Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

السباق للبيت الأبيض..سجال عالمى لقيم ديمقراطية

السباق للبيت الأبيض..سجال عالمى لقيم ديمقراطية
شريف عطية

شريف عطية

6:55 ص, الأحد, 8 نوفمبر 20

رغم اهتمام العالم بمجريات ، فإنها تحمل فى طياتها أبعاداً أخرى أكثر أهمية.. عمن سيكون الرابح فيها.. «ترامب» أم «بايدن».. إذ تتصل بمستقبل الديمقراطية الغربية ما بين الليبرالية والشعبوية.. إزاء سجالاتها الغربية القيمية كنماذج سياسية أخلاقية تخوض أشواطها النهائية مع نماذج قيمية مخالفة لها – شرقاً – لا ليبرالية أقرب إلى الديمقراطية البيروقراطية، وحيث تخوض الديمقراطية الغربية فى هذا السياق.. أكثر انتخاباتها هزلية فى الولايات المتحدة التى تصّر على أنها الدولة الأكثر ديمقراطية فى العالم، من الواجب وفقًا لوجهة نظرها تصدير نموذجها الديمقراطى إلى الآخرين ، كقيمة سياسية أخلاقية ، ولو بالقوة ، سرعان ما إن يتم لها ذلك سواء بالحرب أو الانقلاب أو بالاغتيال.. أن تتحول إلى مناصرة وتبنّي الدكتاتوريات الناشئة على يديها.. بذريعة «الخوف الجامح من الشيوعية» – على حد تعبير الرئيس كارتر 1979 – أو فى مضمار التنافس القائم حاليا بينها وبين النظم اللاليبرالية المتداخلة قضاياها مع السياسة الأميركية ، من روسيا إلى الصين إلى دول شرق أوروبية.. إلخ، أثبتت رغم بيروقراطيتها أنها أكثر استقرارًا وتقدمًا عن ديمقراطيات تفرز الفوز فى النهاية لرجل واحد، يصل إلى البيت الأبيض – مثالاً – كى يلعب دوراً كبيراً فى سياسات العالم.. وسلامه.. وحروبه.. واقتصاداته، يتوقف عليه كثير من المتغيرات الدولية وفى مسار سياسات أقاليم العالم، ما يجعل من مواقفه السياسية أو المزاجية بسيان، موضع ترقب واهتمام خصومه وحلفائه على السواء. إلى ذلك ، جلس العالم يحبس أنفاسه فى الساعات الأخيرة.. يتسقّط نتائج الفرز فى الانتخابات الرئاسية الأميركية ، متلهفًا كى يعرف مع أى رئيس أميركى (عالمى) سوف تمضى السنوات الأربع التالية.. التى من المتوقع فى ظل الفوضى التى تعترى النظام الدولى القائم.. أن تكون أصعب السنوات التى سوف يشهدها أهل المعمورة، ذلك حال أسفرت النتائج المرتقبة عن الفرز النهائى ، أو عن الطعون بالتزوير، أو بعد اللجوء إلى القضاء ، أو عند الاحتكام للسلاح أو للكونجرس.. عن ماهية القابع القادم ديمقراطيا على رأس العالم فى البيت الأبيض ، ذلك عبر «مستنقع واشنطن» الذى يسكنه بـ «الخلل» الطبقة السياسية الحاكمة.. لنحو قرنين من الزمن، على ما قال «ترامب» فى خطاب القسم قبل أربع سنوات ، ما يجعل من الخطأ من وجهة نظر المراقبين.. الاستهانة بخطأ تقدير حجم شعبية ترامب استنادًا فحسب إلى عدم الاقتناع به من جانب «الدولة العميقة» ومؤسساتها ، إذ حتى لو رحل «ترامب» عن البيت الأبيض فإن من المرجح أن تبقى سياسته التى دونها من المرجح انقسام المجتمع الأميركى على نفسه ، إذ برغم حصد «بايدن» حتى الآن أعلى الأصوات.. فإنه من الصحيح كذلك حصول «ترامب» هذه المرة على أصوات فاقت ما سبق وأن حصل عليه قبل أربع سنوات، أمنت التفاف طبقة واسعة من الأميركيين حول «ترامب»، أو بمعنى أدق حول سياساته، إذ يمثل بمفرده مؤسسة سياسية (غير منتظمة حزبيا)، على عكس تمثيل المنافس الديمقراطى لعدة أجنحة قد تكون متعارضة داخل الحزب، من غير المستبعد تفكك ائتلافها من بعد استئثارها بالمنصب الأول فى البلاد، ما سوف ينعكس بالالتفاف حول ظاهرة «ترامب» السياسية، وبالانقسام الذى سيكون «الإرث» الحقيقى الذى يحمله «بايدن»، مجتمعيا وسياسيا ، ما قد يشل يده ويمنعه من عدم تطبيق ما يمكن أن تطوى معها قرارات «ترامب» كصفحة استثنائية من الصعب إزالتها فى تاريخ أميركا من ناحية ، وفى السجال العالمى من ناحية أخرى بين القيم الديمقراطية المختلفة