لا تزال السيارات الذاتية القيادة تثير الجدل حول مدى جاهزيتها للاستخدام اليومي، رغم التقدم التكنولوجي الكبير في هذا المجال، أحدث مثال على ذلك هو ما حدث مع مايك جونز خلال رحلته من لوس أنجلوس إلى سكوتسديل بولاية أريزونا، حيث اختار تجربة سيارة أجرة ذاتية القيادة من Waymo، لكنه فوجئ بأن السيارة تدور في حلقة داخل موقف السيارات دون أن يتمكن من السيطرة عليها، مما جعله موضع أنظار المارة وأثار ضجة واسعة على الإنترنت.
تحديات تقنية وثقة الجمهور
التجربة التي وثقها جونز ونشرها على الإنترنت سرعان ما انتشرت بشكل فيروسي، مما جدد التساؤلات حول مدى موثوقية السيارات ذاتية القيادة، ورغم أن Waymo، المملوكة لشركة Alphabet (الشركة الأم لجوجل)، أكدت أنها أصدرت تحديثًا فوريًا لإصلاح المشكلة، فإن هذا لم يكن الحادث الأول من نوعه. في عام 2023، استدعت الشركة أكثر من 600 سيارة بعد اصطدام إحداها بعامود في الشارع، كما تخضع الشركة لتحقيقات من قبل الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA) بشأن 22 حادثًا مرتبطًا بمركباتها، وفقا لوكالة بي بي سي
انسحاب بعض الشركات واستمرار أخرى
بينما تواصل Waymo ريادتها في السوق، انسحبت شركات أخرى من السباق، في ديسمبر 2023، أغلقت شركة جنرال موتورز قسمها المتخصص في السيارات ذاتية القيادة، Cruise، بعد حادث خطير تسبب في إصابة مشاة، كما تخلت أبل عن مشروعها المثير للجدل في مجال السيارات الذاتية القيادة، بينما أوقفت أوبر استثماراتها في هذا المجال منذ 2020.
لكن بعض اللاعبين الكبار لا يزالون في الساحة، مثل Zoox المملوكة لأمازون، وشركة Nvidia المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب Tesla التي يواصل رئيسها إيلون ماسك تطوير تقنيات القيادة الذاتية المتقدمة.
لماذا لا تزال Waymo في المقدمة؟
وفقًا للخبير سفين بيكر، المحاضر في جامعة ستانفورد، فإن نجاح Waymo يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية: الكفاءات البشرية، الموارد المالية، والالتزام باللوائح التنظيمية. تمتلك الشركة دعمًا ماليًا قويًا من Alphabet، كما أن فريقها يضم بعضًا من أفضل المهندسين في العالم في هذا المجال، إضافة إلى التزامها بالتنسيق المستمر مع الجهات التنظيمية لضمان أمان التكنولوجيا التي تطورها.
مستقبل السيارات الذاتية القيادة: تقدم بطيء ومشروط
يؤكد الخبراء أن الظروف الجوية تلعب دورًا كبيرًا في سرعة تبني السيارات الذاتية القيادة، المناطق ذات المناخ المعتدل، مثل تكساس وفلوريدا، ستشهد توسع هذه الخدمات أولًا، حيث تعمل البطاريات بكفاءة أعلى في درجات الحرارة الدافئة، وتقل المخاطر المرتبطة بالثلوج والأمطار الغزيرة.
رغم ذلك، فإن التوسع في استخدام السيارات الذاتية القيادة عملية معقدة وبطيئة، حيث تحتاج الشركات إلى اختبار المركبات في المدن المستهدفة عدة مرات قبل إطلاقها رسميًا، كما أن أي حوادث كبرى قد تعرقل تطور هذه الصناعة، إذ يمكن أن تدفع الجهات التنظيمية إلى تعليق أو إيقاف تشغيل هذه المركبات لحماية السلامة العامة.
بينما تواجه الشركات الأمريكية تحديات مختلفة، تشهد الصين تقدمًا ملحوظًا في هذا القطاع. في مدينة ووهان وحدها، تدير شركة Baidu أسطولًا يضم 500 مركبة ذاتية القيادة، فيما تنتشر هذه التكنولوجيا في 16 مدينة صينية ويتم اختبارها من قبل 19 مصنعًا.
تجربة غير متوقعة في سكوتسديل
بالعودة إلى مايك جونز، فقد وصف تجربته مع السيارة الذاتية القيادة بأنها جزء من “تجربة مدفوعة الثمن”، مشيرًا إلى أن الشركات تطور أنظمتها بناءً على المشكلات التي تواجهها في كل مدينة على حدة، ورغم أن المستقبل يبدو واعدًا، إلا أن الطريق نحو انتشار السيارات الذاتية القيادة لا يزال مليئًا بالتحديات التقنية والتنظيمية.