تستهدف وزارة الزراعة إنتاج 125 ألف طن سمك، من حقول الأرز فى شمال الدلتا، عبر أراض محافظات كفر الشيخ، والدقهلية، والشرقية، عن طريق زراعة 267 ألف فدان أرز، ويتم استغلاله فى تربية الأسماك، مع حلول شهر سبتمبر المقبل .
بحسب تقرير صادر عن هيئة الثروة السمكية اطلعت عليه «المال» فإن وزارة الزراعة تسعى للتوسع فى مساحة الاستزراع السمكى فى حقول الأرز لجميع المساحات المتاحة خلال الأعوام 5 المقبلة .
أوضح التقرير أن الهدف من تلك التجربة هو تحقيق المنفعة المتبادلة فيما يتعلق بالأسماك التى تتغذى على الديدان والعوالق الضارة، ويتغذى نبات الأرز على مخلفات الأسماك ولتحقيق الفائدة القصوى من وحدتى الأرض والمياه .
طبقا للتقرير ينتج فدان الأرز نصف طن من السمك فى الدورة، بينما ترتفع إنتاجية الارز إلى 10 و%15 وينتج الفدان فى المتوسط 3.5 طن من الأرز .
تم زراعة 1.8 مليون فدان أرز الموسم الجارى منها مليون فدان تقريبا مصرح بزراعتها من الحكومة والباقى مخالفات ويمكن الاستفادة من هذه المساحة فى زراعة الأسماك مع الأرز .
أكد خالد السيد رئيس هيئة الثروة السمكية أن خطة وزارة الزراعة تتضمن الوصول إلى 2 مليون طن من السمك المتنوع خلال 5 أعوام المقبلة عبر عدة آليات منها تكثيف إنتاجية الفدان وتربية الأسماك فى حقول الأرز .
أوضح أن هناك أصناف معينة يمكن الاستفادة منها فى مجال تربية الأسماك فى حقول الأرز، منها مبروك الحشائش وبعض أنواع البلطى، مشيرا إلى أنه يتم وضع 400 وحدة زريعة للفدان الواحد تصل لوزن ما بين ربع كيلو فى المتوسط تزيد أو تقل قليلا.
قال محمد الفقة، رئيس الجمعية التعاونية للصيادين، إن مصائد الأسماك الطبيعية فى مصر، تشتمل على نهر النيل والترع والمصارف والبحيرات،وأن الخطر الذى يهدد هذه الثروة السمكية الطبيعية هو التلوث.
لفت إلى أن الاستزراع السمكى يرتبط بمواسم ومواعيد محددة، فيزرع البلطى فى أول شهر إبريل، ويتم الصيد فى أكتوبر ونوفمبر من كل عام، ولذلك نطالب الحكومة، بتزويد المصائد الطبيعية بالذريعة، بطريقة منتظمة، مع تطهير الترع والمصارف من الملوثات.
يذكر أن الدولة قد بدأت فعلا فى العمل على الاستفادة القصوى من المصائد الطبيعية، من خلال تحديث وتعديل التشريعات، كتحديث قانون الصيد رقم 124 لسنة1983م، وتطوير البحيرات وإزالة التعديات، التى تقع عليها، مثل ماحدث فى بحيرات البرلس وقارون والمنزلة وإدكو ومريوط وبحيرة ناصر، كما قامت الوزارات المعنية بتطوير المفرخات السمكية، بإنتاح أكثر من 180 مليون وحدة زريعة.
قالت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة، إن مصر حققت تقدما كبيرا فى الاستزراع السمكى، وبلغ إنتاج مصر من الأسماك 1.8 مليون طن، منها %80 من الاستزراع السمكى، إلاّ أن نسبة الـ %20 الباقية من المصايد الطبيعية، وهى نسبة متدنية جدا بالنسبة لإمكانات مصر المائية الطبيعية الهائلة.
أكدت أن مشروع الاستفادة من زراعة الأسماك فى حقول الأرز توقف خلال السنوات الماضية، نتيجة الثورات وغياب الأمن، لكن الوزارة بدأت تتحرك فى ذلك الاتجاه مؤخرا .
أشارت إلى أن زراعة الأسماك بمزارع الأرز، تساهم فى زيادة دخل المزارعين، ويزيد إنتاج الأرز من ربع إلى نصف طن للفدان، وعائد الإنتاج السمكى، كما يساهم فى القضاء على الطحالب و»الديدان الحمراء»، ويزيد من خصوبة التربة، من فضلات الأسماك وهو ما يقلل من معدلات التسميد، ويعمل على التهوية الجيدة للمياه الموجودة فى حقول الأرز من خلال الحركة المستمرة ونشاط للأسماك.
كانت مديرية الزراعة بالشرقية، قد وزعت زريعة أسماك مجانا على مزارعى الأرز، ما يعد دعما من الدولة لمزارعى الأرز بنطاق محافظة الشرقية.
حاولت وزارة الزراعة فى مصر تنفيذ الفكرة من قبل لكن ربما لم يصادفها النجاح لأسباب مختلفة أهمها الإهمال فى نقل زريعة الأسماك، من المفرخات وحتى الحقول الذى يؤدى لنفوق أعداد كبيرة منها، ولعدم وجود الخبرة الكافية من المزارعين فى التعامل معها وعدم تدريبهم على ذلك.
¿ الصاوى أحمد