«السويس للتنمية الصناعية» تتجاوز «كورونا» وتحقق نموا فى مبيعات أراضى قناة السويس

المهندس عمرو البطريق الرئيس التنفيذى فى حوار مع « المال»:

«السويس للتنمية الصناعية» تتجاوز «كورونا» وتحقق نموا فى مبيعات أراضى قناة السويس
أحمد عاشور

أحمد عاشور

8:00 ص, الأحد, 27 ديسمبر 20

تمكنت شركة السويس للتنمية الصناعية، أحد أكبر المطورين الصناعيين فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، من تحقيق نمو فى مبيعاتها خلال 2020 بنسبة تتراوح ما بين 15 – %20 رغم تداعيات فيروس كورونا.

اعتمدنا على الجائحة فى الترويج للمشاريع من الكمامة لجهاز التنفس إضافة للتخزين والمنسوجات

قال المهندس عمرو البطريق، الرئيس التنفيذى للشركة فى حوار مع «المال»، إن الفضل فى عبور تداعيات الموجة الأولى لفيروس كورونا يعود لمجموعة عوامل أهمها الاعتماد والترويج للقطاعات التى برز دورها أثناء الجائحة مثل المستلزمات الطبية والأدوية من «الكمامة حتى أجهزة التنفس الصناعى» والمنسوجات والاتصالات والأغذية والتخزين.

وأضاف أن المطور الصناعى تتمحور فكرته فى الحصول على أراض صناعية من الدولة وإعادة ترفيقها وتخطيطها من الداخل ثم بيعها أو تأجيرها للمستثمرين بمختلف القطاعات لإقامة مصانع عليها، وفقا للاشتراطات العامة لكل جهة.

التعاقد على 15 مشروعا فى 2020 من بينها مصنع لـ«بنية للكابلات» باستثمارات مليار جنيه.. وشركة كندية تؤسس أخر للمشروبات والأغذية

وأوضح البطريق أنها تمكنت فى تحقيق مبيعات تصل إلى 200 مليون جنيه بزيادة %20 عن 2019 بفضل بيع أراض لمستثمرين على مساحة 150 ألف متر مربع لإقامة 15 مشروعا.

وأشار البطريق إلى أن غالبية التعاقدات كانت مع شركات محلية أو مصريين عائدين من الخارج وإحدى الشركات الكندية الشهرية المتخصصة فى مجال الأغذية والمشروبات، لافتا إلى أن من بين التعاقدات مشروع تقدر تكلفته الاستثمارية بحوالى مليار جنيه تنفذه شركة بنية لإقامة مصنع لكابلات الـ«fiber optics»، وهو من المشاريع المطلوبة فى ظل التحول الرقمى والاعتماد على التكنولوجيا.

وقال البطريق إن إحدى الشركات الكندية، ستقيم مصنعا للمواد الخام اللازمة لمطاعمها فى أمريكا وأوروبا ضمن التعاقدات الجديدة، لافتا إلى أن العام جارى شهد افتتاح وتشغيل مصانع تم التعاقد عليها فى أوقات سابقة منها افتتاح مركز التدريب والصيانة التابعة لشركة سيمنز الألمانية يعمل بطاقته الكاملة، وسيخدم المركز الجديد منطقة الشرق الأوسط بالكامل من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وقامت شركة تكنو فيجين التى تقوم بتجهيز سيارات الإسعاف من الداخل بإجراء توسعات على مساحة 15 ألف متر مربع، حيث بدأت أعمالها بمصنع على مساحة 400 متر.

وذكر أن التعاقدات الجديدة التى أبرمتها «السويس للتنمية الصناعية» رفعت عدد عملائها إلى 90 عميلا يقومون بتنفيذ مشاريع بمليارات الجنيهات، وتبلغ المساحة المستغلة 8 ملايين متر مربع تضم ورؤوس أموال مصرية وأجنبية من بينها المانية وأمريكية وبرازيلية، لافتا إلى أن التعاقدات تشمل مصنعا للتحاليل الطبية، ونأمل أن يفتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى العام المقبل.

وتضم التعاقدات أيضا مصنع لشركة سرليا ميدل اسيت اليابانية، ويعتبر أول مصنع يابانى، وهو متخصص فى إنتاج مستحضرات التجميل وتمكنت إنتاج مطهرات من المواد الطبيعية، على غرار الكحول بتركيز %70 المستخدم حاليا، على أن يتم افتتاحه قريبا.

وأضاف أن الأمر لا يقتصر على ذلك، حيث يجرى التفاوض مع مستثمرين لإتاحة أراض، لإقامة مشروع للبتروكيماويات وأخرى لمشاريع لوجستية وتخزين.

مفاوضات مع مستثمر إماراتى لبيع 50 – 100 ألف متر.. وآخرين لتدشين مشروع للبتروكيماويات ومناطق لوجيستية

كما كشف عن مفاوضات مع مستثمر إماراتى لإتاحة أراضى تتراوح مساحتها ما بين 50 – 100 ألف متر مربع ضمن خطة للتوسع فى السوق المحلية، لافتا إلى أن شركته متبقى لديها ما يقرب من مليون متر مربع من المستهدف بيعها خلال فترة تتراوح ما بين 5 و6 سنوات وتأمل أن تتمكن من إتمام المهمة بنجاح قبل تلك المدة.

وأكد أن خطوات البنك المركزى المصرى بخفض سعر الفائدة كانت جيدة للغاية وستساهم فى تشجيع الاستثمار بل وستدفع المستثمر المحلى للتوسع والحصول على التمويل بدلا من الخروج للأسواق الخارجية لتمتع بتمويل منخفض.

ويرى البطريق أن المستثمر المصرى يفضل الاستثمار فى الداخل عن الخارج فى الوقت الحالى، خاصة بعد أزمة فيروس كورونا، حيث لجأت غالبية الدول منها ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا إلى الإغلاق الكامل فى حين أن المصانع فى مصر لم تغلق ليوم واحد بفضل القرارات التى اتخذتها الدولة المصرية.

وقال إن السويس للتنمية الصناعية لم توقف الأعمال ليوم واحد فى موقعها فى العين السخنة حتى فى ظل عمل طاقم الإدارة بالكامل من المنزل بفضل التحول الرقمى مبكرا وتجهيز البنية التحتية اللازمة لها.

وأضاف أن الشركة كانت رائدة فى هذا المجال وجهزت نفسها مبكرا بالتكنولوجيا، وبفضل ذلك أصبحت اليوم قادرا على متابعة ما يحدث فى أراضى العين السخنة من مكتبى فى القاهرة أو من المنزل أو التليفون المحمول.

«الهيئة الاقتصادية» تنهى الموافقات فى أسرع وقت.. وتسعى للتحول «أون لاين»

وعلى عكس ما يتردد من وجود شكاوى للمستثمرين لطول إجراءات اعتماد الموافقات من الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، أكد البطريق أن الهيئة تقوم بمهامها بكفاءة كبيرة، حيث تعتمد العقود خلال أسبوع.

وتابع أن المهندس يحيى زكى رئيس الهيئة الاقتصادية اتفق مع المطورين العاملين بالمنطقة أن يتم منح الموافقة المبدئية للمشروعات خلال نفس فترة اعتماد العقود بينما يتم تأسيس الشركة خلال فترة تتراوح ما بين 24 و72 ساعة ومنح الموافقة على الدراسات البئية خلال شهر.

وتابع أن كل ذلك يتم بشرط واحد فقط هو تقديم مستندات كاملة وسليمة للهيئة الاقتصادية.

وقال إن الهيئة الاقتصادية لقناة السويس تقوم حاليا بتدشين موقع إلكترونى لإتاحة جميع التراخيص والموافقة عليها «أون لاين» لمنع الاحتكاك المباشر بين المستثمرين والموظف.

نسعى لتكرار تجربة العين السخنة وسنستثمر فى المراكز اللوجستية

ومن ناحية أخرى، قال إن السويس للتنمية الصناعية تبحث لنفسها عن أراض صناعية جديدة خارج العين السخنة والمنطقة الاقتصادية لتطويرها وترفيقها وإعادة طرحها للمستثمرين وجار إعداد الدراسات الخاصة بها.

وأشار إلى أنها فتحت بالفعل التفاوض مع جهات حكومية للحصول على مساحة تصل إلى 2 مليون متر مربع فى شمال مصر أو غرب القاهرة بهدف تكرار نفس التجربة التى قامت بها فى المنطقة الاقتصادية.

وقال إنه يجرى التفاوض مع شريك لتطوير الأراضى المقرر الحصول عليها ويمتلك خبرة فى التصنيع بحيث يمكنه إقامة مصانع على تلك الأراضى بعد الانتهاء من ترفيقها.

وذكر أن شركته تنظر بعين الاهتمام للاستثمار فى المناطق اللوجستية والتخزين، التى أصحبت من أهم الفرص الاستثمارية فى ظل أزمة كورونا، خاصة بعد حالة الإغلاق التى تعرض عليها العالم، وبالتالى ظهرت الحاجة لوجود مخازن استراتيجية (تعمل بكفاءة عالية) للسلع الأساسية والأدوية سواء يتم تصديرها أو استيرادها.

وأضاف أنه يجرى دراسة لإقامة منطقة لوجستية وتخزينية، ومن المقرر بواحدة فى المنطقة الاقتصادية لقناة الاقتصادية لقناة السويس على أن يتم تكرارها فى باقى المناطق فى محافظات بعد الانتهاء من الدراسات اللازمة لتحديد أفضل الأماكن.

يذكر أن شركة السويس للتنمية الصناعية قد أنشئت طبقا لقانون 8 لسنة 1997، بهدف تنمية وتطوير وصيانة القطاع الصناعى الأول فى منطقة السخنة شمال غرب خليج السويس، وكذا بيع الأراضى للمستثمرين الوطنيين والدوليين.

وهى إحدى شركات مجموعة أوراسكوم للإنشاءات ويساهم فيها أيضا البنك الأهلى المصرى وشركة التجارى الدولى للاستثمار وآخرون.

وفى يونيو الماضى، قالت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إن حجم أعمال شركة السويس للتنمية الصناعية (SIDC) تقدر بنحو 40 مليار جنيه فى مشاريع على أراضيها.