«اقتحام نظم وآليات الذكاء الاصطناعي في عالم صناعة الأخبار حول العالم» ، تحت هذا العنوان تناول علي سرور، عالم بيانات لبناني، ومؤسس شريك في «داتا أورورا»، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تطوير غرف الأخبار وصحافة البيانات بها، وذلك في جلسة نقاشية اليوم الإثنين، ضمن فعاليات مؤتمر «صحفيي البيانات العرب»، الذي أقيم بالجامعة البريطانية في القاهرة.
وقال «سرور» إن الذكاء الاصطناعي يعتبر مظلة كبيرة، يندرج تحته العديد من التطبيقات والاستخدامات، التي تعتمد على قدرة الآلات على التعلّم وتطوير نفسها، بقدر ما يتوفر لها من بيانات، عن طريق خوارزميات يضعها علماء البيانات.
وأضاف «سرور» أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى وجود بنية تحتية قوية، معتمدًا على أدوات التحليل الرقمي للبيانات، والقدرة على تخزين هذه البيانات، مؤكدًا أن هذه التكنولوجيا تخدم العديد من الفئات والمجالات، مثل المسوقين، ومسئولي المبيعات، والمعاملات البنكية، وكذلك الأنظمة الحكومية.
الذكاء الاصطناعي يطوّر غرف الأخبار
وأكد علي سرور أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ساهمت بشكل دائم ومستمر في تطوير منظومة العمل داخل غرف الأخبار، بداية من دخول الآلات الكاتبة، وحتى إدخال نظم لإنتاج وتحليل المحتوى الخبري بشكل آلي، مشيرًا إلى أن الهدف من دخول هذه النظم لغرف الأخبار هو القيام بالمهام اليومية الروتينية من خلال الخوارزميات، ليتفرغ الصحفي لأداء دوره الحقيقي في التحليل والتعمّق والاستقصاء بشكل أكبر في القصص الخبرية.
وتابع «سرور» أن تطوير غرف الأخبار اعتمادًا على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يحتاج إلى إدخال «التكنولوجيا الذكية» القائمة على الخوارزميات التي تتطور من نفسها بصورة دائمة في صناعة الأخبار، وكذلك استخدام إنترنت الأشياء «Internet Of Things» وهو امتلاك كل الأدوات التي نتعامل بها لقابلية الدخول على الإنترنت وربط بعضها البعض.
وأضاف «سرور» أن كل هذا التطوير يجب أن يبدأ من الاستثمار في الصحفيين أنفسهم قبل الآلات والنظم، مؤكدًا أن بدون صحفي لا يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تعمل، لأنها بحاجة لمن ينظم عملها ويجيد استغلالها، لذا فهي تهدف لتسهيل عمل الصحفي، وليس التقليص من دوره ووظائفه.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار
وتناول المؤسس الشريك في «داتا أورورا»، تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكن للصحف وغرف الأخبار أن تستخدمها، وجاء على رأسها الربط الأوتوماتيكي «Automation» من خلال إعطاء بعض الأوامر الثابتة للمهام اليومية المتكررة داخل غرفة الأخبار، وأتمتة ذلك بحيث تُنفذ دون تدخل مباشر من الصحفي.
وأكد علي سرور أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكنها أن توفر 20% من مجهود الصحفي، وتوجيه ذلك المجهود في خلق محتوى تحليلي أعمق، مثل التطبيقات التي تحوّل التسجيلات الصوتية إلى نصوص، أو تفرغ محتوى الفيديوهات وتحوله إلى نص، وغيرها من التطبيقات التي تسهل على الصحفي القيام بمهامه.
وأضاف «سرور» أن استخدام آليات الذكاء الاصطناعي يمكنها أن تساعد الصحفيين الذين يعملون على قصص صحفية استقصائية، في تحليل كم كبير من البيانات قد يضطرهم لقضاء أيام وربما شهور لتنفيذه، والقيام بذلك في دقائق معدودة، متابعًا أن التأكد من المعلومات وصحة الصور والفيديوهات تعد واحدة من أهم مميزات استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي.
البيانات في كل مكان
واختتم «سرور» حديثه بالتأكيد أن الذكاء الاصطناعي هو مستقبل كل غرف الأخبار حول العالم، حيث تأتي الولايات المتحدة على رأس الدول الأكثر استخدامًا لهذه التكنولوجيا، يليها الدول الأوروبية والصين.
وأضاف «سرور» أنه بحلول السنوات القليلة القادمة، سيكون كل شيء في العالم مرتبط بالإنترنت، لذلك وجه نصيحته للصحفيين بأن البيانات موجودة في كل شيء حولنا، ولكن على الصحفي أن يعلم ويفرق ويميز بين البيانات التي ستفيد قصته، والبيانات غير المهمة.
جاءت الجلسة النقاشية، في اليوم الثالث والأخير من فعاليات مؤتمر شبكة صحفيي البيانات العرب 2019، والذي أقيم بالجامعة البريطانية بالقاهرة السبت الماضي تحت عنوان «صحافة البيانات في غرف الأخبار العربية»، بمشاركة عدد كبير من الصحفيين والأكاديميين العرب، إضافة لعدد من المؤسسات الكبرى، على رأسها مؤسسة «جوجل» العالمية.