قال السفير الروسي بالقاهرة ، جورجي بوريسينكو، إن هناك العديد من أوجه الصداقة بين مصر وروسيا التي كانت في فترة الستينات وما بعد ذلك ، مضيفاً ان هناك ايضاً تعاون اقتصادي متطور بين البلدين بشكل مستمر .
وتابع أنه يتم التعاون بين البلدين عن قرب في المحافل الدولية ، لافتا إلي أن مصر وروسيا وقعتا علي شراكة شاملة للتعاون .
وقال إن البلدين يعتبران شركاء استراتيجيين يتعاونان سويا في اطار الامم المتحدة والمحافل الدولية المختلفة.
وأضاف:”سوف نتمكن من تعزيز هذه العلاقات الثنائية فهي تعود بالنفع علي البلدين وشعبيهما”.
جاء ذلك في الفيديو الذي بثته السفارة الروسية بالقاهرة علي صفحتها الرسمية بموقع التدوينات المصغرة”تويتر” للمقابلة الصحفية التي أجراها السفير الروسي بالقاهرة ، أمس ، في برنامج مدار الغد ، علي قناة الغد.
وأشارت تدوينة السفارة ، إلي أن المقابلة الصحفية شهدت مناقشة الوضع الحالي للعلاقات المصرية الروسية وتنفيذ المشروعات الثنائية وكذلك موقف موسكو تجاه بعض القضايا والنزاعات الاقليمية.
و أعرب السفير الروسي ، في حواره ، عن تعازي السفارة لشعب لبنان جراء الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت ، وتعاطفه مع الشعب المصري نتيجة المصريين الذين سقطوا ضحية لهذا الانفجار .
وقال السفير الروسي بالقاهرة ، إنه بين البلدين مشروعات اقتصادية كبيرة مثل مشروع محطة الضبعة النووية الذي لا يزال قيد التطوير.
وأضاف أنه يأمل خلال سنوات عدة ان يتم التمكن من توليد الطاقة من هذا المشروع بما يعود بالنفع علي مصر والشعب المصري .
وأشار إلى أن هناك مشروع آخر وهو المنطقة الصناعية الروسية في منطقة محور قناة السويس .
وقال إن هذين المشروعين سيكونان محورا لتبادل التكنولوجيا الروسية ومصدراً لفرص عمل أكثر للشباب المصري.
وذكر أن هناك مشروعات أخري مهمة ، مشيراً الي ان موسكو سلمت القاهرة الدفعة الاولي من القطارات الروسية وحتي عام 2023 سيتم تسليم 1300 عربة لتطوير السكك الحديدية المصرية .
مشروع الضبعة النووي
وقال إن مشروع الضبعة النووي صعب للغاية ؛ إذ أن بناء وتشييد محطة نووية يتطلب المزيد من التدايبر الأمنية المطبقة؛ فالمشروع في حد ذاته يستغرق وقتاً وهناك الكثير من التفاصيل فيه.
وأضاف أن روسيا ومصر تعملان عن قرب في هذا الإطار، مشيراً إلى أنه ربما يكون هناك بعض التأخير بسبب أزمة فيروس كورونا، لكنه يأمل بعد هذه الأزمة أن تستطيع البلدين تسريع وتيرة تشييد المحطة النووية.
وتابع أنه يتم العمل عن قرب بين البلدين في العديد من القضايا الإقليمية ، إذ يتشاركان نفس المنهجيات تجاه المشاكل الدولية ويتم الحديث أيضا عن الوضع في ليبيا.
الوضع في ليبيا
وقال إن روسيا تتفهم بشكل كامل المخاوف المصرية بشأن أمنها القومي وتؤمن أن هذا حق سيادي لمصر أن تحمي حدودها وأمنها القومي ، لافتا إلى تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي حول أن مدينتي سرت والجفرة خطوط حمراء.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال سابقا إن أي تدخل مباشر من مصر في ليبيا بات تتوفر له الشرعية الدولية.
وأضاف الرئيس السيسي، أن سرت والجفرة خط أحمر في ليبيا، مطالبا بسحب كافة القوى الأجنبية في ليبيا وحل المليشيات المسلحة ، مشيرا إلى أن مبادرة إعلان القاهرة جاءت متسقة مع القرارات الدولية.
و قال السفير الروسي، إن روسيا تعتقد أن هناك إمكانية لتسوية النزاع في ليبيا بسبل سلمية وبدون حروب أو أعمال عدائية.
وأضاف أنه يتم العمل عن قرب مع كل الاطراف في الصراع بليبيا .
وحول موقف موسكو إذا ما اضطرت “القاهرة” للقيام بعمل عسكري في ليبيا للحفاظ علي أمنها القومي، قال إنه من الصعب التنبؤ بما سوف يحدث.
وأضاف أن موسكو لاحظت موقف مصر فيما يتعلق بمدينتي جفرة وسرت ، وتحدثت بلاده مع الاطراف في بني غازي وانقرة بضرورة الابتعاد عن اي اعمال عدائية ، مضيفا انه لا ينبغي علي اي طرف أن يشن هجمات علي مدينتي سرت والجفرة.
قال انه تم نقل هذه الرسالة منذ شهرين الي شركائهم في تركيا بألا يكون هناك اعمال عدائية في الخطوط الامامية في ليبيا .
وتابع : خلال الايام المقبلة ستكون هناك جولة جديدة من المشاورات مع تركيا في موسكو في هذا الصدد.
سد النهضة
وبالحديث عن الوضع الخاص بسد النهضة، قال إن موسكو تتفهم المخاوف المصرية بشأن مياه نهر النيل ، مشيراً الي ان بلاده تؤمن ان هذه القضية ينبغي حلها بالطرق السلمية و ان مصر والسودان واثيوبيا هي دول جوار ، وينبغي ان تعيش هذه الدول الي جوار بعضها البعض.
وأضاف أنه لابد من البحث عن حل يسمح لكل الاطراف بالعمل علي تطوير اقتصادها وفي نفس الوقت ان تأخذ في الاعبتار مصالح الدول الاخري.
وتابع أن النيل يمثل اهمية خاصة و كبيرة لمصر وهو مسالة وجود لها، مشيرا إلى أن موسكو تري أن هذه المشكلة صعبة للغاية .
وقال إن موسكو لديها علاقات جيدة مع مصر وإثيوبيا، مشيرا إلي أن وزير الخارجية الروسي تحدث في مناسبات عدة مع نظيره الإثيوبي واشار بأنه من الضروري البحث عن حل يمكن أن يكون نافعا للطرفين .
وقال إنه يؤمن أن إثيوبيا لديها الحق لتطوير اقتصادها والطاقة والصناعة لديها ولكن من المهم للغاية في نفس الوقت أن ياخذوا في الاعتبار مخاوف مصر في السياق ذاته.
السياحة الروسية
وبخصوص توقيت عودة السياحة الروسية في مصر لمعدلاتها قبل عام 2015 ، قال إنه يتم العمل علي هذه المشكلة.
وأضاف :” قبل عام 2015 كان هناك اكثر من 3 ملايين سائح روسي يزورون مصر في كل عام ، ولكن من سوء الحظ في أكتوبر 2015 كانت الطائرة الروسية ضحية لحادث ارهابي في سيناء “.
وتابع: “نأمل أن تصل السياحة الروسية إلي حد السفر بشكل مباشر من مختلف المدن الروسية إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ ؛ لأن الشعب الروسي يحب مصر كثيراً ويريدون العودة إليها”.
وأكد أن كثيربن منهم يأتون الي مصر من دول أخرى، مشيرا إلى أنه يُؤْمِن أنه في وقت قريب ستكون هناك رحلات مباشرة من روسيا إلى المقاصد السياحية المصرية.