شهد الدولار تراجعًا طفيفًا في آخر أيام التداول للعام، إلا أنه استعد لتحقيق مكاسب قوية في 2024 مقابل معظم العملات العالمية. جاء ذلك وسط توقعات بتقليل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لعدد مرات خفض الفائدة، وتوجهات الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفق رويترز.
أسهمت عوائد سندات الخزانة الأميركية المرتفعة في تعزيز قوة الدولار، مما دفع الين الياباني إلى أدنى مستوياته منذ يوليو عند حوالي 158 ين للدولار يوم الاثنين. وعلى الرغم من تراجع الدولار قليلاً أمام الين يوم الثلاثاء إلى 156.65 ين، إلا أن العملة اليابانية تتجه نحو تسجيل انخفاض بنسبة 10% خلال العام، وهو الانخفاض السنوي الرابع على التوالي مقابل الدولار.
مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، انخفض بنسبة 0.12% ليصل إلى 107.92، بعد اقترابه من أعلى مستوى له منذ عامين. ارتفع المؤشر بنسبة 6.6% في 2024 نتيجة تقليص المستثمرين رهاناتهم على خفض كبير للفائدة خلال العام المقبل، بعد أن خفض الاحتياطي الفيدرالي توقعاته لخفض الفائدة في 2025 إلى 50 نقطة أساس بدلاً من 100 نقطة أساس.
من جهة أخرى، أثرت السياسات المرتقبة للإدارة الأميركية الجديدة على السوق. وقال لي هاردمن، كبير محللي العملات في بنك “MUFG”، إن “التوقعات التضخمية المرتبطة بسياسات ترامب، مثل زيادة التعريفات الجمركية وتشديد سياسة الهجرة، تساهم في رفع عوائد السندات الأميركية”.
على الصعيد الأوروبي، انخفض اليورو بنسبة 5.6% مقابل الدولار خلال العام، مع توقعات بأن يكون البنك المركزي الأوروبي أكثر حدة في تخفيضاته للفائدة مقارنة بالاحتياطي الفيدرالي. وعلى الرغم من ارتفاع اليورو بنسبة 0.14% يوم الثلاثاء ليصل إلى 1.0421 دولار، إلا أنه لا يزال قريبًا من أدنى مستوياته منذ عامين عند 1.03315 دولار.
الين الياباني، الذي شهد عامًا مضطربًا، اخترق أدنى مستوياته منذ عقود في أبريل ويوليو، مما دفع السلطات اليابانية إلى التدخل. عاد الين لاحقًا ليصل إلى 139.58 في سبتمبر، قبل أن يتراجع مجددًا إلى حوالي 157 ين للدولار.
بنك اليابان أبقى أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير، حيث أشار المحافظ كازو أويدا إلى الحاجة لمزيد من البيانات حول الأجور وانتظار وضوح سياسات ترامب. توقع استطلاع أجرته “رويترز” أن يرفع بنك اليابان الفائدة بحلول نهاية مارس، لكن الأسواق تراهن على احتمالية ضعيفة تبلغ 40% لرفع الفائدة في يناير.
الجنيه الإسترليني ظل شبه مستقر عند 1.2555 دولار، محققًا انخفاضًا بنسبة 1% في 2024، وهو الأداء الأقوى بين العملات الرئيسية مقابل الدولار. أما الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، فقد بقيا قريبين من أدنى مستوياتهما في عامين. تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 8.7%، مسجلاً أسوأ أداء سنوي منذ 2018، بينما انخفض النيوزيلندي بنسبة 11%، وهو الأداء الأضعف منذ 2015.
في سوق العملات الرقمية، ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 2% ليصل إلى 93,848 دولارًا، بعد أن كان قد بلغ ذروته عند 108,379.28 دولارًا في 17 ديسمبر. وعلى الرغم من ذلك، فإن العملة الرقمية الأبرز سجلت ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 120% خلال العام.