رشحنا أماكن تصلح للاستثمار وأوصينا بتنفيذ محطات تحلية بالمناطق الساحلية لما تشهده من طفرة عمرانية
شهدت السنوات الأخيرة ظهور عدد من الشركات العاملة فى تقديم الاستشارات الاقتصادية والمالية، لصالح عدد من الشركات المحلية والأجنبية العاملة فى السوق المصرية.
«المال» التقت محمد عبد العزيز، الرئيس التنفيذى لشركة «دى كود» وهى إحدى الشركات العاملة فى مجال الاستشارات الاقتصادية والمالية، والتى قدمت العديد من الدراسات حول جدوى العديد من المشروعات، العاملة فى مواد البناء، لصالح شركات محلية وأجنبية، وكذلك للتعرف على طبيعة عمل الشركة، وما هى الخدمات التى تقدمها، ومدى استعانة المستثمرين بها.
وقال «عبدالعزيز» إن شركته تعمل فى مجال تقديم حزمة من الخدمات لصالح الحكومة والقطاع الخاص وعدد من الشركات المحلية والدولية، مشيرا إلى أن أحد مهام الشركة هى تقديم دراسات عن الاقتصاد وتوقعات تتعلق بكل القطاعات والتى تشمل الشركات والمصانع والأنشطة الغذائية، وكذلك المشروعات العقارية.
نعمل فى السوق المصرية منذ 2012 ..وتمكنا من كسب ثقة عملاء محليين وأجانب
وحول بداية انطلاق الشركة، أكد «عبد العزيز» كنت أحد العاملين فى وزارة الاقتصاد خلال تولى الدكتور يوسف بطرس غالى وعدد من الجهات الحكومية الأخرى، إلى أن قررت أن أخوض تجربة تأسيس شركة خاصة عام 2012 بشراكة مع على الشريعى، وهى تلك الفترة التى لم يكن يعلم فيها أحد إلى أين سيذهب الاقتصاد المصرى.
وأضاف: «فى هذه الفترة وبعد أن شاركنا فى تقديم عدد من الدراسات، لعدد من الشركات المحلية والعالمية، تحتوى على شكل السوق والطرق الأفضل للاستثمار والتوقعات، تمكنا من كسب ثقة العديد من الكيانات، الداخلية والخارجية، فى ظل تقديم دراسات نعتقد أنها كانت ممتازة».
وأوضح أنه فى هذه الفترة كنا نعمل على تقديم الاستشارات حول الاقتصاد الكلى، من خلال المشاركة فى العديد من الدراسات، مثل التى قدمناها لشركة «لافارج مصر» للأسمنت؛ وكانت تتعلق بالانبعاثات وتأثيرها على الاقتصاد، وحجم التحديات والحلول المقترحة فى قطاع الأسمنت.
وأكدنا خلال الدراسة أنه يقع على عاتق القطاع الخاص إيجاد حلول لتقليل البصمة الكربونية لتلك الصناعة، من خلال تعظيم البحث العلمى، والتطوير لاستخدام مواد معاد تدويرها فى المنتجات الأسمنتية، واستعمال مصادر بديلة للطاقة.
وأكد أن الدراسة التى قدمناها لشركة «لافارج مصر» ألقت الضوء على ملف التغير المناخى على مستوى العالم، وفى مصر، واستعرضنا إستراتيجية مصر المعلنة للتعامل مع التغير المناخى، والجهود المبذولة فى هذا الإطار.
وأشار إلى أهمية دور الدولة فى تشجيع وتسهيل استخدام المنتجات الصديقة للبيئة فى قطاع البناء، عن طريق تحديث المواصفات لتتناسب مع الأهداف المستدامة، مما يساعد على التوسع فى إنتاج الأسمنت صديق البيئة.
واعتبر «عبد العزيز» أن «لافارچ مصر» من أبرز المهتمين بالاستدامة البيئية فى ذلك القطاع، وذلك لتوعية جميع الأطراف المعنية بتأثير النمو الاقتصادى الذى تشهده الدولة على الانبعاثات الكربونية، ودور القطاعات المختلفة، خاصة تلك العاملة فى إنتاج مستلزمات البناء، التى تعتمد على طاقة مكثفة بصورة كبيرة مثل الأسمنت فى الحد منها.
وشدد على ضرورة التصدى للتحديات البيئية الحالية والمستقبلية، وضرورة مساندة تلك الصناعات والعمل على زيادة تنافسها فى الأسواق المحلية والعالمية، بما يضمن تحقيق التوازن البيئى.
وانتقل رئيس «دى كود» إلى دور الشركة فى دعم المستثمرين الجدد، مؤكدا أن أغلب اللاعبين سواء المحليين أو الدوليين، دائما ما يبحثون عن الدراسات التى تشمل صورة كاملة حول الاقتصاد والقطاع المستهدف، وهو ما تعمل على تقديمه الشركة.
وأوضح أنه بجانب الدراسات والتحليل والتوقعات التى نسعى إلى تقديمها بشكل علمى مبنى على الخبرات والأرقام، نسعى لخلق حالة من التواصل بين هذه الشركات والحكومة، خاصة الشركات العالمية.
وأضاف أنه لا يقتصر الدور الذى تلعبه «دى كود» عند تقديم الدراسات والتحليل والتوقعات، والتواصل الحكومى، بل يمتد لعملية توفير تمويلات لبعض الأنشطة، خاصة التى تنتهى الدراسات عند جدوى تنفيذها.
وأكد عمل شركته خلال السنوات الماضية على تقديم عدد من الدراسات التنموية لصالح العديد من الوكالات الدولية، منها الوكالة الأمريكية والكندية والألمانية، كما شاركت فى وضع إستراتيجيات بالتعاون مع الحكومة المصرية.
وأشار إلى أن أحد أهم المشروعات التى شاركنا فيها، هى إعداد دراسة لوزارة الصناعة والتجارة، والخاصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتى تم تنفيذها وهى تتبع الآن جهاز الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وتابع: «كما شاركنا فى وضع إستراتيجية حول الصناعات الغذائية، وشاركنا الحكومة فى العديد من الدراسات لعل أبرزها كانت فى العام 2015 وكانت ممولة من الوكالة التنموية لسفارة إنجلترا، حول تحلية المياه».
وأكد أننا قدمنا ترشيح للأماكن التى تصلح للاستثمار والجدوى الاقتصادية، وكان أحد التوصيات أن يتم تنفيذ عدد من المحطات فى المناطق الساحلية خاصة منطقة الساحل الشمالى الغربى، لما تشهده من مشروعات عقارية عملاقة، وفى ظل ارتفاع حالة الطلب على الوحدات هناك.
وأشار رئيس «دى كود» إلى أن الشركة عملت على تقديم عدد من الدراسات لصالح عدد من الشركات العقارية المصرية، وعدد آخر من الشركات الأجنبية العاملة فى السوق المصرية، مؤكدا على أن جميع الدراسات التى قدمت وبناء على أرقام وتحليلات أكدت على أن القطاع العقارى، هو أحد القطاعات الجاذبة وبقوة للمستثمرين.
وتطرق «عبد العزيز» لعدد من الدراسات التى قدمتها الشركة لصالح وزارة الاستثمار، والتى كان من بينها دراسة حول مجمع صناعات غذائية فى محافظة القليوبية، وهو ما تم تنفيذه خلال الفترة الماضية.
وانتقل إلى حجم الأعمال التى قدمتها الشركة لصالح الشركات الدولية، والتى تعمل فى مجالات الأسماك، والزراعة خاصة الطماطم، والتى قدمنا دراسة حول طرق تقليل الفاقد وأفضل الماكينات التى من الممكن أن تساعد على تحقيق هذا الهدف.
وأكد أن الشركة تعتزم التوسع خارجيا، من خلال تأسيس مكاتب لها فى عدد من دول الشرق الأوسط، خاصة منطقة الخليج، ومنطقة شمال أفريقيا، بما نمتلكه من خبرات وقدرات تؤهلنا لتقديم مثل هذه الخدمات.
وأكد أن الشركة لديها خطة ثابتة تسعى لتنفيذها من خلال تقديم دراسات جيدة تمكنها من كسب مزيد من العملاء سواء المحليين أو الأجانب، فى الداخل المصرى، أو فى الأسواق التى نسعى لاستهدافها خلال المرحلة المقبلة.
واعتبر، أن المرحلة المقبلة ستشهد عودة عجلة الإنتاج فى العالم، فى ظل مساعى العلماء للتغلب على فيروس كورونا، وتراجع حالات الوفاة وكذلك الإصابة، وهو ما سينعكس على عملية الاستثمار بشكل كبير.