قال جيورجي بورسينكو، السفير الروسي بالقاهرة، إن محطة الضبعة النووية في مصر تُعدّ ضمن المحطات الأحدث على مستوى العالم والأكثر أمانًا، كما ستسهم في خفض انبعاثات الكربون. وأضاف، خلال منتدى الطاقة النووية المصري الروسي، أن المنتدى مكرَّس لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن التعاون الوثيق بين مختلف الدول يمثل أحد العوامل الهامة التي تضمن تحقيق تلك الأهداف، وتعد روسيا ومصر خير مثال على مثل هذا التعاون.
وأضاف: لقد انطلق تعاوننا الوثيق منذ أكثر من 60 عامًا. وفي عام 1956 ساعد الدعم القوي من الاتحاد السوفيتي مصر على الخروج منتصرة من أزمة السويس. ونتيجة لذلك حصل الشعب المصري على ما هو مِلك له بحق، ويُعد أهم الأصول الاقتصادية لمصر؛ وهو قناة السويس.
وأوضح أنه في ستينات القرن الماضي، أُنجز بناء 97 منشأة بنيوية كبيرة في مصر بمشاركة مختصين سوفييت، وبينها السد العالي الذي يعتبر أحد الإنجازات الهندسية البارزة. ومنع السد العالي فيضان نهر النيل من غمر أراضي البلاد؛ والتي كانت قد تسببت بتبعات رهيبة، ولا يزال السد يمد البلاد بالكهرباء باستمرار.
وقال السفير الروسي إن الهدف رقم 9 من القائمة الحالية لمستهدفات الأمم المتحدة يشير إلى “إنشاء بنية تحتية متينة ودعم عملية التحول الصناعي الدائم واعتماد الابتكارات. “لطالما ساعد التعاون بين بلدينا مصر على الانتقال للمسار الصناعي وبناء الدولة المصرية كواحدة من الدول الأكثر تقدمًا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا”.
وأشار إلى أنه خلال العقد الماضي، شهد تعاوننا زخمًا جديدًا بفضل الاهتمام الشخصي به من قِبل الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي، ففي عام 2018 وقَّع الرئيسان معاهدة الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي بين روسيا ومصر، والتي دخلت حيز التنفيذ في 10 يناير من هذا العام بعد إتمام إجراءات المصادقة.
أما محطة الضبعة للطاقة النووية التي تُوشك شركة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة النووية على بنائها، فيجب أن تصبح رمزًا جديدًا للصداقة الروسية المصرية مثل سد أسوان.
وأكد أن إنشاء محطة الضبعة النووية لن يؤدي إلى زيادة نسبة توفر الطاقة المنتَجة محليًّا في مصر فحسب، بل سيسهم أيضًا في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي ومكافحة تغير المناخ.
وقال بورسينكو: يقر الكثير من الخبراء بأن زيادة حصة الطاقة النووية يمكن أن تساعد بالفعل على احتواء ارتفاع درجة الحرارة على كوكبنا؛ نظرًا إلى أنه لا تنبعث من محطات الطاقة النووية غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي والتي تعتبر سبب أزمة المناخ.
وكشف أنه في روسيا تنتج محطات الطاقة النووية أكثر من 20% من إجمالي الطاقة المولَّدة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا المؤشر ليبلغ 25% خلال السنوات العشرين المقبلة، ما سيتيح خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وذكر أن روسيا اكتسبت خبرات واسعة في مجال تشغيل محطات الطاقة النووية، ويسعدها تقاسم التقنيات النووية المتقدمة، وبهذه الطريقة نحل مشكلة إزالة الكربون، سواء من قطاع الطاقة الروسي أو العالمي.
كما سيتيح إنشاء شركة روساتوم محطة الضبعة للطاقة النووية لمصر تحقيق أهدافها على صعيد خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفي الوقت نفسه سيسهم المشروع في تنمية الاقتصاد المصري والارتقاء برفاهية الشعب المصري.