أكد وزارة الزراعة أن صادرات مصر من الطماطم المجففة حققت طفرة في الفترة الحالية، بلغت 36 مليون جنيه سنويا ويتم إنتاج كيلو طماطم مجففة من 10 كيلو من ثمار الطماطم.
وفى شهر أكتوبر الماضى أعلنت إدارة الحجر الزراعى بوزارة الزراعة، أن مصر تحتل المركز الثانى فى تصدير الطماطم المجففة بعد إيطاليا، فيما جاءت الصين والهند فى المركزين الثالث والرابع.
يذكر أن مركز إسنا بمحافظة الأقصر يعد فى مقدمة المساحات المنزرعة بالطماطم، حيث يستحوذ على 17 ألف فدان، وهو أفضل الأماكن فى مصر لزراعة وتجفيف الطماطم، نظرًا للمناخ الدافئ صيفًا وشتاءً وانعدام الرطوبة ونقاء الجو من الملوثات، وهى العوامل التى بسببها لُقبت الطماطم بـالمجنونة، حيث تتقلب أسعارها بسرعة لأنها من الخضروات سريعة التلف ويصعب تخزينها طازجة لفترات طويلة، ودائمًا ما يتسبب عدم استقرار أسعارها فى إلحاق خسائر بالمزارعين وبلبلة للمستهلكين.
وأكد تقرير صادر عن وزارة الزراعة أن الاتجاه لصناعة تجفيف الطماطم، من أهم الطرق للحد من جنون الطماطم والعمل على استقرار أسعارها وإضافة قيمة اقتصادية لها، وتوفير فرص عمل سهلة للمرأة الريفية وشباب الفلاحين.
من جانبه، أكد محمد لملومي من كبار مزارعي الطماطم فى الأقصر أن تقطيع وفرز الطماطم لتجفيفها تحقق أرباحا للمزارعين جراء عمليات تصديرها، كما تقلل من عمليات الفقد للطماطم خاصة فى ذروة الإنتاج ووفرة المحصول، كما تنشط فكرة الزراعة التعاقدية بين الفلاح والجهات المسوقة مما يساهم فى تحقيق التوازن والاستقرار لأسعار الطماطم.
وأوضح اللملومي الذي يملك منشرا لتجفيف الطماطم بمنطقة المطاعنة بالاقصر أن عمليات التجفيف تتم بطريقة بسيطة عن طريق تقطيع ثمار الطماطم إلى نصفين أو أكثر، حسب حجم الثمره ونشرها فى مناشر معرضه للشمس مباشرة لمدة أسبوع أو أكثر، لخفض المياه بالثمار وإضافة الملح إليها.
وكشف لملومي أنه يعد المناخ فى محافظات الصعيد والوادى الجديد الأكثر مثالية والأنسب لعمليات التجفيف بأشعة الشمس المباشرة دون أية تكاليف، حيث ينتج من كل 10 كيلو طماطم طازجة واحد كيلو طماطم مجفف تقريبا.
وأضاف أن الطماطم المجففة سهلة الحفظ والتعبئة ويصل سعر كيلو الطماطم المجففة إلى 40 جنيها، وتستخدم فى عمل البيتزا والصلصة وتضاف لبعض المأكولات الأخري، وهى الصناعة الجديدة التى رفعت صادرات مصر من الطماطم التى تقل عن 2% حتى الآن من جملة صادارات مصر الزراعية، كما تساهم فى الحد من جنون الطماطم.
وقال المهندس محمد الشحات مدير التشغيل بمزرعة المطاعنة باسنا إنه رغم أن مصر تحتل المركز الخامس عالميا فى إنتاج الطماطم بحجم إنتاج سنوى يقترب من 9 ملايين طن، لكن تصنيع الطماطم فى مصر لم يحظ بالتطور الكافى لاستيعاب الإنتاج الزائد عن الاستهلاك الطازج.
وأشار الشحات إلى أن أهم مميزات البرنامج هو وجود منظومة تسويقية ثابتة وكذلك لضعف منظومة الزراعة التعاقدية وارتفاع تكاليف الإنتاج في التسويق العادي، والذى لا يتناسب مع سعر الشراء لتصنيع المركزات، لذا فقد بات من الضرورى البحث عن وسائل أخرى للتصنيع، خاصة فى مناطق الإنتاج البعيدة عن الأسواق الرئيسية ومصانع المركزات.
يذكر أن عملية تجفيف الطماطم أحد هذه الوسائل التى تتميز بسهولة التنفيذ، نظرًا لانخفاض التكلفة الاقتصادية لها، مضيفا أن إنتاج الطماطم المجففة يتناسب مع ظروف مصر الجوية، ويمكن ان تصل فترة الإنتاج التجفيف فى مصر إلى 8 أشهر فى العام، وهى أطول فترة انتاجية للطماطم المجففة فى العالم.
من جانبه، أكد الدكتور محمود عطا مدير الإدارة المركزية للحاصلات الزراعية بوزارة الزراعة أن الطماطم المجففة تعتبر مصدرًا مهمًا للعملة الصعبة، نظرا للطلب المتزايد عليها من بعض الأسواق العالمية، وأهمها السوق الإيطالى والألمانى والإسبانى فى أوروبا، والسوق الأمريكى بالإضافة للبرازيل.
وأضاف عطا أن سعر النقل يكون متدنيا حيث يتم إنتاج كيلو جرام واحد مجفف من 10 كجم من الطماطم العادية، وبالتالى فهو حل مثالى للإنتاج فى المناطق البعيدة عن الأسواق مثل صعيد مصر، وزيادة القيمة التسويقية للطماطم بمقدار 25 – 30%، فضلًا عن زيادة استقرار الأسعار فى السوق وتقليل ظاهرة التذبذب التى تحدث بشكل متكرر فى الطماطم بصفة خاصة.
ولفت إلى أن تجفيف الطماطم تتم عبر طريق تشجيع الزراعات التعاقدية وسحب الكميات الزائدة عن طاقة السوق فى التجفيف، وتوفير فرص العمل فى المناطق النائية، مرجعا أهمية المحصول لعدة أسباب أهمها أن أكبر مساحة منزرعة بالخضر حوالى نصف مليون فدان سنويا تزرع خلال العروات الثلاث صيفى ، شتوى ، نيلي، فى جميع المحافظات وجميع أنواع التربة، وتتميز بتذبذب الأسعار الشديد وبالتالى تزايد نسبة الفاقد فيها، وتزرع فى جميع المساحات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة