شهدت رواتب لاعبي الدوري المصري خلال الفترة الأخيرة، وبالتحديد خلال موسم الانتقالات الماضي والحالي، ارتفاعًا كبيرًا عما كانت عليه الأمور في السنوات الأخيرة، وذلك بالتزامن مع هبوط المستوى الفني الذي يقدمه اللاعبون طوال البطولات المحلية، وفقًا للأرقام والإحصائيات.
وبحسب تقارير صحفية عدة، تناولت أرقام رواتب اللاعبين مع أنديتهم، شهدت السوق الكروية أرقامًا تبدو مرتفعة للغاية عما يقدمه اللاعب على أرض الواقع مع الفريق طوال الموسم بمختلف المسابقات.
وتُعد صفقة صلاح محسن، لاعب إنبي السابق، والتي كلفت خزانة النادي الأهلي نحو 38 مليون جنيه، بخلاف راتبه مع الأحمر، من أبرز الصفقات التي يتذكرها الشارع الرياضي في عام 2018 والتي أثارت جدلًا واسعًا بسبب القيمة المالية للصفقة.
ومع مرور الوقت وظهور عدد من الأندية الاستثمارية في مصر، وبالتحديد أندية الشركات مثل فاركو والبنك الأهلي إلى جانب بيراميدز وسيراميكا كليوبترا، ارتفعت القيم المالية للصفقات التي تتعلق باللاعبين بشكل كبير.
فنجح بيراميدز في التوقيع مع عبدالله السعيد صاحب الـ34 سنة آنذاك بقيمة 25 مليون جنيه، وجدد النادي الأهلي عقد التونسي علي معلول صاحب الـ32 سنة لمدة موسمين، يحصل على مليون و250 ألف دولار في موسمه الاول، ومليون و350 الف دولار في الموسم الثاني.
ثم عاد بيراميدز للتعاقد مع رمضان صبحي، قادمًا من الأهلي، ليمنحه راتب سنوي يصل إلى 35 مليون جنيه، وفي الأخير أحمد سيد زيزو الذي جدد مع الزمالك رافضًا الرحيل والاحتراف في الخارج، مقابل الحصول على ما يقارب 70 مليونًا تقريبًا في 3 مواسم، أي 25 مليون جنيه في الموسم الواحد.
وبشأن هذا، حرصت “المال” على التواصل مع عدد من نجوم كرة القدم المصرية السابقين؛ للحديث عن أسباب هذا الارتفاع في قيمة الصفقات والرواتب في الدوري المصري، مقارنة بمختلف دول المنطقة المجاورة، والحديث عن آلية السيطرة على هذا الأمر ووضع سقف للرواتب والعقود.
ضياء السيد: الرواتب خزعبلية.. ويصعب مقارنتها بالدول العربية الأخرى
يرى ضياء السيد منتخب مصر السابق، أن الرواتب التي يحصل عليها اللاعبون هنا في مصر خزعبلاية، مبينًا أنه من الصعب للغاية مقارنتها مع الدول العربية الأخرى.
وأشار ضياء السيد، خلال حديثه مع “المال”، إلى أن السبب في ارتفاع سقف الرواتب والأسعار هي الأندية بشكل عام وليس ناديا معينا عن آخر، وذلك بسبب قلة الاعتماد على قطاع الناشئين والحرص الدائم في جلب صفقات جماهيرية من أجل إرضائهم دون النظر لحجم الاستفادة من اللاعب نفسه.
حمادة صدقي: تطبيق قانون اللعب المالي النظيف الحل
وطالب حمادة صدقي، مدرب سموحة وإنبي السابق، بضرورة تطبيق قانون اللعب المالي النظيف، للتحكم في سقف الرواتب والتعاقدات، مع ضرورة تطبيق اللائحة على الجميع دون استثناءات كما هو الحال في الفترة الحالية.
وواصل صدقي خلال حديثه مع “المال”: “الأرقام اللي بنسمعها دي عشوائية وهتفضل الأسعار رايح لفوق ملهاش سقف طول ما مفيش قانون ولائحة تحكم القصص دي”.
وخالفه الرأي علاء عبدالعال، المدير الفني لفريق طلائع الجيش، حيث يرى أنه من حق كل نادٍ شراء ما يريده وفقًا لخطط مجلس الإدارة والجهاز الفني، مُبينًا أن هناك مجموعة من الأندية والتي تمثل شركات خاصة، لا يمكنك إجبارها على وضع سقف محدد للرواتب أو التعاقدات، بعكس الأندية الجماهيرية الأخرى مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي.
وأضاف خلال حديثه: “لكن في المقابل من الضروري أن تضع الأندية خطة استثمارية ناجحة من أجل تحقيق عوائد مالية للنادي بدلًا من الإنفاق المستمر دون فائدة.
وضرب علاء عبدالعال، مثلًا بفريق طلائع الجيش الذي نجح في التخلي عن لاعبه مصطفى الزناري، والذي تصل قيمته السوقيه لنحو 50 مليون جنيه، وفي المقابل استطاع جلب لاعبين جُدد وعلى رأسهم أحمد أيمن منصور، محمد فتح الله، كريم طارق، إسلام محارب، مصطفى الخواجة ومحمود وحيد، ونجح مجلس الإدارة في الاستثمار المالي مع تحقيق استفادة فنية للفريق الذي يأمل في مواصلة نجاحاته التي حققها مؤخرًا بعد تحقيقه للمركز الرابع الموسم الماضي.
وأتم المدير الفني لطلائع الجيش حديثه: في النهاية مسألة البيع والشراء هي شخصية تخص كل نادِ وفقًا لخططه وميزانيته التي يضعها قبل بدء سوق الانتقالات، ولكن بكل تأكيد حال وضع قانون رادع فيما يتعلق بسقف الرواتب والتعاقدات سيكون أمرًا جيدًا في صالح الكرة المصرية بشكل عام.
وأكد هشام يكن، نجم الزمالك السابق، في تصريحاته لـ”المال” أن السبب وراء رفع أسعار اللاعبين وراوتبهم يرجع إلى المصالح المادية التي يسعى مسئولو الأندية لتحقيقها في كل موسم انتقالات.
وأضاف يكن: “هذا الأمر سيظل متواجد حتى يتم وضع ضوابط ولوائح للسيطرة على هذا الأمر، وهذا يؤثر على جودة اللاعبين في الدوري الذين يتم التعاقد معهم، إضافة إلى أن مستوى اللاعبين في الدوري متواضع جدا”.