تتحرك كبرى شركات السيارات العالمية نحو الاندماج مع كيانات أخرى فى إطار التطوير والاستفادة من المقومات والأساليب التكنولوجية التى تمتلكها فى صناعة المركبات بمختلف أنواعها، إضافة إلى تخفيض النفقات المالية التى ترصدها كل منها فى عمليات التطوير والأبحاث التسويقية التى تمكنها من تعزيز تنافسيتها فى مختلف الأسواق العالمية.
وكانت مجموعة بيجو ستروين الفرنسية «PSA» أعلنت مؤخرًا عن أنها اتفقت مع فيات كرايسلر الإيطالية FCA على الاندماج معها لتأسيس شركة باسم ستيللانتيس خلال الربع الأول من العام المقبل، لتصبح رابع أكبر منتج للسيارات فى العالم مع إعادة هيكلة شروط هذه الصفقة لتوفير سيولة نقدية وتقليص التكاليف لمواجهة تداعيات وباء فيروس كورونا.
وذكرت تقارير عالمية أن مجموعة بيجو ستروين أقنعت فيات كرايسلر بتوفير ما يقرب من 2.9 مليار يورو من إجمالى العوائد الخاصة البالغة 5.5 مليار يورو التى ستدفعها للمساهمين بموجب شروط صفقة الاندماج التى وافقت عليها المجموعتان والتى سيتم الانتهاء منها مع نهاية الربع الأول من العام المقبل.
توقع عدد من خبراء ومسئولى شركات السيارات أن تشهد الفترة المقبلة نوعًا من تغير سياسات بعض شركات السيارات العالمية من خلال الضعط على شبكة وكلائها المحليين فى ضوء تعزيز أنشطتها التسوقية وزيادة المبيعات الإجمالية لها أمام منافسيها من الماركات التجارية الأخرى.
وأضافوا أن الإتجاه السائد لدى كبرى شركات السيارات يسير نحو تعددية الوكيل وإسناد مهام توزيع طرازاتها إلى أكثر من كيان واحد فى مختلف الأسواق ومنها «مصر» لضمان تنفيذ كافة البرامج التسويقية واتاحة المنافسة بينهم فى تكثيف أنشطتها والترويج عن منتجاتها.
فى البداية، قال حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، والرئيس التنفيذى السابق لرابطة مصنعى السيارات، إن الكيانات العاملة فى مجال سوق السيارات من توزيع وتسويق الطرازات ليست وكلاء بل موزعين معتمدين فقط لفترة زمنية محددة.
وأضاف مصطفى أن الشركات الأم لديها الحق فى إسناد وكالتها لإحدى الكيانات العاملة فى السوق المحلية فى حالة عدم استجابة الموزع المعتمد لتنفيذ برامج وخطط توسعية لها، فضلا عن تراجع أداء حجم مبيعاتها جراء ضعف البرامج التسويقية التى تنفذها للعلامة التجارية.
وأشار إلى أنه مع التغيرات العالمية سيسهم الاندماج بين الشركات فى تعديل سياساتها التسويقية خاصة من شبكة وكلائها المحليين من خلال تقليص المدة الزمنية التى تسندها للموزع المعتمد لها لعام واحد فقط دون السماح بمد الفترة كما فى السابق.
ورجح احتمالية إسناد الشركات الأم لأكثر من وكيل محلى لها فى ضوء إتاحة المنافسة بين الموزعين فى ظل ضعف حجم المبيعات الإجمالية للقطاع، قائلًا «الكيانات العالمية لا تتجه إلى تخصيص وكيل لها لفترة زمنية طويلة لضمان تنفيذ خططها وبرامجها التسويقية».
وأكد أن الإتجاه العام لشركات السيارات العالمية يسير نحو إسناد وكالتها الحصرية لشركة كبرى تتمتع بملاءة مالية كبيرة تمكنها من تنفيذ برامجها وخططها التسويقية ولاسيما قدراتها على تأسيس شبكة كبيرة من المعارض ومراكز الصيانة فى مختلف المناطق.
وألمح إلى أن اندماج الشركات العالمية يعزز من امكانية انتقالات الوكالات فى السوق المحلية تحت كيان واحد يتولى مهام السياسات التسويقية والتوزيع بشكل معتمد من جانب الكيانات الأم.
وذكر أن الفترة الأخيرة شهدت تعارضا بين سياسات الشركات العالمية ووكلائها المحليين خاصة فى آليات التسعير وزيادة هوامش الربحية من جانب الأخيرة، موضحا أن المكاسب المقررة للمصانع العالمية تتراوح بين 5 إلى %7 كحد أقصى فى ضوء تدعيم الأسعار والقدرة على تحقيق مبيعات مرتفعة.
لفت إلى أن الشركات العالمية تهتم بتسويق طرازاتها بأسعار تنافسية بما يمكنها من البيع الكمي، مؤكدًا أن المكاسب الحقيقية فى قطاع السيارات تكمن فى ربحية بيع قطع الغيار التى تتراوح بين 20 و %25 فى القطعة الواحدة.
من جانبه، اتفق خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات، ورئيس شركة «بريليانس البافارية»، على أن كبرى شركات السيارات العالمية تتجه لتغيير سياستها التسويقية من خلال اعتماد أكثر من موزع للعلامة التجارية لها بما يعزز من أدائها محليًا.
وأضاف أن تعددية الوكلاء للعلامة الواحدة يسهم فى الترويج عن منتجاتها مع وجود منافسة كبيرة بين الموزعين المعتمدين لها على تسويق أكبر قدر من المبيعات.
وأشار إلى أن سياسة اعتماد الوكيل المحلى تحد من إتساع العلامة التجارية فى السوق المحلية على خلفية اهتمامه بالأرباح على حساب البيع الكمي، قائلًا: «الشركات العالمية تهتم بالبيع الكمى وليس زيادة ربحيتها».
ولفت إلى أن الشركات الأم تتجه لإسناد وكالتها الحصرية لمدة زمنية قصيرة تخوفًا من تباطؤ أعمال الخطط التسويقية التى قد تُضعف من أدائها محليًا وتقلص حصتها السوقية.
وأوضح علاء السبع، عضو الشعبة العامة للسيارات، ورئيس شركة «السبع أوتوموتيف» الموزع المعتمد للعديد من الماركات التجارية ومنها «نيسان، وستروين، وكيا، وسيات، وفيات» فى مصر، أن الإتجاه السائد لدى كبرى الشركات العالمية يسير نحو اعتماد أكثر من كيان أو شركة تتولى مهام التوزيع والتسويق لطرازاتها فى مختلف الأسواق ومنها «مصر».
ولفت إلى أن الشركات العالمية تحد من استمرار إسناد وكالتها الحصرية لكيان واحد لمدة زمنية طويلة، فى ضوء تدعيم خططها التسويقية وزيادة حجم مبيعاتها بشكل مستمر.