أبرمت السعودية صفقة تاريخية مع بوينج الأمريكية لتصنيع ما يصل إلى 121 طائرة طراز 787 دريملاينر، بقيمة تصل إلى 37 مليار دولار، بحسب بيان للبيت الأبيض الأمريكي.
وبحسب وكالة بلومبرج، قال البيت الأبيض: “يسعدنا بشكل خاص أن بوينج تمكنت أخيرا من إبرام هذه الصفقات مع السعودية بعد سنوات من المناقشات، والمفاوضات المكثفة خلال الأشهر الأخيرة.. هذه الشراكة هي علامة فارقة أخرى في ثمانية عقود من التعاون بين المملكة والصناعة الأمريكية.”
وتابع:” الصفقة مع السعودية تدعم أكثر من 140 ألف وظيفة أمريكية لمدة 4 سنوات، وكثير منها لا يتطلب شهادة جامعية.”
صفقة تاريخية مع بوينج
ومن ناحية أخرى، أعلن طيران الرياض الناقل الجوي الوطني الجديد الذي أطلقه صندوق الاستثمارات العامة، عن أول طلباته لأسطول الطائرات عبر شراء 72 طائرة “بوينج دريملاينر” من طراز” 787-9″، وذلك في أولى خطواته نحو تحقيق أهدافه الطموحة وبمعايير عالمية، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وشملت الصفقة 39 طائرة مؤكدة، مع احتمالية شراء 33 طائرة إضافية ذات البدن العريض، الأمر الذي يؤكد طموح المملكة العربية السعودية لتكون مركزاً عالمياً للطيران.
وتعد هذه الاتفاقية جزءاً من الإستراتيجية الوطنية للطيران الهادفة لتحويل المملكة إلى مركز طيران عالمي، حيث أعلنت النواقل الجوية الوطنية في المملكة عن عزمهم شراء ما يصل إلى 121 طائرة بوينج دريملاينر من طراز “787 ” والتي تعتبر ضمن أكبر خمس طلبات تجارية لأسطول الطائرات من حيث القيمة في تاريخ شركة بوينج، والتي ستدعم أهدف المملكة لنقل أكثر من 330 مليون مسافر وجذب 100 مليون زائر بحلول عام 2030.
ومن ناحية التأثير الاقتصادي، يسهم طيران الرياض في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 75 مليار ريال واستحداث أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
أما عن التأثير الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، فمن المتوقع أن توفر الصفقة ما يقارب 100 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وتحقق استفادة لأكثر من 300 مورد في 38 ولاية، بما في ذلك 145 شركة صغيرة.
الأهداف البيئية لطيران الرياض
ويؤكد طلب أسطول الطائرات أيضًا أهمية الأهداف البيئية لطيران الرياض، حيث يهدف إلى تشغيل أسطول طائرات يعد الأحدث والأكثر استدامة في العالم، مع تلبية اللوائح الخاصة بتأثير الضوضاء. وستدير شركة طيران الرياض عملياتها التشغيلية من العاصمة الرياض التي ستتخذها مقراً لها، وتتميز الرياض بإرث ثقافي وتاريخي غني ممزوج برؤية مستقبلة تتجسد في رؤية المملكة 2030، وستعزز الشركة الجديدة في تحويل العاصمة لواحدة من أكبر اقتصاديات المدن في العالم حيث تضم أكثر المشاريع الجديدة الطموحة في العالم كمشروع مطار الملك سلمان الدولي، والقدية، والمسار الرياضي، وحديقة الملك سلمان، وبوابة الدرعية، ومشروع المربع الجديد ، بالإضافة إلى تميز المملكة العربية السعودية بموقع جغرافي إستراتيجي فريد يربط بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا.
كما يهدف طيران الرياض ذو المعايير العالمية إلى ربط ملايين المسافرين بغرض الترفيه والعمل بأكثر من 100 وجهة حول العالم بحلول عام 2030 من خلال شراكته مع شركة “بوينج”.
ويطمح “طيران الرياض” بأن يكون في طليعة شركات الطيران التي تقدم لضيوفها المسافرين الابتكار الرقمي في كل خطوة من رحلتهم عبر تجربة سفر استثنائية ممزوجة بحفاوة وكرم الضيافة السعودية الأصيلة.
وبهذه المناسبة قال معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة طيران الرياض الأستاذ ياسر الرميان: “يمثل الإعلان عن هذا الاستثمار في بناء أسطول الطائرات حدثاً بالغ الأهمية لصندوق الاستثمارات العامة ولطيران الرياض، ويؤكد التزامنا عبر إطلاق شركة طيران بمعايير عالمية”.
تحقيق تطلعات المملكة
وأضاف: “تشكل الشراكة مع بوينج لبناء أسطول الطائرات الخطوة التالية في تحقيق تطلعات المملكة وتعزيز دورها كمركز نقل جوي عالمي، وبالمقابل فإننا نسعى لعقد شراكات إستراتيجية ضمن منظومة قطاع الطيران العالمي، وذلك في طريقنا نحو بناء شركة طيران الرياض لتصبح واحدة من أهم شركات الطيران الرائدة في جميع أنحاء العالم”.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “بوينج للطائرات التجارية” ستان ديل أن طلب طيران الرياض لأسطول من طائرات بوينج يمثل التزامها بتقديم تجربة سفر عالمية المستوى، ودعمها لوظائف قطاع تصنيع الطائرات الأمريكية عبر سلسلة التوريد الخاصة بنا.
وقال: “نفخر بشراكتنا المستمرة مع المملكة العربية السعودية والتي تمتد إلى قرابة الثمانية عقود من الابتكار والنمو المستدام في قطاع الطيران، وتعتمد اتفاقيتنا على شراكة طويلة الأمد تهدف إلى زيادة إمكانية الوصول إلى السفر الجوي التجاري الآمن والمستدام للعقود القادمة”.
بدوره بين الرئيس التنفيذي لشركة “طيران الرياض”، توني دوغلاس أن شركة طيران الرياض تعكس الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية للمشاركة في صناعة مستقبل السفر الجوي العالمي، التي تتميز بخدمات استثنائية للضيوف المسافرين معتمدة على تكامل أحدث الابتكارات الرقمية الممزوجة بكرم الضيافة السعودية الأصيلة لتقديم تجربة سفر سلسلة وممتعة.
وستشكل الطائرات الجديدة من بوينج طراز “787-9” أساساً للعمليات التشغيلية في جميع أنحاء العالم، حيث ستكون وسيلة جذب سياحية وتجارية إلى المملكة و ببناء شبكة واسعة من الوجهات حول العالم.
الريادة في قطاع الطيران
ويهدف “طيران الرياض” للريادة في قطاع الطيران، وسيقوم بتجهيز أسطول طائراته بأحدث المميزات الرقمية وأكثرها تقدماً مع تزويدها لتجارب سفر مبتكرة تعد الأفضل في فئتها من ناحية تصميم المقصورة الداخلية للطائرات بالإضافة إلى الجيل الحديث من نظام الترفيه والاتصال على متن الطائرة. حيث تم جدولة استلام أول طائرة ذات البدن العريض في بداية 2025.
وسيعتمد طيران الرياض على التقنية الرقمية في مختلف الخدمات، مع الالتزام بالاستدامة وتماشياً مع مختلف المشاريع المستقبلية لمملكة في إطار رؤية المملكة 2030، وستعمل بما يتماشى مع خطوات المملكة الطموحة نحو صافي الانبعاثات الصفرية، حيث تم تصنيع طراز 787-9 دريملاينر مع مراعاة اعتبارات التأثير البيئي، بما في ذلك انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وكفاءة الوقود وأنظمة الضوضاء.
تحقيق أهداف المملكة
يذكر أنه تم إطلاق الناقل الجوي في أول أيام الأسبوع الحالي والذي سيلعب دوراً فعالاً في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.