شارك الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، في فعاليات اجتماعات مجلس إدارة المنظمة الدولية لهيئات الرقابة على أسواق المال (الأيوسكو – IOSCO) في العاصمة الإسبانية مدريد، وناقش عددًا من القضايا الجوهرية التي تؤثر على تطوير وتنمية أسواق المال العالمية.
يأتي ذلك في إطار استمراره في تعزيز التعاون الدولي والارتقاء بمستوى الرقابة على أسواق رأس المال، من خلال المشاركة في اجتماعات مجموعة الاستقرار المالي (FSEG) ولجنة التمويل المستدام.
خلال مشاركته في اجتماعات مجموعة الاستقرار المالي، تم استعراض التحديات الحالية التي تواجه الأسواق المالية العالمية، بما في ذلك التطورات الجيوسياسية التي قد تؤثر على استقرار الأسواق المالية.
كما تم التركيز على استراتيجيات إدارة المخاطر، وخاصة فيما يتعلق بمخاطر السيولة والرافعة المالية، وتطوير أطر العمل اللازمة للتعامل مع هذه المخاطر في المؤسسات المالية غير المصرفية.
وشدد فريد على ضرورة تكامل الجهود الدولية لتعزيز الاستقرار المالي وزيادة مرونة أسواق المال في مواجهة التقلبات العالمية.
التمويل المستدام وأدواته
كما شارك رئيس الهيئة في اجتماع لجنة التمويل المستدام التي ناقشت تطوير سياسات وأساليب التمويل المستدام.
وأكد في كلمته أن الهيئة العامة للرقابة المالية تولي أهمية كبيرة لتطوير التمويل الأخضر، بما في ذلك إصدار السندات الخضراء والاجتماعية وتعزيز الاستثمار في المشروعات الصديقة للبيئة.
وأشار إلى الجهود المبذولة لتطوير الإطار التشريعي والتنظيمي الذي يدعم الاستدامة في الأنشطة المالية غير المصرفية، مثل تفعيل سوق تداول شهادات خفض الانبعاثات الكربونية الطوعي، ودعم رؤية مصر 2030 في تحقيق التنمية المستدامة.
مصر تعزز دورها العالمي في أسواق المال
وأكد فريد أن مصر تمثل نقطة محورية في جهود الرقابة المالية الدولية، خاصة بعد فوزها بمنصب رئيس لجنة الأسواق النامية والناشئة التابعة للمنظمة الدولية (GEMC) للمرة الثالثة على التوالي.
ويمثل هذا الفوز شهادة على الدور القيادي لمصر في دعم استقرار وتنمية أسواق المال في الاقتصادات النامية والناشئة.
سوق الكربون الطوعي: خطوة نحو الحياد الكربوني
وسلط فريد الضوء على أهمية سوق الكربون الطوعي في دعم جهود مصر لتحقيق الحياد الكربوني. واعتبر السوق خطوة هامة نحو تحفيز الاستثمار في مشاريع خضراء ومستدامة.. كما يتيح للقطاع الخاص فرصًا جديدة لتطوير منتجات التمويل المستدام.
وشدد على التزام الهيئة بمعايير الحوكمة والنزاهة في هذا السوق لضمان الشفافية وتعزيز الثقة بين المشاركين.
واختتم بالتأكيد على أن النقاشات التي تمت خلال اجتماعات “الأيوسكو” تشكل منصة حيوية لتبادل الخبرات بين الهيئات الرقابية العالمية حول أهم القضايا التي تؤثر في أسواق المال، بما في ذلك التكنولوجيا المالية، التمويل المستدام، والحوكمة البيئية، وأن هذه الجهود تساهم في تعزيز قدرة أسواق المال على دعم التنمية الاقتصادية المستدامة.