الخوف من المخاطرة أضاع علينا استثمارات كثيرة في السوق الكينية
أكد خالد الأبيض، سفير مصر لدى كينيا، وجود فرص كبيرة لزيادة التبادل التجارى والاستثمارى بين مصر وكينيا خلال المرحلتين الراهنة والمقبلة.
وكشف فى حواره مع «المال»، على هامش انعقاد معرض «5p» للصناعات الكيماوية المصرية فى نيروبي، الذى نظمته هيئة تنمية الصادرات وشركة بيزنس بلس للمعارض والمجلس التصديرى للصناعات الكيماوية، فى الفترة من 19 إلى 22 مارس الحالي، أن السفارة بالتعاون مع جهاز التمثيل التجارى أعدت قائمة بالمشروعات والفرص الاستثمارية والتجارية والمناقصات فى كينيا لعرضها على المستثمرين المصريين لدراستها وإمكانية اتخاذ قرارات استثمارية بشأنها.
ولفت إلى أن تلك الفرص تتركز فى مجالات البنية التحتية والإسكان والرعاية الصحية ومحطات الكهرباء والمياه، مشيرًا إلى أنه يتم التعرف عليها وحصرها عبر التواصل مع القطاعين الحكومى والخاص فى كينيا، والذى يتم بشكل مستمر.
وتابع: أتمنى أن يرتفع عدد الشركات المصرية المستثمرة فى كينيا عبر إقامة مصانع أو مكاتب تمثيل لها، لافتًا إلى أن كينيا هى بوابة مصر لدول شرق إفريقيا، لاسيما فى ظل وجود اتفاقية الكوميسا التى تتيح دخول المنتجات إليها دون جمارك.
وأشار إلى أن عدد الشركات المصرية المستثمرة فى كينيا حاليًا لا يتعدى 10 شركات، وهذا رقم ليس كبيرًا، ويجب زيادة التواجد الاستثماري، سواء أكان تجاريًا أو صناعيًا؛ لأن ذلك سيتيح فرصًا أكبر للجميع فى تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لاسيما فى ظل وجود روابط تاريخية بين البلدين.
ولفت الأبيض إلى أن المشكلة الحقيقية هى أن بعض الشركات المصرية تخشى المخاطرة بتنفيذ استثمارات وتوسعات تصنيعية خارج أسواقها المحلية، وتكتفى بإجراء عمليات تجارية، وهو الأمر الذى أضاع علينا فرصًا كبيرة فى السوق الكينية، وسبقنا إليها دول أخرى.
وأشاد باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه الرئاسة، بزيادة التواجد المصرى فى الأسواق الأفريقية، وبعد تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى أصبح التكامل الأفريقى أهم الأولويات لوجود قناعة حقيقية بالمصالح المشتركة بين دول القارة، وأن تنمية مصر مرتبطة بتنمية قارتها.
وأوضح استعداد مصر للتعاون مع كينيا فى مجالات الصحة والرعاية الطبية، وتوفير المستلزمات والأجهزة الطبية اللازمة للمستشفيات الكينية، عبر المساعدات التى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، بالتنسيق مع وزارة الصحة المصرية.
وأشار «الأبيض» إلى أن السفارة، بالتعاون مع الملحق التجاري، تبحث حاليًا مع الجانب الكينى إمكانية تسجيل أدوية مصرية لدخول السوق الكينية، وأن هذا الأمر يتطلب وقتًا كبيرًا؛ لأن لهم إجراءات معينة خاصة بهم فى هذا القطاع.
وعدد «الأبيض»، المزايا التى تؤهل زيادة الاستثمارات والتبادل التجارى مع كينيا فى وجود خط شحن مباشر بين ميناءى مومباسا والعين السخنة، فضلًا عن الجودة العالية للمنتجات المصرية، إضافة إلى وجود اتفاقية الكوميسا التى تتيح نفاد السلع والخامات بدون تعريفة جمركية.
وأشار إلى أن الأسبوع الماضى شهد مشاركة 31 شركة مصرية فى معرض الصناعات الكيماوية والتعبئة والتغليف والبتروكيماويات، فى كينيا، إلى جانب تنظيم 20 شركة مصرية فى مجال الأثاث ومواد البناء بعثة تجارية لاستكشاف السوق الكينية فى تلك المجالات؛ بهدف إبرام عقود تصديرية وتنمية التبادل التجارى بين الجانبين.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وكينيا تعود إلى منتصف ستينيات القرن الماضى منذ إعلان كينيا استقلالها عن بريطانيا، وشهدت العلاقات الثنائية تطورًا ملحوظًا فى السنوات الأخيرة بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الكينية نيروبى فى شهر فبراير عام 2017.
يشار إلى أن التبادل التجارى بين البلدين بلغ 543 مليون دولار فى 2017.