تراجعت الروبية الباكستانية إلى مستوى تاريخي متدنٍ مقابل الدولار، اليوم، بعدما أُلغي الحد الأقصى لسعر الصرف في وقت تسعى فيه إسلام أباد للحصول على حزمة إنقاذ ضرورية من صندوق النقد الدولي.
وتشهد باكستان وضعا اقتصاديا صعبا، إذ لم تعد احتياطيات النقد الأجنبي تكفي إلا لسداد قيمة الواردات لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا، في ظل مساع تبدو بلا نهاية للتعامل مع الديون الخارجية.
وهوت الروبية الباكستانية في السوق الرسمية اليوم، إلى 255.43 روبية مقابل الدولار، وفق مصادر عدة.
وذكرت “توب لاين سكيوريتيز” Topline Securities للوساطة المالية أن التراجع بلغت نسبته 9.6%.
وسجّل التراجع الرسمي السابق 240 روبية مقابل الدولار في يوليو الماضى، عندما تدهور الاقتصاد الباكستاني الذي يواجه صعوبات منذ زمن بعيد بفعل حالة الفوضى السياسية والفيضانات المدمرة.
وفي عام 2019 تفاوضت حكومة رئيس الوزراء السابق عمران خان على حزمة إقراض بمليارات الدولارات من صندوق النقد الدولي، لكن الاقتصاد تراجع عندما تخلى خان عن تعهّده بخفض الدعم والتدخلات السوقية التي خففت أزمة تكاليف المعيشة.
وتردد رئيس الوزراء شهباز شريف الذي حل مكان خان إثر تصويت لسحب الثقة عن الأخير الربيع الماضي، بالإيفاء بشروط القرض في ظل تراجع شعبيته.
وقال رئيس رابطة شركات صرف العملات الباكستانية ظفار باراشا لفرانس برس، إن الحد الأقصى أُلغي أمس “بالتشاور مع البنك المركزي”.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ”توب لاين سكيورتيز” محمد سهيل لفرانس برس أن “التضخم سيرتفع أكثر”.
وتعاني باكستان من نقص كبير في العملات الأجنبية نتيجة الطلب المتزايد لديها على الدولار، وعلقت آلاف حاويات الشحن المحمّلة بالمواد الخام اللازمة من أجل الصناعة والمواد الغذائية والمعدات الطبية في ميناء كراتشي، إثر رفض المصارف ضمان تعاملات المورّدين بالدولار.
وشهدت باكستان أيضا انقطاعا للكهرباء في كامل مناطق البلاد هذا الأسبوع، نتيجة إجراء لخفض التكاليف، وهو أمر تفيد تقديرات بأنه كلّف قطاع صناعة الأقمشة وحده 70 مليون دولار.