أكد الدكتور إسلام عزام نائب رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، أن صناديق التأمين أمامها فرص استثنائية للتحول إلى مستثمر مؤسسي مؤثر في الاقتصاد المصري لما لها من قدرة على تعبئة المدخرات ودعم القاعدة الاستثمارية وبما يعود بالنفع على أعضاء تلك الصناديق في ظل المتغيرات المالية والاقتصادية الحالية.
جاء ذلك خلال مشاركة نائب رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية في فعاليات الجلسة الرئيسية للمؤتمر العربي للتقاعد والتأمينات الاجتماعية والذي عقد بمدينة شرم الشيخ الخميس الماضي.
وعقد المؤتمر تحت رعاية الحكومة المصرية متمثلة في “وزارة المالية، وزارة التضامن الاجتماعي، والهيئة العامة للرقابة المالية، الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي” وبحضور العديد من ممثلي الدول العربية والمنظمات الدولية الداعمة تحت شعار ”آفاق أنظمة التقاعد العربية للعام 2050 – التغيير والفرص” وذلك لمناقشة التحديات التي تواجهها أنظمة التقاعد بالعالم العربي وكيفية التغلب عليها.
وأكد عزام خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن الدكتور محمد فريد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية على أهمية تطوير الهياكل الاستثمارية لصناديق التأمين الخاصة ضرورة لاستدامة عملها في خدمة الاقتصاد القومي وأصحاب الاشتراكات .
وذلك نظرا للدور الكبير الذي يلعبه قطاع صناديق التأمين الخاصة في جذب المدخرات الوطنية ومد المظلة التأمينية لمختلف فئات الشعب، خاصة في ظل استمرار وجود فئات عريضة من المصريين غير مشمولين بالرعاية التأمينية وهو الأمر الذي يتطلب معه تقديم الدعم الكامل لهذا القطاع الهام.
وتواصل الهيئة العامة للرقابة المالية جهودها للارتقاء بقطاع صناديق التأمين الخاصة سعيا منها إلى حماية كافة الأطراف المتعاملة وكذا إيمانا بأهمية زيادة مظلة الحماية الاجتماعية وتوسيع قاعدة المستفيدين من الخدمات والتغطيات التأمينية التي تقدمها صناديق التأمين الخاصة وصناديق التقاعد بشكل عام.
وأشار عزام إلى احتفاظ الرقابة المالية في عام 2021 بعضويتها في اللجنة التنفيذية للمنظمة الدولية لمشرفي المعاشات التقاعدية (IOPS) للمرة الرابعة علي التوالي وهو الأمر الذي يمثل إشادة دولية بالتجربة المصرية حيث تمتد الخبرة المصرية لحوالي 50 عاما في الرقابة على صناديق التأمين الخاصة.
ومرت التجربة المصرية لتطوير صناديق التأمين الخاصة بعدة محطات وهي تعديلات اللائحة التنفيذية لقانون صناديق التأمين الخاصة والتي صدرت في عام 2015والتى سمحت بتعيين مدير استثمار مسئول عن إدارة استثمارات تلك الصناديق، إصدار دليل قواعد الحوكمة لصناديق التأمين الخاصة-ولأول مرة- بهدف تعزيز أداء الإدارة الرشيدة لتلك الصناديق، وكذا صدور قانون “تنظيم وتطوير استخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية في عام 2022 لتحقيق الشمول المالي والذى يعد أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للهيئة.
وأضاف عزام أن الهيئة تولي أهمية بالغة بصناديق التأمين الخاصة في مصر باعتبارها نظم مالية توفر مزايا معاش(تقاعد) اختيارية لقطاع عريض من العاملين بالدولة.
ويتم رقابتها وفقا لأسلوب الرقابة على أساس الخطر للتأكد من توافر الاستقرار المالي للصندوق وقد عملت الهيئة خلال عام 2021 على تعزيز الدور الرقابي لها ، حيث صدر الكتاب الدوري رقم (21) لسنة 2021 بشأن ضوابط استثمارات صناديق التأمين الخاصة.
كما أوضح نائب رئيس الهيئة حجم التطور الملحوظ لأداء صناديق التأمين الخاصة بنهاية عام 2021 حيث:
بلغ عدد الصناديق السارية المسجلة بالهيئة عدد 694 صندوقا في نهاية عام 2021 بالمقارنة بعدد 686 صندوقا في العام السابق، بلغ عدد الأعضاء في نهاية الفترة نحو 4.9 مليون عضـو، إجمالي الاشتراكات متضمنة مساهمات الجهات نحو 13.6 مليار جنيه بنهاية 2021 مقارنة بإجمالي اشتراكات بقيمة 10.5 مليار جنيه في العام السابق أي بزيادة تقدر ب 29.5% .
وبلغت إجمالي أصول الصناديق 126.3 مليار جنيه بنهاية 2021 مقابل 102.3 مليار جنيها للعام السابق بمعدل زيادة 23.5 % ، بلغ المال الاحتياطي 119.4 مليار جنيه بنهاية 2021 مقابل 96.6 مليار جنيها للعام السابق بمعدل زيادة 23.1 %.
وفيمــا يتعلق بإجمالي الاستثمارات فقد بلغت 105.4مليار جنيه في نهاية عام 2021 مقارنة ب 85.6 مليار جنيه للعام السابق بنسبة زيادة 23.1% ، كما بلغ صافي الدخل من ً الاستثمارات 12.3 مليار جنيه بنهاية 2021 مقابل 12.2 مليار جنيها في العام السابق.
ومن ناحية أخرى، فقد ارتفعت المزايا التأمينية المسـددة بنهاية 2021 إلى 15.1 مليار جنيه مقابل 9.9 مليار جنيه للعام السابق ما يعكس الدور الهام الذي تلعبه صناديق التأمين الخاصة على المستوى القومي، إضافة إلى دورها في البعد الاجتماعي.
ومن المأمول أن يسهم هذا القطاع الحيوي في تفعيل الشمول المالي، فضلا عن مساهمته في تمويل خطط التنمية بالدولة لما يملكه من استثمارات كبيرة كما أنها وسيلة لتدعيم النظم القومية للمعاشات بالدولة.
وقد عملت الهيئة على تعزيز الدور الرقابي لها في مجال صناديق التأمين الخاصة، بتبني الهيئة تتبني إطار عمل يحقق توازن حقوق كافة الأطراف المتعاملة داخل المنظومة التأمينية عبر توفير كافة الوسائل وإصدار القواعد والرقابة اللاحقة
كما أكد عزام أن الهيئة العامة للرقابة المالية دائما ما تسعى إلى تطوير الأنشطة المالية غير المصرفية ورفع مستويات الوعي بضرورة تطوير أنماط ونماذج الاستثمار للصناديق مما يعزز من صلابتها في مواجهة مستحقات المستقبل مع إصدار الضوابط والقواعد المنظمة في هذا الشأن مع تطوير التشريعات التي تمكن من زيادة مساهمة تلك الأنشطة في عملية النمو المستدام وتقديم الحلول والأدوات المالية التي تناسب كافة فئات المجتمع بشكل منضبط.