طرحت مصممة الأزياء التراثية شيم الجابى، مجموعة من الأزياء الرمضانية التى تميزت بالمزج بين عدة ثقافات فى القطعة الواحدة، حيث استخدمت كل أدواتها من العريش، وسيوة، وسوهاج، لتقدم قطعاً تراثية فريدة من حيث التصميم والخامات.
وضمت المجموعة الجيب الماكسى، والبلوزة، والصديرى، بالإضافة إلى العباءة، والجلباب البدوى، كما نجحت شيم الجابى فى تقديم الزى النوبى المعروف بـ«الجرجار» بشكل عصرى ومميز جعله ملائماً لأوقات المساء والسهرات الرمضانية.
حول تفاصيل مجموعتها الجديدة كان لـ«المال» هذا الحوار ..
أكدت شيم الجابى أنها حرصت على تقديم أزياء رمضانية بروح التراث، لأن نقوشه تتناسب مع الجو الرمضانى سواء كان عصريًا أو كلاسيكياً، ولفتت إلى أن طبيعة الموسم دفعتها لطرح موديلات مفعمة بالحيوية من خلال الألوان المبهجة والزهور والرسومات الملونة.
وأشارت إلى سعيها الدائم لتقديم موديلات تعكس الهوية المصرية، رغبة منها فى أن تحمل تصميماتها ملامح خاصة، وقالت: «مجموعتى الأخيرة تضم تصميم الجلابية البدوية المطرزة بالخيوط الملونة ذات الألوان المبهجة، ولكنى طورتها لتكون أشبه بفستان يناسب المناسبات النهارية».
ولفتت إلى تقديمها «التونيك» السيناوى الأبيض المزين بالتطريز الملون وقطع الصدف، الذى يمكن للمرأة العصرية ارتداؤه مع البنطلون الجينز فى أوقات العمل، بالإضافة إلى الصديرى الذى يمكن ارتداؤه على القميص الأبيض مع بنطلون جينز أو كتان لمظهر عملى أنيق.
وأشارت مصممة أزياء التراث إلى إدخالها تقنية جديدة على القماش خلاف الطباعة هى الرسم، حيث حرصت على نقش الزهور والنباتات زاهية الألوان على الأقمشة السادة لتبدو القطعة أشبه باللوحة الفنية، واستعرضت موديلات المجموعة والتى تنوعت بين الجيب الماكسى، والبلوزة، والصديرى، بالإضافة إلى الجلباب، والعباءة التى جاءت لتعكس الملامح السيناوية الأصيلة، حيث القماش الأسود الحالك المطعم بالخيوط الملونة بواسطة الغرز اليدوية دقيقة الصنع.
وأوضحت شيم الجابى أنها قدمت ضمن المجموعة الزى النوبى الأصيل المعروف بالـ«الجرجار» بعد إدخال بعض التعديلات عليه ليصبح أكثر أناقة وعصرية بما يتيح للمرأة ارتداءه فى الكثير من المناسبات.
وتضيف أنها أختارت «الجرجار» لما يتميز به من لون أسود وقور يضفى على من ترتديه أناقة واحتشاماً فى الأمسيات الرمضانية، بالإضافة إلى كونه مناسباً لجميع الأجسام والأعمار.
وترى مصممة أزياء التراث أن «الجرجار» قطعة مناسبة لإبراز جمال القوام وتحديد منطقة الخصر عندما يرتدى معه «حزام عريض»، وهو ما يجعله مناسباً للأمسيات والعزومات الرمضانية.
وأشارت إلى إمكانية إضافة لمسات أنيقة عليه، من خلال بعض الإكسسوارات الفضية التى ستكسر حدة لونه الأسود وكأنها نجوم فضية متناثرة عليه مع تنسيق حذاء باللون الأسود السادة لإكمال أناقة المظهر ككل.
ولفتت إلى أن الأزياء التراثية تصلح لارتداء المحجبات وغيرهن، كما أنها تلائم الأعمار المختلفة، مشيرة إلى أن كل قطعة فى مجموعتها يمكن ارتداؤها فى أى وقت وفى أى مناسبة، وفى أوقات النهار والعمل، إلى جانب السهرات المسائية والعزومات.
وأكدت شيم الجابى حرصها على أن تكون الخامات المستخدمة طبيعية كالكتان، والقطن المصرى حتى تمتص الحر وتساعد على تلطيف الجلد ، بالإضافة إلى الخيوط الملونة التى استخدمتها فى التطريز والتى تم صبغها بالطريقة اليدوية التقليدية لضمان ثبات الألوان وبقائها على المدى الطويل .
ونوهت باستعانتها بالأقمشة السادة فى موديلاتها، والتى تعمدت رسم النباتات والزهور المستوحاة من النقوش والزخارف الإسلامية عليها يدويًا بالألوان المخصصة للقماش ،وقالت شيم الجابى: «الرسم اليدوى على الأقمشة يشعر من ترتديه بأنها مميزة لامتلاكها قطعة صممت يدويًا لتبرز أناقتها».
وأكدت أن الألوان الجريئة الزاهية هى عنوان موديلات الموسم، خاصة درجات الأزرق والأحمر والزهرى والأخضر والبرتقالى.
وكشفت عن سر اهتمامها بالفنون اليدوية المصرية، مؤكدة أن عشقها للتراث الشرقى بأنواعه المختلفة يعود للدور الذى يلعبه فى التعبير عن الشخصية المصرية بشكل عام، بالإضافة إلى كون التراث منبعاً ثرياً بالإبداع لا ينضب مهما مرت عليه السنون.
وأشارت إلى وجود الكثير من الفنون التراثية التى تستخدمها فى التصميم أبرزها «الكتابة بالباتيك» وهى من أنواع الطباعة اليدوية، بالإضافة إلى «فن الايتامين» وهو من الأشغال اليدوية الشبيهة بالتطريز، والتى تشتهر بها الأزياء البدوية فى محافظة العريش، إلى جانب «فن التلى» وهو أحد فنون التطريز اليدوى فى محافظة سوهاج حيث يستخدم فيه التل مع أسلاك الفضة الخالصة.
وأضافت أنها تستخدم «الجنعة» و«المنسج السوهاجى» و«البراقع» كحلى أو كإكسسوار لتطعيم وتزيين الموديلات المختلفة، ولفتت إلى استخدامها الأحجار الكريمة، والحلى العربى، والنحاس، والفضة والعملات المعدنية القديمة، وفنون «الايتامين» و«التلى» فى التطريز وتطعيم التصاميم المختلفة.
وعلى الرغم من اعتمادها على التراث فى التصميم، ترى شيم أن ذلك لا يمنع من متابعتها للموضة العالمية ، حيث تحرص على مسايرة أحدث خطوط الموضة مع الالتزام بالرجوع للتراث لإبراز شخصية المرأة المصرية.
ونوهت شيم على أنها لا تركز على ألوان الموضة كل عام، ولكن تستخدم الألوان بما يتناسب مع طبيعة التراث المصرى.
وأكدت أن المرأة التى ترتدى أزياء أو اكسسوارًا من التراث هى بالفعل محظوظة لأنها ترتدى قطعة فريدة من نوعها لا تتكرر ويستحيل تقليدها وهو ما يجعلها امرأة مميزة، خاصة أن أزياء التراث تحقق الراحة وتخفى عيوب الجسم لمن ترتديها.
وشددت على ضرورة الاهتمام بها من خلال تنظيفها يدويا أو بالبخار حتى لا تفقد الألوان رونقها، كما نصحت بارتداء المشغولات الفضية التى تتمشى مع هذا النمط من التصميم لإكمال أناقة المظهر.
وتعد شيم الجابى واحدة من أشهر مصممى التراث فى مصر والوطن العربى، حيث نجحت فى خلق مكانة مميزة لمنتجاتها من أزياء واكسسوارات مصنوعة من خامات وأقمشة من التراث المصرى، وقامت بطرح المنتجات من خلال خط أزياء يحمل اسم «ست الحسن».