هوى الريال الإيراني بأكثر من 4.3% فى ختام تعاملات اليوم لينزل إلى حوالى 140 ألف ريال مقابل الدولار الأمريكى ليهبط لأدنى مستوى منذ 6 شهور فى السوق السوداء، بعد مقتل الجنرال قاسم سليمانى أهم قائد إيرانى فى بغداد على بواسطة طائرة مسيرة أمريكية، بينما السعر الرسمى فى البنوك يبلغ 42 ألف ريال، مما يعنى ارتفاع التضخم فى الجمهورية الإسلامية التى يعانى شعبها من تفاقم التضخم منذ سنوات عديدة.
أدى هبوط الريال الإيراني لشراء الين وعملات الملاذ الآمن الأخرى وأصول كالذهب، وسط مخاوف أن يفجر قتل الولايات المتحدة قائدا عسكريا إيرانيا صراعا أكبر بالشرق الأوسط.
وأدت التوترات بين إيران وواشنطن إلى ابتعاد المستثمرين عن المخاطرة بعد مقتل قاسم سليماني بطائرة مسيرة على موكبه بمطار بغداد.
وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إذا ردت إيران بينما توعد خليفة القائد الإيراني بطرد الأمريكيين من المنطقة.
هبوط الريال الإيراني بسبب الضربة الجوية
وذكرت وكالة بلومبرج أن الضربة الجوية الأمريكية التي قتلت القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني قد تردع حكومة طهران لهبوط الريال الإيراني.
ويرى البيت الأبيض أن الضربة الجوية الأمريكية لن تثير عنفا إيرانيا ضد أهداف أمريكية رغم تعهد حكومة إيران بضربات انتقامية.
ووصف المسؤولون فى واشنطن بأنها دفاع عن النفس ضد هجمات وشيكة من الممكن أن تقتل مئات الأمريكيين بالمنطقة.
وتوقع محللون أمريكيون أن ترد إيران على مقتل سليماني وستستغرق وقتا على الأرجح لتحديد ردها ولكنها لن ترد بنفس القدر.
مصرع سليماني قد يفجر عنف جديد
وقد يفجر مصرع سليماني عنف جديد ولكنه سيمنع اندلاع حرب شاملة رغم أن العملية حرمت طهران من أحد أكثر قادتها دهاء.
ولا يتوقع البيت الأبيض لأن واشنطن تتحدث بلغة يفهمها النظام الإيرانى وترى سليماني عدوا يديه ملطخة بدماء أمريكيين.
وتتهم واشنطن سليماني باغتيال نحو 608 من الجنود الأمريكيين الذي لقوا مصرعهم في حرب العراق بعبوات ناسفة إيرانية الصنع.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن مقتل القائد قاسم سليماني يمثل “بداية مرحلة جديدة” بتاريخ الشرق الأوسط.
ووصف نصر الله ما حدث بأنه تاريخ فاصل بين مرحلتين في المنطقة وبداية مراحلة جديدة وتاريخ جديد لمنطقة الشرق الأوسط.
وكان حسن نصر الله حذر الجنرال الإيراني قاسم سليماني من خطر الاغتيال وقابله في العاصمة اللبنانية بيروت يوم رأس السنة.
وقال نصر الله في كلمة لتأبين سليماني إنه قال له منذ فترة إنه قلق عليه للتركيز فى الصحف والمجلات الأمريكية.
الصحف والمجلات الأمريكية نشرت صور سليمانى كتمهيد لاغتياله
ووضعت الصحف والمجلات الأمريكية صور سليمانى بالصفحات الأولى وتحتها “الجنرال الذي لا بديل له” كتمهيد إعلامي وسياسي لاغتياله.
وأسس الحرس الثوري الإيراني حزب الله في 1982 في جزء حيوي من تحالف عسكري إقليمي مدعوم من إيران.
وتولى سليماني دور توسيع النفوذ بقيادته لفيلق القدس ليصبح ثاني أقوى شخصية بإيران بعد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وساعد الجنرال قاسم سليماني بلاده على خوض حروب بالوكالة عبر الشرق الأوسط بإلهام مقاتلي الفصائل بالميدان والتفاوض مع القادة السياسيين.
ويمثل مقتل سليمانى نهاية رجل كان يشار إليه بالبنان في بلاده، وتراقبه عن كثب كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الضربة كانت تستهدف ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات ضد جنودها ومواطنيها في المستقبل.
وكان سليماني مسؤولا عن عمليات سرية بالخارج ويظهر كثيرا بميادين القتال ليوجه الجماعات الشيعية العراقية بحربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
لقي سليماني مصرعه ومعه القيادي العراقي أبو مهدي المهندس البطلين بمعركة إيران ضد أعدائها ومدحهما التلفزيون الرسمي بمجرد إعلان مقتلهما.
وعرض التلفزيون لقطات له مع الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وفي مناطق الحروب وهو يرتدي الزي العسكري.
وعرض التليفزيون له لقطات وهو شاب تخرج حديثا بالمدرسة الثانوية ويقود وحدة خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.
واشنطن صنفت الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية
وصنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية في 2019 لإجبار إيران على التفاوض بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية وسياستها النووية.
وكان لسليماني رد حاسم في هذا الشأن وقال إن أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ستكون “استسلاما كاملا”.
وساعد سليمانى الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق لتزداد شهرته مع نشر صور له بسوريا والعراق.
وحشد قاسم فيلق القدس الدعم للرئيس السوري بشار الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ 2011.