الدراما المثيرة للجدل تخطف أنظار الجمهور

شهدت العديد من الأعمال الدرامية انتقادات واسعة وصلت إلى حد الملاحقة القضائية، ومثال على ذلك مقاضاة مسلسل «صديق العمر» من قبل المحامى الدكتور سمير صبرى، الذى طالب بوقف عرضه، باعتبار أنه عمل سيئ لا يحاكى الواقع، كما تم أيضًا مقاضاة مسلسل «امبراطورية مين» من قبل الملحن عمرو مصطفى، باعتبار أنه يسىء لمصر.

الدراما المثيرة للجدل تخطف أنظار الجمهور
جريدة المال

المال - خاص

1:04 م, الثلاثاء, 22 يوليو 14

إيمان حشيش:

شهدت العديد من الأعمال الدرامية انتقادات واسعة وصلت إلى حد الملاحقة القضائية، ومثال على ذلك مقاضاة مسلسل «صديق العمر» من قبل المحامى الدكتور سمير صبرى، الذى طالب بوقف عرضه، باعتبار أنه عمل سيئ لا يحاكى الواقع، كما تم أيضًا مقاضاة مسلسل «امبراطورية مين» من قبل الملحن عمرو مصطفى، باعتبار أنه يسىء لمصر.

وطالت الانتقادات مسلسل سراى عابدين بدعوى عدم مطابقته للتاريخ الحقيقى لهذه الحقبة واحتوائه على العديد من الأخطاء التاريخية والفنية، فضلاً عن اعتباره نسخة مقلدة لمسلسل حريم السلطان، فى حين أطلق البعض حملات مضادة لمقاطعة بعض الأعمال مثل مسلسل ابن حلال، فيما انتقد الكثير الترف الشديد الواضح فى أغلب الأعمال الدرامية، الأمر الذى اعتبره شريحة عريضة من المواطنين مستفزًا، فى ظل تردى الوضع الاقتصادى.

وتثير مجموعة الانتقادات والمواقف الرافضة للأعمال الدرامية هذا العام العديد من التساؤلات حول مدى تأثير هذه الانتقادات والحملات والقضايا على حجم الإقبال الجماهيرى والإعلانى لها.

وأكد خبراء التسويق أن مقاضاة بعض الأعمال الدرامية زادت من حجم الإقبال الجماهيرى عليها، وحققت لها شهرة على عكس المتوقع من هذه القضايا، ويرى الخبراء أن حجم الإقبال الإعلانى على الأعمال لا يرتبط بما يقال عن العمل أو الحملات المشوهة له أكثر من ارتباطه بحجم الإقبال الجماهيرى، لذلك فإن أغلب الأعمال التى واجهت نقدًا أو حملات مضادة لم تتأثر بنسبة كبيرة واقتصر تأثيرها على نسبة بسيطة من الطبقات المثقفة فقط، مشيرين إلى أن أغلب الجماهير لا يهمها مدى مصداقية العمل ومحاكاته للتاريخ أكثر من اهتمامهم بالحبكة الدرامية، وقوة الإنتاج لذلك لم يتأثر كل من مسلسل سراى عابدين وصديق العمر باتهام البعض لهما بأنهما لا يصوران التاريخ.

من جانبها قالت الدكتورة داليا عبدالله، أستاذة العلاقات العامة والإعلان بإعلام القاهرة، إن الإقبال الجماهيرى على أى عمل درامى لا يتأثر بالانتقادات المضادة له، بل يتوقف على التقييم الشخصى فكل فرد يتابع العمل، وبناء عليه يقرر إذا كان سيستمر فى متابعته أم لا دون أى اهتمام بما يقال عنه.

وانتقدت أستاذة الإعلان عدم دقة بعض الأعمال من حيث تناولها الأحداث التاريخية قائلة: يجب توفير قسم مراجعة تاريخية لتحديد مدى دقة الأحداث، مشيرة إلى أن الأعمال التى ترصد بعض الأحداث التاريخية تمت بشكل سريع لكى تعرض فى رمضان دون الاهتمام بمدى دقة مشاهدها.

وانتقدت أستاذة الإعلان البزخ الواضح فى معظم أعمال هذا العام، فى الوقت الذى يعانى فيه المصريون من أزمة اقتصادية.

وترى داليا عبدالله، أن تزايد حجم الإقبال الإعلانى أدى إلى توزيع الإعلانات على مختلف الأعمال، وبالتالى لم يتأثر معظمها بالانتقادات وحملات المقاطعة.

وقال وليد حسين، مدير مبيعات شركة إيجيبت لينكس لإعلانات المحمول، إن %80 من جمهور الدراما يتابعون الأعمال دون أى اهتمام بالنقد الموجه لها، مشيرًا إلى أن الحملات المضادة والاتهامات التى وجهت نحو بعض الأعمال اقتصر تأثيرها على عدد محدود من الفئات المثقفة التى تهتم بآراء النقاد تجاه العمل وهى نسبة لا تتعدى الـ%20 من المتابعين.

ويرى حسين، أن عدم الدقة فى عرض الأحداث التاريخية لم يؤثر على جماهيرية سراى عابدين، بالرغم من انتقاد الكثير له بأنه نسخة مقلدة من مسلسل حريم السلطان، حتى فى الموسيقى التصويرية.

وأضاف حسين: أحيانًا ما تتحول القضايا المرفوعة ضد أى عمل إلى وسيلة دعاية له وتحقق له شهرة عالية.

وقال إن المعلن لا يهتم بالانتقادات والاتهامات الموجهة ضد أى عمل، ولكن يهتم بمدى حجم الإقبال الجماهيرى على العمل.

واتفق رامى الدسوقى، المبدع بوكالة «Totem » للدعاية والإعلان مع الرأى الذى يرى أن الجمهور هو الذى يوجه المعلن نحو العمل وليس الانتقادات والحملات المضادة نحوه، مشيرًا إلى أن الانتقادات أحيانًا تؤثر بالإيجاب على العمل وتزيد من جماهيريته وتدفع الجمهور لمتابعته للتأكد من صحة الانتقادات له من عدمه، فإذا كانت الانتقادات حقيقية تحدث تأثيرًا سلبيًا.

وأشار الدسوقى إلى أن الجمهور لا يهتم بدقة الأحداث التاريخية فى المسلسل، وخير دليل على ذلك نجاح فيلم وإسلاماه، بالرغم من أن معظم أحداثه كانت من وحى خيال المؤلف، لذلك حقق مسلسل سراى عابدين هذا العام إقبالاً جماهيريًا وإعلانيًا دون أى اهتمام بالنقد الموجه نحوه، فالجمهور يهتم بقوة العمل الفنى والحبكة الدرامية نفسها. 

جريدة المال

المال - خاص

1:04 م, الثلاثاء, 22 يوليو 14