
أطلقت «سفن آب» مؤخرا حملة
تسويقية جديدة تربط ولأول مرة بين التليفزيون والانترنت ليكملا بعضهما
البعض فى حملة واحدة تحت عنوان «ملك الروقان» حيث اعلنت الشركة عن الحملة
بالتليفزيون وقامت باطلاق حلقاتها عبر «اليوتيوب» وعلى صفحتها بـ«فيس بوك»
بشكل جذب أنظار عدد كبير من الجماهير وساعد على تحقيق تفاعل جماهيرى لا بأس
به مؤخرا.
وأجمع خبراء التسويق على ذكاء الحملة وقدرتها على تحقيق
اكبر جذب جماهيرى نحوها مشيرين الى الربط بين الانترنت والتليفزيون لأول
مرة ليكملا بعضهما البعض فتمكنت «سفن آب» من جذب أنظار أكبر قاعدة جماهيرية
نحو الحملة من خلال إعلانات التليفزيون وتحقيق تفاعل جماهيرى بين الشباب
عبر الانترنت وتحفيزهم على التصويت لأنسب متسابق، خاصة أن التسويق على
الانترنت لا يكلف الجمهور أى مبالغ مقابل التصويت، ويرى الخبراء أن اطلاق
هذه الحملة فى الوقت الحالى يعتبر اختيارا موفقا نظرا للضيق الشديد الذى
يمر به المصريون تأثرا بالوضع الحالى بشكل جعلهم يبحثون عن أى وسيلة
ترفيهية جديدة مختلفة، ولفت البعض الى أن حملات الانترنت التى تعتمد على
حلقات ومسابقات لابد أن تكون قصيرة حتى لا يشعر جمهور الانترنت بالملل وحتى
لا يشوبها نوع من التضليل الجماهيرى وبالتالى كان لابد من الحرص على ألا
تكون الحملة بهذا الطول الذى لا يتناسب مع الانترنت.
يرى الدكتور
مودى الحكيم، رئيس مجلس ادارة مؤسسة «مودى ميديا هاوس» للخدمات الإعلامية
والإعلانية، أن حملة ملك الروقان التى تم اطلاقها مؤخرا، تعتبر من الحملات
الناجحة لأنها بدأت بالتليفزيون لجذب أنظار أكبر قاعدة جماهيرية من
المشاهدين ثم انتقلت عبر «اليوتيوب» باعتبارها وسيلة جماهيرية تتميز
بانخفاض تكلفتها وبالتالى استطاعت الحملة أن توظف الوسائل الإعلانية بنجاح
لصالحها وبأقل تكلفة.
وأضاف الحكيم أن حملة «ملك الروقان» قائمة على
فكرة ذكية جديدة هادفة تدعو الجمهور الى المشاركة فى مسابقة اجتماعية، كما
أنها بدأت فى التليفزيون بحملة إعلانية فهى مزيج يحقق للمعلن غرضا إعلانيا
ودعوة اجتماعية أيضا بشكل يساعد على ترسيخ اسم المنتج لفترة أطول بالسوق
وتقويته أمام منافسيه لأنه لم يكتف بالإعلان المباشر.
ويرى الحكيم
أن حملة «ملك الروقان» تم اطلاقها فى الوقت المناسب، فالكل اصبح يحتاج الى
الترفيه والتفاؤل لكى يتمكن من الاستمرار بقوة فى ظل هذا الوضع الحالى
وبالتالى نجحت الحملة فى اختيار توقيت مناسب لها وتمكنت من توظيفه لصالحها.
قال
مصطفى عثمان، شريك مؤسس بشركة «انوفا» للتسويق والحلول الالكترونية، تعتبر
حملة «ملك الروقان» من الحملات الإعلانية الجيدة القائمة على فكرة ناجحة
فى جذب انتباه الجمهور نحو العلامة التجارية، لأنها ولأول مرة قامت بالمزج
بين إعلانات الانترنت والتليفزيون معا فى حملة واحدة ليكمل بعضها البعض.
ويرى
عثمان أن الحملة تميزت بقوتها لأنها بدأت بإعلانات التليفزيون التى تعتبر
من أهم الوسائل الإعلانية الكبيرة والأعلى تكلفة، بشكل ساعد على تقوية
الحملة وإعطائها مكانة جيدة.
واتفق عثمان مع الرأى السابق الذى يرى
أن اطلاق الحملة فى الوقت الحالى الذى يمر فيه أغلب المصريين بحالة ضيق
عامة كان قرارا موفقا خاصة أن الشركة نجحت فى توظيف الفكرة بشكل جيد ومناسب
للمجتمع، كما أنها تهدف الى تشجيع الجماهير على الصبر بشكل أكبر وتجنب
الانفعال السريع.
ويرى عثمان أن الحملة ركزت بشكل أكبر على
«اليوتيوب» واهملت «فيس بوك»، حيث لم تستغل صفحة «سفن آب» بالفيس بوك
بالشكل الكافى لذلك فان عدم استغلالها الفيس بوك وباقى المواقع قلل من
قوتها، وإن كانت من أفضل الحملات التى حققت تفاعلا وجذبا جماهيريا مؤخرا،
إلا أن الانتشار على مختلف المواقع كان سيزيد من جماهيريتها بشكل أقوى
وأكبر.
واتفق عثمان مع الرأى السابق الذى يرى أن عرض المسابقة عبر
الانترنت كان قرارا موفقا لأنه استهدف الجمهور المطلوب وبأقل تكلفة مقارنة
بالتليفزيون، كما أنه ساعد على زيادة تفاعل الجمهور لأن التصويت عبر
الانترنت أسهل وغير مكلف.
قال طلال نصر، مدير تسويق شركة «نيو
ايليت» للدعاية والاعلان: اعتاد أغلب المعلنين على اطلاق حملات عبر
الانترنت فقط أو حملات تليفزيونية يتم عرضها بالانترنت، ولكن قامت «سفن أب»
ولأول مرة بالمزج بين التليفزيون والانترنت ليكملا بعضهما فى حملة متكاملة
بشكل جعلها تنفرد بفكر وأسلوب جديد.
ويرى نصر أن فكرة الحملة
وقيامها على مسابقة تقدم جوائز محفزة شجع عددا كبيرا على الاشتراك بها وعلى
متابعتها، كما شجع اصدقاء واقارب المشاركين على الدخول للتصويت والتفاعل
مع الحملة هذا بالاضافة الى اعتمادها على أسلوب كوميدى بسيط بشكل مكنها من
زيادة حجم الاقبال عليها خاصة ان الفترة الحالية بحاجة الى أفكار تسويقية
كوميدية جديدة.
ويرى نصر أن الحملة استمرت لفترة طويلة وهذا لا
يتناسب مع الانترنت، فمن الأفضل أن تكون الحلقات عبر الانترنت أقصر من
التليفزيون، فكلما زاد عدد الحلقات شعر الجمهور بالملل خاصة أن الحملة
قائمة على 10 متسابقين فقط، وبالتالى استمرارها لوقت أطول فى الـ«أون لاين»
لم يكن قرارا موفقا، حتى لا تستغلها عصابات الكسب المنتشرة مؤخرا والقائمة
على استغلال فرصة التصويت لصالحها، كما أنه كان لابد من وضع شروط حتى لا
يتمكن أحد من استغلال التصويت لصالحه ليكون التصويت عادلا وذا شفافية كما
نصح نصر المعلنين الذين يقومون بعمل مسابقات عبر الانترنت بأن تكون على
صفحة الشركة نفسها تجنبا للغش والتصويت الجماعى بشكل متحيز وغير حيادى.