على معرفة مصير الأموال التى تم تجميعها فى الصناديق التى انطلقت منذ ثورة 25 يناير، وتوحيدها فى صندوق «تحيا مصر»، وأن يتم الكشف بشفافية عن استخدامات تلك الأموال والمشروعات التى سيقوم الصندوق بتنفيذها، مؤكدًا ضرورة أن يبتعد الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الإشراف على الصندوق، لتجنب العودة للعهود السابقة والتى كان يشرف فيها الرئيس على كل شيء.
واقترح أن يتم اختيار مجلس إدارة للصندوق من المحترفين، فى إدارة الأموال وإدارة المشروعات، وأن يكون هدف الصندوق إقامة مشروعات ذات العمالة الكثيفة، وتنمية المهارات، خاصة فى مشروعات الصناعات اليدوية، وإقامة المشروعات فى القرى والنجوع حتى تصبح مناطق جاذبة للعمالة وليست طاردة.
وأكد الدكتور أحمد الدرش، وزير التخطيط والتعاون الدولى الأسبق، رئيس المجلس المصرى للشئون الاقتصادية، أن تصريحات الرئيس عبارة عن دعوة ثانية وتأكيد بعدم فقدانه الأمل فى دعوته لرجال الأعمال والقادرين فى البلاد على المشاركة فى إعادة بناء مصر.
ولفت إلى أن المجتمع المدنى والقطاع الخاص لهما دور فى النهوض باقتصاد البلاد، مضيفًا أن الحكومة لجأت إلى جمع التبرعات بدلًا من فرض ضرائب جديدة على المواطنين، للمساهمة فى تقليل الحاجة للانفاق العام، وانقاذ البلاد من الوضع المتفاقم الذى زاد به الدين الداخلى والدين الخارجى إلى مستويات لم يصلا إليها من قبل- على حد قوله.
من جانبها قالت يمنى الحماقى، أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن رجال الأعمال من الممكن أن يقوموا بدور فى النهوض بالاقتصاد بأكثر من شكل ومنه سداد الضرائب المتأخرة، التى من الممكن أن تقوم بدور كبير فى التنمية.