“السيد/ فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية
أصحاب الجلالة والفخامة والدولة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية،
السيدات والسادة،
أود فى البداية أن أعرب عن التقدير الخاص للرئيس ولشعب روسيا الاتحادية الصديق على حفاوة الضيافة والاهتمام بتعزيز التعاون بين أفريقيا وروسيا من خلال تدشين “كمنصة تتيح عرض مختلف الفرص الاستثمارية والتجارية بين الجانبين، بما يعزز الترابط والتواصل بين شعوبنا، ويسهم فى دفع مسيرة التنمية فى القارة الأفريقية وفقاً لرؤية أجندة الاتحاد الأفريقى التنموية 2063، ويساعد على استكشاف أفاق جديدة للتعاون المشترك تعمق من المنفعة المتبادلة بيننا وفقاً لمبدأ الملكية الوطنية، وإثراءً لمنهج الشراكة الأفريقية مع الدول الصديقة الذى طالما أثبتت التجارب مردوده الإيجابي.
إن تطلعات شعوبنا يجب أن تدفعنا جميعاً للتكاتف لتحقيق آمالهم وطموحاتهم المشروعة نحو السلام والاستقرار والتقدم الاقتصادى والتنمية، كما تحتم علينا الاستفادة من التجارب الاقتصادية الناجحة، وعلى رأسها التجربة الروسية التى تعكس إرادة صلبة وقدرة على العمل والانجاز.
ومن هذا المنطلق، فإننا نؤكد أهمية توصل أعمال المنتدى إلى نتائج تسهم فى تعزيز قدرات وامكانات الدول الأفريقية، وأولوياتها، ومشروعاتها الرائدة، حيث حرصت قارتنا على وضع موضوعات تطوير البنية التحتية، ودعم مسيرة التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمي، فى طليعة أولويات العمل الأفريقى المشترك، وقررنا كذلك إيلاء الاستثمار فى رأس المال البشرى فى أفريقيا أهمية قصوى باعتباره المكون والشرط الأساسى لتحقيق التنمية المستدامة، والنهضة المنشودة فى ربوع القارة، لاسيما أن شباب قارتنا دون الخامسة والعشرين عاماً يشكلون قرابة 65% من سكانها، بما يجعلها قوة بازغة فى سوق العمل مستقبلاً، فضلاً عن جهودنا المستمرة لتمكين المرأة الأفريقية دعماً لدورها فى الدفع قدماً لمسيرتنا التنموية.
السيدات والسادة،
إن أفريقيا مقبلة على مرحلة مهمة تشهد فيها تغيرات إيجابية كبيرة تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال، وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع والتحول الرقمي، وذلك بدفع من مجتمعات شابة طموحة، وسياسات حكومية تشجيعية جريئة ومحفزة لتحقيق تطلعات شعوبنا.
وأود فى هذا السياق أن أؤكد للمشاركين فى محفلنا اليوم أننا قطعنا شوطاً طويلاً من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، فضلاً عن اتخاذنا خطوات ملموسة ومتلاحقة لتحقيق عملية الاندماج الاقتصادى على المستويين الإقليمى والقاري، وآخرها دخول الاتفاقية القارية الأفريقية للتجارة الحرة حيز النفاذ خلال قمة الاتحاد الأفريقى بالنيجر فى يوليو 2019، بما يجعل القارة مقصداً لاهتمام شركاء التنمية الدوليين.
وفى هذا الإطار، ترحب أفريقيا بالانفتاح على العالم، والتعاون مع شركائها بهدف تحقيق نقلة نوعية سواء فى مجال بناء القدرات ونقل المعرفة، وتحديث منظومة التصنيع القارية، وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمى.
كما أننى أود تجديد الدعوة لكافة مؤسسات القطاع الخاص والشركات الروسية والعالمية ومؤسسات التمويل الدولية للتعاون والاستثمار فى أفريقيا، فهذا هو التوقيت المثالى للانفتاح على دول القارة.
ولا يفوتنى هنا مطالبة مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية بالاضطلاع بدورها فى تمويل جهود التنمية بأفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قدرات القارة بما يسهم فى تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وتقديم أفضل الشروط والحوافز للمشروعات وبرامج التنمية للدول الأفريقية، بما يحقق لشعوب القارة أحلامها باللحاق بركب التقدم والتحديث والتنمية المستدامة الذى تستحقه.
السيدات والسادة،
أود قبل اختتام حديثى تأكيد أن التعاون مع الدول الأفريقية يجب أن يستند إلى مبادئ المصلحة المشتركة والملكية الأفريقية فى إطار يهدف إلى دعم التنمية الشاملة والمستدامة فى القارة الأفريقية من خلال ثلاث ركائز، وهي: الإسراع فى التحول الاقتصادى وتحسين مناخ الأعمال من خلال شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية، وتعزيز السلم والاستقرار وفق الرؤية الأفريقية الواردة فى أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة الأممية 2030.
ولا يسعنى فى الختام إلا أن أؤكد تطلعى لأن يسهم هذا المحفل الهام فى المزيد من التعاون بين الجانبين الأفريقى والروسى فى مختلف المجالات فى السنوات القادمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”
ونص الخطاب جاء كما نشره المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية على صفحته الرسمية بفيسبوك .