تقرير- أحمد الدسوقى
أتت مواقع “السوشيل ميديا” المختلفة بالملفات القديمة للنائبة الكويتية صفا الهاشم، بعد أن هاجمت بلهجة عامية وزيرة الهجرة المصرية نبيلة مكرم، قائلة لها “انتوا كنتوا نسيتوا اللى جرى.. هاتى الدفاتر تنقرا”، على خلفية قضية المواطنة المصرية المقيمة في الكويت، التي تعرضت للضرب إثر مشاجرة، وتطالب الوزيرة المصرية بالحصول على حق مواطنتها.
وشملت الملفات القديمة للنائبة الكويتية التى أثارت جدلًا وسخطًا واسعًا بتصريحاتها، ليس فقط فى مصر ولكن فى بلدها الكويت أيضًا، بعض الصور للجنود المصرية أثناء تحرير الكويت فى حرب الخليج الثانية من الجنود العراقيين ومشاهد لمواطنين كويتيين فرحين بوصول القوات المصرية لتحرير الكويت، كما شملت صورًا قديمة للنائبة نفسها مع بعض المشاهير فى الوطن العربى.
وردّ مغرّدون بوسائل التواصل الاجتماعى على النائبة قائلين: “إحنا خِيرنا على الأمة العربية وساعدنا فى تعليمها وتحريرها وعلاجها، وهذا لا يصح أن يكون ردًّا للجميل”، كما كان المغرودون حذرين جدًّا من عدم التطاول على الشعب الكويتى؛ لأن هذه حالة فردية لنائبة لا تعبر عن الشعب الكويتى الشقيق، مؤكدين العلاقات الوطيدة بين الشعبين.
وقال دكتور يدعى مجدى عبد المحسن، عبر مواقع التواصل الاجتماعى: “يا صفاء فى 1991 كنتِ لاجئة بمرتبة سفنج بمدرسة بحفر الباطن وكنتِ مطلقة بسبب طول لسانك أنا د. مجدى المصرى الذى كنت أعالجك وأطفالك الثلاثة”.
كانت نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج قد علّقت على واقعة الاعتداء على فاطمة، المواطنة المصرية بدولة الكويت، وانتشر فيديو لها على وسائل التواصل الاجتماعى مؤخرًا تشرح فيه واقعة الاعتداء عليها، مشددة: “كرامة المصري وبالأحرى كرامة المرأة المصرية خط أحمر، لكننا نحترم السلطة الكويتية والقضاء الكويتي”.
ودخل البرلمان المصرى على خط المواجهة ضد النائبة الكويتية بعد زعمها خلال تصريحاتها المثيرة للجدل أن مصر لا تمتلك برلمانًا حرًّا، ولا صحافة حرة، حيث تقدَّم النائب مصطفى بكري ببيان عاجل إلى الدكتور علي عبد العال ضد النائبة الكويتية مضيفًا أنها هاجمت الوزيرة بعد قولها إن كرامة المرأة المصرية خط أحمر.
وطالب بكري بالسماح له بإلقاء بيانه العاجل للرد على هذه الادعاءات التي لا تمثل الشعب الكويتي ولا تعكس روح العلاقة المشتركة بين البلدين.
فيما هاجم النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، التصريحات الصادرة من نائبة الكويت، واصفًا إياها بغير المسئولة، مضيفًا أن مَن تفوّه بمثل هذه البيانات التى تدعو للفتنة بين الشعب المصري والشعب الكويتي الشقيق، لا يدرك ما يفعل ولا يدرك خطورة هذه التصريحات.
كما استهجن النائب محمد فؤاد، عضو مجلس النواب المصري، التصريحات مشددًا على أنه لا يسمح مطلقًا بالتجاوز في حق أي مسئول مصري.
وامتدّ الهجوم على النائبة الكويتية إلى بعض المسئولين الكويتيين أنفسهم، حيث قال رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية أحمد الجار الله، عبر حسابه الشخصى على موقع “تويتر”: هذا رأيها وليس رأى كل الناس، وصفاء الهاشم واحدة من خمسين عضوًا فى مجلس الأمة الكويتى، مؤكدًا أن حديث النائبة صفاء عن العمالة المصرية والوزيرة ليس له علاقة بما يربط شعبى البلدين.
وأضاف الجار الله: “لنعتبر هذه قضية فردية غير مؤثرة على ما نكنّه لمصر وأهلها وما يكنه الشعب المصرى لنا فعلاقتنا متجذرة”.
فيما قال الكاتب الكويتى ناصر طلال لصفاء الهاشم “يا صفاء، عندما هاجر أجدادك إلى المغرب في بدايات القرن الثامن عشر، وعادوا بعد عقود طوال واستقروا في الكويت، كانوا بشرًا وعربًا ومسلمين هناك، وظلوا بشرًا وعربًا ومسلمين هنا، فما رأيُكِ لو طبقنا عنصريتك بأثرٍ رجعيٍّ عليك وعلى كثيرين؟ اذهبي واغسلي وجهكِ من الـمساحيق ثم انظري في المرآةِ لتستعيذي بالله مما سترينه”.
أما على صعيد الحكومة المصرية فقد شكرت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين، المصريين على الدعم والمساندة، بعد حديث نائبة مجلس الأمة الكويتي صفاء الهاشم مكتفية بالقول: “عدم الرد على تجاوزات البعض هو موت للكلام اللي بيتقال.. نحن مصريون ونتمتع بالأدب والأخلاقيات والمبادئ، ولا نرد الإساءة بالإساءة”.
ولم يكن الهجوم الذي شنته النائبة الكويتية على وزيرة الهجرة المصرية، الأول من نوعه، حيث هاجمت، مطلع العام الماضى، وزير القوى العاملة المصري محمد سعفان، على خلفية تصريحاته بتوفير فرص عمل للمصريين في دولة الكويت، مشيرةً في حديثها لقناة “الرأي” الكويتية إلى احتمالية تخفيض تعداد الوافدين بواقع 30 إلى 40 في المئة خلال 3 سنوات، وهو ما ستسعى لتحقيقه “حتى لو تطلّب الأمر تفعيل الأدوات الدستورية كافة”.
كما طالبت في أبريل 2017، خلال اجتماع مجلس الأمة الكويتي بعدم الاعتماد على العمالة المصرية، قائلة “لماذا نحتاج للسباك والكهربائي من مصر؟ وفي مايو من نفس العام هاجمت العمالة الأجنبية بأسلوب لا يليق على الإطلاق، حيث طالبت بالاعتماد على أبناء الكويت بدلًا منهم.