«الديجيتال» يستحوذ على 57 % من الإنفاق الإعلانى العالمى لتتجاوز 579 مليار دولار

لأول مرة فى تاريخها بسبب «كورونا»

«الديجيتال» يستحوذ على 57 % من الإنفاق الإعلانى العالمى لتتجاوز 579 مليار دولار
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

6:21 ص, السبت, 8 مايو 21

يرى الخبراء فى العديد من المراكز البحثية العالمية أن الإنفاق على الإعلانات الديجيتال ستقز بحوالى %9 ليصعد إلى %57 من إجمالى الإنفاق على الإعلانات هذا العام لأول مرة فى تاريخها مع انتعاش الاتجاه نحو التجارة الإلكترونية والمواقع الاجتماعية وتدفق الناس على استخدام الإنترنت ارتفاعا من %48 العام الماضى بعد فرض قيود البقاء فى البيت والعمل منه للحد من تفشى العدوى من فيروس كورونا (كوفيد -19).   

«دينتسو اليابانية» تتوقع نموا %5.8 ليتجاوز 579 ملياراً

وتتوقع وكالة دينتسو اليابانية البحثية للإعلانات فى تقرير حديث صدر مؤخرا واعتمد على بيانات من 59 دولة أن إجمالى الإنفاق العالمى على الإعلانات التقليدية مثل التليفزيونية والرقمية أو الديجيتال على الإنترنت سينمو بحوالى %5.8 فى 2021 ليتجاوز 579 مليار دولار مع تعافى العديد من الأسواق المتقدمة والنامية بعد انكماش %8.8 فى عام الوباء بسبب فيروس كورونا.   

وذكرت وكالة “بيزنس إنسايدر” أن سوق الإعلانات على مستوى العالم ظل ينمو بمتوسط %5.4 سنويا على مدار عشر أعوام متتالية منذ الأزمة المالية العالمية حتى ظهر مرض كوفيد -19 الذى أدى لانكماش الإنفاق الإعلانى فى العديد من الدول الكبرى ولاسيما الولايات المتحدة وغرب أوروبا.

ومن المتوقع أن ينتعش إجمالى الإنفاق على الإعلانات خلال العام الجارى بفضل المسابقات التى جرى تأجيلها العام الماضى بسبب انتشار كورونا ومنها بطولة كرة القدم الأوروبية UEFA المقررة أثناء الفترة من 11 يونيو إلى 11 يوليو وأوليمبياد طوكيو فى اليابان من 23 يوليو إلى 8 أغسطس وأوليمبياد المعوقين من 24 أغسطس إلى 5 سبتمبر من هذا العام.

نمو إجمالى الإنفاق العالمى على الإعلانات %13 خلال الربع الحالى

وإذا كان إجمالى الإنفاق العالمى على الإعلانات بلغ نموه حوالى %2 خلال الربع الأول من العام الجارى فإنه من المتوقع أن يقفز إلى %13 خلال الربع الحالى بالمقارنة مع نفس الربعين من 2020 عندما أدى الوباء إلى إغلاقات عديدة فى العديد من الدول المتقدمة والناشئة على حد سواء.

ومع ذلك يتوقع الخبراء أن يظل الإنفاق العالمى على الإعلانات أقل مما كان عليه فى مستوى ما قبل الوباء عندما بلغ 600 مليار دولار فى 2019 ليسجل أعلى مستوى فى تاريخه غير أنه من المتوقع أن يتجاوز هذه القيمة خلال العام القادم ليصل إلى 619 مليار دولار بمعدل نمو %6.9.

ومن الواضح أن هذه التوقعات تعتمد على تطور الوباء العالمى والقيود التى تفرضها الحكومات وسرعة توزيع اللقاحات ومدى نجاح التطعيمات فى مكافحة الفيروس والتى أدت حتى الآن إلى ظهور بوادر على انتعاش الاقتصاد العالمى بقيادة غرب أوروبا التى من المتوقع أن تنمو بحوالى %7.5 هذا العام بالمقارنة مع العام الماضى وأمريكا الشمالية بحوالى %4 والصين %8.2 وهذا يعنى تعافى قطاع الإعلانات الذى يسير جنبا إلى جنب مع النمو الاقتصادى وفقا لبيانات التاريخية.

الولايات المتحدة صاحبة أكبر إنفاق إعلانى

وتتصدر الولايات المتحدة صاحبة أكبر إنفاق على سوق الإعلانات على دول العالم هذا العام أيضا باستحواذها على %38 من إجمالى الإنفاق العالمى على هذه السوق لتتفوق على الأسواق الأربعة الكبرى التالية لها مجتمعة وهى الصين واليابان وبريطانيا وفرنسا وإن كانت الصين الدولة الوحيدة فى هذه المجموعة التى شهددت نموا بحوالى %1.5 فى عام الوباء ومن المتوقع أن يرتفع إنفاقها على الإعلانات إلى مايزيد عن %5.3 هذا العام.

وأشار الخبراء إلى أن أمريكا الشمالية ستشهد أقل نسبة نمو فى الإنفاق الإعلانى هذا العام والذى من المتوقع أن ينمو بحوالى 4 % فى المتوسط وبنسبة 3.8 % فى الولايات المتحدة وأكثر من %7 فى كندا بعد انخفاض 9.6 % العام الماضى.

أما أمريكا اللاتينية فقد شهدت انخفاضا فى الإنفاق الإعلانى بحوالى %18 العام الماضى ولكن من المتوقع ارتفاعه بحوالى 10 % هذا العام  بينما سيبلغ النمو فى غرب أوروبا أكثر من %7.5 وفى وسط وشرق أوروبا حوالى %7.

وشهد الإنفاق على الإعلانات الديجيتال على المواقع المشهورة ومنها جوجل وفيسبوك ويوتيوب وانستجرام وتويتر وسنابشات وتيك توك ارتفاعا بأكثر من %12 بفضل الإعلانات السياسية فى عام الوباء بالمقارنة مع عام 2019 على عكس الإنفاق الإعلانى العالمى بالوسائل التقليدية مثل السينما والتليفزيون والراديو والصحف وغيرها والذى انكمش العام الماضى.  

حصة أكبر 10 شركات بالعالم 78.1 % من إجمالى الإنفاق على الإعلانات   

واستحوذت أكبر 10 شركات فى العالم على %78.1 من إجمالى الإنفاق على الإعلانات خلال العام الماضى بينما بلغت حصة الشركات التالية من المركز 11 إلى 25 حوالى %6.1 فقط فى حين أن الشركات الصغرى أنفقت %25.7 من هذا الإجمالى.   

ورغم أن أمازون الأمريكية تمثل أكبر شركة تجارة إلكترونية فى العالم إلا أن حصتها فى الإنفاق على الإعلانات الديجيتال قفزت إلى %10 فى سوق الإعلانات الرقمية الأمريكية لأول مرة فى عام الوباء بينما تبلغ حصة شركة جوجل أكبر محرك بحثى فى العالم  %28.9 وفيسبوك أكبر موقع للتواصل الاجتماعى فى العالم 25.2 % من سوق الإعلانات الديجيتال فى الولايات المتحدة.  .

ورغم أن الإنفاق على الإعلانات الديجيتال تراجع بحوالى %4.2 خلال الربع الثانى من العام الماضى بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن كورونا بات وباء عالميا إلا أنه استعاد عافيته بسرعة لينمو بأكثر من %11.7 و%28.7 خلال الربعين التاليين على الترتيب من العام الماضى مقارنة بعام 2019.

أكبر إيرادات فى تاريخ الإعلانات الديجيتال

وشهد الربع الأخير من العام الماضى أكبر إيرادات فى تاريخ الإعلانات الديجيتال ويرجع ذلك إلى تزايد الإنفاق على إعلانات المرشحين فى الانتخابات الأمريكية وإلى تدفق أموال الشركات التى كانت توقفت عن الإعلانات خلال النصف الأول من 2020 بسبب كورونا.

ووصلت إيرادات شركات الميديا الاجتماعية  من الإعلانات الديجيتال إلى حوالى 41.5 مليار دولار أو مايعادل أكثر من %30 من إجمالى إيرادات الإعلانات على الإنترنت خلال العام الماضى بينما بلغ نمو الإعلانات على الفيديو الديجيتال حوالى %20.6 مقارنة مع عام 2019 لترتفع حصته فى إيرادات الإعلانات على الإنترنت إلى %18.7 كما زاد الإنفاق على الإعلانات فى البرامج الحوارية على الإنترنت بحوالى %24.9 لتتجاوز 14 مليار دولار.

انتعاش سريع للإعلانات الديجيتال

وأدى الوباء إلى التحول السريع نحو الإعلانات الديجيتال خلال العام الماضى ليزداد الإنفاق على الإعلانات الرقمية فى الولايات المتحدة إلى %55.7 من إجمالى الإنفاق على الإعلانات ليتفوق على المتوسط العالمى البالغ %48 بينما  ارتفع  الإنفاق على الإعلانات الديجيتال فى الصين من %64 فى 2019 إلى %67 فى العام الذى ظهر فيه كورونا.

 وانتعشت أيضا سوق الإعلانات الديجيتال خلال العام الماضى فى دول آسيا الباسيفيكى ومنها هونج كونج بحوالى %9 لتزداد حصتها من الإجمالى إلى %72 وفى سنغافورة بحوالى %14 إلى %40 واليابان بأكثر من %7 إلى %47 وكوريا الجنوبية %11 لتتجاوز حصتها %55 وإندونيسا %5.5 إلى %29.6 وحتى الهند ارتفع فيها الإنفاق الإعلانى الديجيتال بحوالى 7.9 % ليصل إلى ما يقرب من %28  من إجمالى الإنفاق على الإعلانات الديجيتال  غير أته من المتوقع أن يتراجع هذا العام بسبب ارتفاع الإصابات مؤخرا من كوفيد -19 والتى تقترب من 22 مليون حالة لتحتل المركز الثانى على العالم بعد الولايات المتحدة التى تعانى من حوالى 33 مليون إصابة.

انخفاض الإنفاق الإعلانى فى المطبوعات

وانخفض الإنفاق الإعلانى فى المطبوعات الورقية بنسبة كبيرة فى عام الوباء ومنها الصحف بحوالى %27 والمجلات %33 ولكن من المتوقع أن ترتفع فى عام 2022 إلى حوالى %15 وتراجعت الإعلانات فى الشبكات الإذاعية بحوالى %10 كما هبطت الإعلانات التليفزيونية إلى حوالى %28 لتسجل أدنى مستوى فى تاريخها مع اتجاه الناس لمواقع الإنترنت.

وتعرضت الإعلانات فى دور السينما على مستوى العالم لأكبر انخفاض خلال العام الماضى مع هبوط الإنفاق بحوالى %58 بسبب الإغلاقات وعدم قدرة الناس على الخروج والاستمتاع بأفلام التسلية والترفيه خوفا من العدوى ولكن من المتوقع أن يستعيد الإنفاق عافيته فى الإعلانات فى دور السينما لينمو بأكثر من %64.7 بحلول العام المقبل عندما ينحسر الوباء.