سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا بأكثر من 2.6% يوم الأربعاء، وسط تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل اشتداد التوترات التجارية العالمية ومخاوف الركود، بينما ساهم تراجع الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في دعم المعدن النفيس، وفقا لما ورد في وكالة الجارديان.
ارتفع الذهب الفوري بنسبة 2.6% ليصل إلى 3,061.92 دولار للأونصة (حتى الساعة 11:29 بتوقيت غرينتش)، فيما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 3.1% إلى 3,082.10 دولار.
تصاعد الحرب التجارية يدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة
جاء هذا الارتفاع بعد دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ في وقت مبكر من صباح الأربعاء، حيث فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا بلغت 104% على الواردات الصينية. وردت الصين في اليوم نفسه بإعلان زيادة الرسوم على السلع الأمريكية إلى 84%، صعودًا من 34% سابقًا.
وقال جيوفاني ستاونوفو، المحلل في “يو بي إس”، إن “تصاعد المخاوف من حرب تجارية عالمية يؤثر سلبًا على توقعات الاقتصاد الأمريكي، ما يدفع الأسواق لتسعير خفض الفائدة الأمريكية هذا العام، وهو ما يدعم الذهب”.
وأضاف: “نتوقع أن يستمر الذهب في الاتجاه الصعودي ليصل إلى 3,200 دولار للأونصة خلال الأشهر المقبلة”.
الدولار يتراجع والتوقعات تميل إلى خفض الفائدة
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.7%، ما يجعل الذهب المقوّم بالدولار أقل تكلفة للمشترين من خارج الولايات المتحدة.
ومع تزايد التكهنات بشأن تباطؤ اقتصادي محتمل، تشير التقديرات إلى أن نحو 60% من المتعاملين في الأسواق يتوقعون بدء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة اعتبارًا من مايو المقبل. وعادةً ما يكون الذهب، الذي لا يدرّ عائدًا، أكثر جاذبية في بيئة أسعار فائدة منخفضة.
وينتظر المستثمرون في الأسواق صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق اليوم، إلى جانب بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (CPI) المقررة غدًا الخميس.
وقال ستاونوفو: “قد تكون بيانات التضخم أقل أهمية نسبيًا مقارنة بتأثير الرسوم الجمركية المتوقعة على الأسعار خلال الأشهر المقبلة… وفي حال تراجعت مؤشرات الاقتصاد الأمريكي، فإن خفض الفائدة سيظل خيارًا مطروحًا هذا العام”.
أسواق المعادن والمعنويات العالمية
واصلت أسعار الذهب مكاسبها القوية منذ بداية عام 2025، حيث ارتفعت بأكثر من 400 دولار منذ مطلع العام، مسجّلة أعلى مستوى تاريخي بلغ 3,167.57 دولارًا للأونصة في الثالث من أبريل.
كما أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب سجلت أكبر تدفقات فصلية منذ ثلاث سنوات خلال الربع الأول من 2025.
وارتفعت الفضة الفورية بنسبة 2.2% إلى 30.49 دولارًا للأونصة، بينما استقر البلاتين عند 921.31 دولارًا، وصعد البلاديوم بنسبة 0.8% إلى 914.47 دولارًا.
ضغوط على الأسواق المالية العالمية
وفي الأسواق العالمية، تسارعت موجة البيع في بورصة لندن، حيث تراجع مؤشر FTSE 100 بنسبة 3.7%، مع انخفاض أسهم 97 من أصل 100 شركة مدرجة. وكانت شركات الأدوية AstraZeneca وGSK الأكثر خسارة، حيث هبطتا بأكثر من 7%، فيما تراجعت أسهم شركة الطاقة BP بنسبة 6.5%.
أما المفاجأة الإيجابية الوحيدة فكانت من نصيب شركة JD Sports، التي ارتفعت أسهمها بأكثر من 7.7% بعد إعلانها عن توقعات إيجابية للأرباح.
وفي الولايات المتحدة، تشير العقود الآجلة إلى تراجع محتمل في وول ستريت بعد الرد الصيني، حيث يتوقع انخفاض مؤشر S&P 500 بنسبة 1.6%، وناسداك بنسبة 1.3%، وداو جونز الصناعي بنسبة 1.7%.
ارتفاع عوائد السندات الأمريكية
ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.42%، بينما تجاوز العائد على السندات لأجل 30 عامًا حاجز 4.9%. ويُعد ارتفاع العائد مؤشرًا على تراجع أسعار السندات، ما يعكس قلق المستثمرين من استمرار التوترات الاقتصادية.