اصطف الروس في طوابير طويلة أمام ماكينات الصرف الآلي أمس الأحد، قلقين من أن تؤدي العقوبات الغربية الجديدة بسبب غزو موسكو لأوكرانيا إلى نقص في السيولة وتعطيل المدفوعات، بحسب وكالة رويترز.
ومن المتوقع أن تؤدي التحركات الرامية إلى عزل بعض البنوك الروسية من نظام المدفوعات العالمي سويفت وتجميد احتياطيات البنك المركزي الروسي إلى ضربة اقتصادية شديدة، على الرغم من سعي السلطات والبنوك الروسية إلى تهدئة المخاوف.
الجميع يركض من ماكينة صرف آلي إلى أخرى
وقال بيوتر، وهو أحد سكان سان بطرسبرج، رافضا ذكر اسمه الأخير، “منذ يوم الخميس، يركض الجميع من ماكينة صرف آلي إلى أخرى للحصول على النقود. بعضهم محظوظ والبعض الآخر ليس كثيرا”.
وينتظر المواطنون الروس في طوابير طويلة وسط مخاوف من توقف البطاقات المصرفية عن العمل أو فرض البنوك لقيود على عمليات السحب النقدي.
وسعت البنوك الروسية أمس الأحد إلى تهدئة المخاوف بشأن إمدادات الأموال وأنظمة الدفع عبر الإنترنت.
وقال سبير بنك، أكبر مقرض في روسيا، إنه لا يرى أي انقطاع في معاملات العملاء من خلال أنظمة الدفع الخاصة به وأنظمة شركائه. وقال بنك التنمية الحكومي في.إي.بي إن القيود الخارجية لن تمنعه من دعم المشاريع داخل روسيا.
البنك المركزي ينصح المواطنين بحمل بطاقاتهم المصرفية معهم
ونصح البنك المركزي الناس بحمل بطاقاتهم المصرفية معهم، قائلا إن أنظمة الدفع عبر الهاتف المحمول ربما لن تعمل على الإطلاق فيما يتعلق بالمتاجر عبر الإنترنت التي يديرها أحد البنوك الخمسة الخاضعة لأقسى العقوبات.
وقال سيرجي، المقيم في موسكو، إنه سيحتاج إلى طلب بطاقة جديدة وتذكر كيف كان يعيش قبل خمس سنوات عندما توقف عن استخدام النقود.
وأضاف “اعتدت أن أعيش في القرن الحادي والعشرين دون أن أحمل بطاقات بلاستيكية. كل شيء مثبت على هاتفي الذكي”.
تحذيرات من أضرار اقتصادية كارثية بمجرد إعلان الغرب تجميد احتياطيات البنك المركزي
وحذر البعض من أضرار اقتصادية كارثية بمجرد إعلان الغرب تجميد احتياطيات البنك المركزي.
وكتب رئيس الوزراء الروسي السابق ميخائيل كاسيانوف على تويتر “الأمر الأخطر هو أن يجمد الغرب احتياطيات البنك المركزي… لن يكون هناك ما يدعم الروبل. سيقومون بتشغيل المطبعة. التضخم المفرط والكارثة على الاقتصاد ليست بعيدة”.
ولم يرد البنك المركزي الروسي أمس الأحد على طلبات للتعليق بشأن تجميد الأصول.
مستثمر : “الفوضى” ستعم الأسواق
وقال رومان بوريسوفيتش، وهو مستثمر مصرفي سابق في موسكو، إن “الفوضى” ستعم الأسواق يوم الإثنين.
وأضاف “ستضع (السلطات الروسية) ضوابط بالتأكيد. لا يمكنهم الدفاع عن الروبل لكنهم على الأرجح سيوقفون التداول، ثم يضبطون الروبل على سعر مصطنع كما كانوا يفعلون. ستكون هناك سوق سوداء”.
انهيار الروبل إلى أدنى مستوى في تاريخه
وانهار الروبل الروسي إلى أدنى مستوى في تاريخه خلال تعاملات اليوم الإثنين رغم محاولات البنك المركزي الروسي ومحاولاته الأخيرة في دعم عملة البلاد.
وهوى الروبل الروسي إلى أدنى مستوى على الإطلاق مقابل الدولار بنسبة تتجاوز الـ40% ليقترب من مستويات 120 روبل لكل دولار.
يأتي تراجع الروبل الروسي بعد قرارات اقتصادية عقابية من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي قرر، أمس الأحد، تجميد أصول البنك المركزي الروسي.
واتفق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفاؤهما على عزل عدد من البنوك الروسية عن نظام الدفع الدولي الرئيسي سويفت.
وأعلن البنك المركزي الروسي عن سلسلة من الإجراءات أمس الأحد لدعم الأسواق المحلية.. وقال المركزي الروسيإنه سيستأنف شراء الذهب في السوق المحلية ويطلق مزادا لعملية إعادة شراء بلا حدود ويخفف القيود على المراكز المفتوحة للعملات الأجنبية لدى البنوك.