استقبل أحمد السبكي رئيس هيئة الرعاية الصحية وفدًا رفيع المستوى من ممثلي البنك الدولي لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك، لدعم تحقيق 3 أهداف استراتيجية خلال الفترة القادمة “تحسين منظومة الرعاية الصحية بأقصى مدى للوصول للمستوى المثالي والعالمي في التشغيل” و”تسريع وتيرة امتداد المنظومة بالمحافظات” و”تطبيق مفهوم الخدمات الطبية المبنية على القيمة”.
وضم الوفد، كلًا من د. ريكا مينون، مدير قطاع الصحة للشرق الأوسط وأفريقيا بالبنك الدولي، د. عمرو الشلقاني، خبير أول النظم الصحية، د. ايوديدچي جعفر، خبير اقتصادي أول لنظم التأمين الصحي الشامل، د. أفريل كابلان، اخصائي أول النظم الصحية، د. تيهومير ستريزيب، خبير نظم التأمين الصحي، د. عمرو الشواربي، مسئول اقتصادي، د. مانونا هيمرلي، أخصائي اقتصاديات الصحة، د.ريانا روبرتس، مدير برامج التنمية البشرية في مصر.
وفي بداية اللقاء، رحب الدكتور أحمد السبكي، بوفد البنك الدولي مشيدًا بنجاح المهمة المشتركة للبنك الدولي في دعم نجاح نظام التأمين الصحي الشامل، في إطار السعي نحو تعميم التغطية الصحية الشاملة للمصريين، وتحسين جودة وكفاءة مخرجات الرعاية الصحية.
كما وجه التهنئة للدكتور عمرو الشلقاني، على منصبه الجديد، وانتقاله للعمل كخبير أول النظم الصحية بجنوب السودان بعد انتهاء فترة عمله بمصر، مثمنًا كل مجهوداته المخلصة والمبذولة طوال فترة عمله في مجال الرعاية الصحية بمصر.
التعاون مع البنك الدولي
وأشاد الدكتور أحمد السبكي، خلال اللقاء، بالتعاون المثمر والمستمر للبنك الدولي لدعم نجاحات منظومة التأمين الصحي الشامل بمصر، كما استمع السبكي إلى آراء الوفد حول تقييم المنظومة وتطورات الرعاية الصحية في مصر، وتطلعهم للزيارة القادمة للمنشآت الصحية التابعة لهيئة الرعاية الصحية بمحافظة جنوب سيناء، وأهمها مستشفى شرم الشيخ الدولي، أول مستشفى خضراء بمصر حاصلة على شهادة الاعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء “GGHH”، والاعتماد القومي GAHAR المعترف به من منظمة الإسكوا العالمية.
وأشاد وفد البنك الدولي، بالتقدم الملحوظ لقطاع الخدمات الطبية في مصر، موضحًا أن نظام التأمين الصحي الشامل يضمن كفاءة البنية التحتية والتجهيزات الطبية وغيرالطبية للمنشآت الصحية، وجودة الخدمات الطبية، وتعزيز نظم الحوكمة، على نحو يضمن استدامة قدرة المنظومة على توفير الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين بكفاءة عالية.
تعزيز التعاون والفرص المستقبلية
وناقش اللقاء، أوجه تعزيز التعاون والفرص المستقبلية لاستكمال دعم نجاحات منظومة التأمين الصحي الشامل بمصر، حيث أشار الدكتور أحمد السبكي، إلى 3 أهداف استراتيجية يستهدف تحقيقهم خلال الفترة القادمة، وهم “التحسين والتطوير المستمرين للمنظومة وكافة النواحي المتعلقة بها بأقصى مدى للوصول إلى مستوى التشغيل المثالي والعالمي، تسريع وتيرة تطبيق المنظومة وامتدادها بالمحافظات في المراحل القادمة، تبني مفهوم الرعاية الصحية المبنية على القيمة”.
وتطرق اللقاء، إلى بحث فرص التعاون لدعم تطبيق النموذج المثالي للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في مجال الرعاية الصحية بمصر، بشكل يُسرِع من وتيرة تطبيق التأمين الصحي الشامل، وامتداد التغطية الصحية الشاملة لجميع المصريين، والاستفادة من خبرات البنك الدولي في دعم تطبيق هذه النماذج ببعض الدول، حيث أشار الدكتور أحمد السبكي إلى لقائه مع الهيئة المنفذة للتأمين الصحي الإجتماعي بدولة إندونيسيا BPJS Kesehatan لبحث التعاون وتبادل الخبرات كأحد النماذج الناجحة للشراكات الحكومية مع القطاع الخاص، وذلك تماشيًا مع توجهات الدولة المصرية لتشجيع مشاركة القطاع الخاص والاستثمار الصحي في مصر.
كما أشار الدكتور أحمد السبكي، إلى زيارته لدولة الهند للمشاركة بالمؤتمر الدولي السادس لتطوير الرعاية الصحية “AHCI 2023″، وبحث فرص التعاون مع مجموعة أبولو الهندية أكبر مجموعة قائمة بعمليات زراعة الأعضاء على مستوى العالم، مؤكدًا حرص هيئة الرعاية الصحية على الانفتاح على جميع التجارب الناجحة والخبرات الدولية، ولافتًا إلى أن الهيئة تمتلك كل مقومات النجاح لوضع مصر كوجهة عالمية رائدة في الرعاية الصحية والاستثمار والسياحة العلاجية، وأن دولة الهند نموذج قوي في الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، ومن الدول المتقدمة التي يحتذى بها في مجال السياحة العلاجية.
التطورات التقنية بمنظومة التأمين الصحي الشامل
واستمع الدكتور أحمد السبكي، خلال اللقاء، إلى تساؤلات وفد البنك الدولي حول التطورات التقنية بمنظومة التأمين الصحي الشامل، وآليات التحول الرقمي، ونظام المطالبات، والتسجيل الطبي الإلكتروني، ونظم الرعاية الصحية الأولية، ونظم تمويل الرعاية الصحية، حيث أوضح السبكي، تطورات الرعاية الصحية في مصر، والفرق بين النظام الصحي المصري القديم والجديد.
مصر تتبنى نموذج مختلط لتمويل خدمات الرعاية الصحية
وأشار السبكي، إلى أن مصر تتبنى نموذج مختلط لتمويل خدمات الرعاية الصحية الأولية بمراكز ووحدات طب الأسرة، يشمل نسبة من الإنفاق مقابل كل منتفع مسجل بالمنظومة “Capitation”، والدفع مقابل خدمات وتداخلات محددة “FFS”، وتابع: نسعى لتطبيق نظام تكاليف الاستشفاء “DRG” والذي يسهم في التحكم بتكاليف الرعاية الصحية بالشكل الأمثل، والتشغيل الجيد للمنشآت الصحية، مع ضمان توفير رعاية صحية عالية الجودة للمواطنين، وتعزيز الاستدامة.
وأضاف، أن نظام الرعاية الصحية الأولية بمنظومة التأمين الصحي الشامل يغطي 4 ركائز أساسية تشمل ” خدمات الصحة العامة، مبادرات التوعية والتثقيف الصحي، خدمات الطب الوقائي، خدمات الرعاية العلاجية من المستوى الأول”، مما يسهم في تعزيز الوقاية لصحة الأفراد والمجتمع، وتقليل عبء التكاليف الصحية في تقديم خدمات مستويات الرعاية الثانوية والثالثية.
حلول غير تقليدية لتحفيز الأطباء
ولفت السبكي، إلى تبني حلول غير تقليدية لتحفيز الأطباء، أهمها تعديل منظومة الرواتب والأجور، وتطوير بيئة العمل، وتأهيل البنية التحتية للمنشآت الصحية، والتجهيزات الطبية وغيرالطبية الهائلة، والحصول على التسجيل والاعتمادات القومية والدولية للمنشآت، والتدريب والتعليم الطبي المستمر، والدعم المعنوي للأطقم الطبية، كل ذلك مما ساهم في سد احتياجات منظومة التأمين الصحي الشامل من الكوادر والخبرات الطبية المؤهلة على تقديم أفضل خدمة ورعاية صحية للمرضى.
ونوه، إلى جودة وكفاءة المنشآت الصحية بمحافظة جنوب سيناء، وأهمها مستشفى شرم الشيخ الدولي، ونجاحها في الحصول على الاعتمادات القومية والدولية، وتطلعه للمزيد، لافتًا إلى أنه جاري تجهيز مستشفى طابا الآن لتصبح على نفس المستوى العالمي، وتابع: نمضي قُدماً في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، والتركيز على استكمال برامج الإصلاح الصحي الشامل، على نحو يسهم أيضًا في خفض معدلات الفقر، مؤكدًا أن تحقيق التغطية الصحية الشاملة للمصريين أولوية قصوى على أجندة العمل الوطنية للدولة المصرية؛ لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية الصحية المستدامة لرؤية مصر 2030.
وأشاد السبكي، بدور البنك الدولي، كشريك نجاح في مساندة عمليات النمو والتنمية بالقطاعات المختلفة بالدولة المصرية، ومواصلة جهودها في تحسين نواتج الرعاية الطبية والحماية الاجتماعية، مثمنًا دعم مؤسسات التمويل الدولية لجهود الدولة الوطنية المبذولة لتنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل، هذا المشروع الحيوي الذي حاز على العديد من الإشادات العربية والدولية، وساهم في الارتقاء بالخدمات الطبية وتحقيق التغطية الشاملة للمنتفعين.