استأنفت الخطوط الملاحية العالمية رحلاتها إلى ميناء بيروت بعد توقف دام أسبوعين بسبب التفجيرات التى شهدها مؤخرا وسط توقعات بانتعاش الطلب على المنتجات المحلية المصرية لاستغلالها فى إعادة الإعمار.
وأكدت شركات التوكيلات الملاحية المترددة على ميناء بيروت برحلات منتظمة وخدمات أسبوعية إرتفاع نوالين الشحن مؤخرا بعد كارثة التفجيرات بسبب رسوم أخطار الحرب التى فرضتها شركات التأمين على السفن.
شركات التأمين البحري ترفع نوالين الشحن لموانئ لبنان بنسبة 15%
وقال أشرف خليل رئيس مجلس إدارة شركة إفجى مصر للتوكيلات الملاحية، وكيل الخط الملاحى نبتون _أحد الخطوط المترددة على ميناء بيروت أن شركات التأمين فرضت على الوكلاء الملاحيين رسوم أخطار حرب بعد تعرض الميناء لحادث التفجيرات الأخير، وهو مايؤدى إلى رفع تكاليف الرحلة بنسبة %15 ويؤثر على أسعار وحجم البضائع الواردة للبنان من الوقود والمواد الغذائية.
ولفت إلى أن معظم الخطوط الملاحية كانت تقوم برحلات غير منتظمة للبنان مؤخرا نظرا لتوقف عجلة الإنتاج وتدهور أحوالها الإقتصادية بإستثناء نقل شحنات المواد الغذائية والوقود.
وأكد خليل أن الموانى المصرية تعاملت مع الحاويات المهمل بحرفية شديدة بعد صدور قرار وزير المالية بالتصرف فيها واعدامها تحت إشراف القوات المسلحة.
وطالب بإعادة النظر فى تحميل التوكيل الملاحى تكاليف الاعدام حيث انها تصل الى 40 ألف جنية وهناك بعض الخطوط الملاحية لديها عشرات من الحاويات التى تهرب أصحابها من استلامها لإحتوائها على مهربات بالرغم من وجود بيانات ببوليصة الشحن.
وقال هانى عبد الرشيد وكيل خط الطاروس الإيطالى إن الخط لدية رحلات منتظمة من الأسكندرية للبنان، ورغم إستئناف مرفأ بيروت إستقبال السفن إلا أن هناك شكوكاً لدى الخطوط الملاحية من إمكانية استيعاب الميناء لحجم الحاويات الواردة والسفن المترددة.
وأكد أن تلك الأوضاع من شأنها التأثير على خدمات الخط لبيروت مؤقتا وكذلك حجم المنقول من السلع الهامة للشعب اللبنانى.
عبد الرشيد يتوقع انتعاشة مرتقبة للمنقول لبيروت
وتوقع عبد الرشيد انتعاشة مرتقبة للمنقول لبيروت لإعادة إعمار تداعيات التفجيرات وارتفاع حجم الحاويات المنقولة على متن السفن من الزجاج والسراميك.
ولفت إلى أن الخطوط تدرس حاليا سبل تفريغ الحاويات بطريقة أمنة اذا استقبلتها أرصفة ميناء بيروت أو فى حال تحويلها لموانى أخرى.
وطالب وكيل خط الطاروس هيئة ميناء الأسكندرية بمراجعة أساليب تخزين المواد الخطرة بعد إصدارها منشور يلزم التوكيلات بتخزين البضائع الخطرة داخل الميناء.
كما طالب هيئة الميناء بالسماح للتوكيلات بتخزين الحاويات الخطرة خارج الميناء حتى لا يتعرض ميناء الاسكندرية للخطر.
وقال إنة رغم إعتراض الشركات على التخزين داخل الميناء إلا أن الهيئة أصرت على تطبيق المنشور خاصة فى الحاويات المشتركة وهو ما ينذر بكارثة.
وقال أحمد طارق مدير العمليات بشركة أوشن نتورك إكسبريس إن شركات التوكيلات الملاحية تلقت تعليمات من مكاتبها الرئيسية بتوقيف الشحن لبيروت بإستثناء السفن التى أبحرت بالفعل قبل حدوث الإنفجار ويجرى حاليا التنسيق مع مكاتب الخطوط وسلطات الموانى لتحويلها لميناء طرابلس أو موانى مجاورة بالرغم من إستئناف حركة تشغيل ميناء بيروت جزئيا.
سلطان: تدمير ميناء بيروت سيتسبب فى تكدس الموانى المصرية بالحاويات الترانزيت
وقال محمد سلطان مدير العمليات بالخط الملاحى اليابانى ( وان ) بدمياط إن تدمير ميناء بيروت سيتسبب فى تكدس الموانى المصرية بالحاويات الترانزيت التى تكون بيروت وجهتها الرئيسية.
وشدد على إيجاد حلول سريعة لاستقبال الواردات من البضائع المصدرة من مصر للبنان أو التى تتخذ من الموانى المصرية موانى ترانزيت وأن يتم ذلك بالتسيق مع العملاء وإدارات الخطوط وسلطات الإدارة بالموانى البديله.
ويتوقع مدحت القاضى رئيس شعبة خدمات النقل الدولى بغرفة تجارة الاسكندرية ارتفاع نوالين الشحن للموانى البديلة لبيروت التى ستستقبل مؤقتا الشحنات والبضائع المصدرة لللبنان نظرا للتكدس الذى يحدثة هذا التحول الإضطراراى إليها وزيادة معدلات إنتظار السفن.
وأوضح أن ميناء بيروت يعد ترانزيت للعديد من الدول ومنها سوريا والأردن وبعض دول الخليج والعراق ومنفذاً رئيسياً للبضائع الواردة للبنان ومورداً رئيسياً للخزانة العامة، كما يوجد بلبنان لاجئون سوريون تصلهم مواد إغاثة وإعاشة عن طريق ميناء بيروت.
وقال القاضى إن الحل فى ضمان تدفق السلع لبيروت يكمن فى التعامل مع موانى بديلة ومنها ميناء طرابلس الذى يقع شمال بيروت على بعد 51 كيلو متر أو ميناء طرطوس بسوريا الذى يقع على بعد 140 كيلو متراً خاصة أن نسبة ليست قليلة من المستوردين اللبنانين لديهم مكاتب ملاحة بسوريا.
ميناء قبرص البديل الثالث أمام لبنان لضمان تدفق البضائع
فيما يعد ميناء قبرص البديل الثالث أمام لبنان لضمان تدفق البضائع وامدادات الوقود خاصة وأن محطات الكهرباء تعتمد فى إإنتاج طاقتها على الوقود المستورد.
وقال اللواء عبد القادر جاب الله رئيس غرفة ملاحة السويس والبحر الأحمر أن الحكومة المصرية إتخذت خطوات إستباقية للتخلص من الحاويات الرواكد والمهمل بالموانئ المصرية خلال الفترة الماضية.
واقترح جاب الله فرض مبلغ تأمينى على كل طن بحيث إذا حصلت مشكلة بالشحنة فإن مبلغ التأمين يغطى تكاليف الإعدام منعا للتأخير فى التصرف فيها وهو ما يؤدى إلى النتيجة التى وصل إليها ميناء بيروت.
وشدد على ضرورة تحديد مدة للسماح بتواجد المواد الخطرة داخل الموانئ بحيث تقوم السلطة المختصة بنقلها فورا خارج الميناء لمنطقة جمركية أو الايداعات الخاصة خارج الكتلة السكنية طبقا لطبيعة ونوع المادة المشحونة.
وطالب جاب الله بإقرار عقوبات رادعة للسلطات المتقاعسة عن تنفيذ قرارات التصرف فى الحاويات الخطرة .
قال إن انفجار مرفأ بيروت رسالة للعاملين بالموانى المصرية للالتزام بقواعد التخلص من الحاويات والنفايات الخطرة والمهملة طبقا للأليات التى حددتها الدولة والضرب بيد من حديد على أى محاولات لعرقلة التخلص من هذة المواد الخطرة بموانينا خاصة وأن أكثرها يقع داخل المدن مثل الإسكندرية وبورسعيد والدخيلة.
يذكر أن حجم التبادل التجارى بين مصر ولبنان بلغ عام 2018 نحو 643 مليون دولار وبلغ حجم الصادرات المصرية 527 مليون دولار، أهمها الألات والأجهزة المنزلية والمنتجات الزراعية والاسمنت والصلب فى حين بلغت قيمة واردات مصر من لينان 116 مليون دولار.