شهدت التجارة الدولية تراجعا بلغت نسبته ما بين 13 و 32% خلال الربع الأول من العام الحالى مع تفشى وفقا لتقرير منظمة التجارة العالمية
وأضاف أن شركات شحن الحاويات تقوم بإلغاء عمليات الإبحار ودمج الطرق لخفض الخسائر، حيث إنه تمت إزالة 29 إلى 34% من سعة سفن الحاويات العاملة بين موانئ آسيا وأوروبا.
ويذكرأن الخط الملاحي الكوري هيونداي ميرشانت مارين (إتش إم إم ) ألغى 32 رحلة بحرية مقررة خلال شهر أبريل الماضي، بسبب الانخفاض الحاد في الطلب على شحن الحاويات بين أسيا وأوروبا وأمريكا .
ومن ناحيته ، قال أسامة عدلى، المدير التجارى لشركة وكالة الخليج للتوكيلات الملاحية إن حركة الشحن شهدت تراجعا بنسبه تتراوح ما بين 20 الي 25% بسبب غلق المصانع وتوقف الانتاج في الصين وأوروبا، متوقعا رجوع الامور تدريجيا في يوينو المقبل.
وفي السياق نفسه حذر تقرير منظمة التجارة العالمية من أن تقديرات الانتعاش المتوقع في عام 2021 غير مؤكدة وتعتمد علي مدة التفشي وباء كورونا وفعالية التعامل معه .
وأفادت تقارير ملاحية أن تقليل الرحلات البحرية انعكس علي تقليل تكاليف التشغيل والحفاظ على أسعار الشحن من الهبوط ، لكنها ستظل تضر بالإيرادات الإجمالية.
وأكدت أن الانخفاض في التجارة وشحن أثر سلبا على موانئ آسيا حيث تراجع تداول الحاويات في ميناء “أي ميناء كواي تسينج” بهونج كونج بنسبة 11 % .
وقالت شركة تحليلات الشحن Alphaliner إن 338 سفينة حاويات ، تمثل 9.1 %من الأسطول العالمي أوقفت نحو 2.12 مليون وحدة عشرين قدم مكافئة لقله الطلب فى ظل توقعات تعطيل أكثر من 3 ملايين حاوية مكافئة فى مايو الحالى بسبب الموجة الثانية من الإلغاءات، “على عكس الأولى ، التى ركزت بشكل أساسي على الصين ، فإن الموجة الحالية من الرحلات البحرية الملغاة ستؤثر على الجميع .
وتوقعت أن تنخفض القدرة بنسبة 20 إلى 25% في حركة سفن الحاويات العاملة علي طريق الشرق الأقصى-طريق أوروبا / البحر المتوسط ، بجانب تراجع أخر يصل من 17 إلى 20% على طريق الشرق الأقصى إلى الولايات المتحدة في الربع الثاني من هذا العام ، مع أرتفاع عدد الرحلات البحرية الملغاة بنسبة 288٪ في أبريل 2020 مقارنة بشهر أبريل 2019.
وأفاد التقرير أن أسعار الشحن لشهر أبريل ارتفعت بالفعل بنسبة 12% مقارنة بشهر أبريل 2019
ومن ناحيته ، قال الدكتور محمد كامل ، خبير في شئون النقل الدولى إن الطلب علي النقل البحري علي وجه الخصوص هو طلب مشتق من الطلب على التجارة الخارجية ، ونتيجة المتغيرات الحالية انخفضت مخرجات المنتجات تامة الصنع وبالتالي حدثت إلغاءات أو تباطؤ فى الطلب على بعض النوعيات من المواد الخام ومستلزمات الإنتاج فتأثرت التجارة العالمية .
وتوقع “كامل” أن هناك موجة ثانية ستكون أكثر عنفاً خلال النصف الثاني من العام الحالي ، وبالتالي توجهت العديد من الخطوط الملاحية خاصة التي تتردد علي موانئ الشرق الأقصي في الصين و هونج كونج اليابان والخليج العربي علي ضغط جداولها وإلغاء العديد من رحلاتها.
وتابع : يستمر ذلك المعدل فى التزايد طوال عام 2020 نتيجة تخوفات الخطوط الملاحية العالمية من عدم تغطية النوالين المحققة لعدم توافر العدد الكافى من الحاويات للنقل فى تلك المناطق .
وقال إنه كان من المفترض على أثر انهيار أسعار البترول أن تستغل شركات النقل البحري هذا الوضع في تحسين تكاليف تشغيلها ، لكن الجائحة أوقفت موانئ عالمية فى آسيا وأوروبا وأمريكا تماما واستمرارية تلك الأوضاع لفترات غير معلومة للقضاء على أى نتيجة إيجابية كان من الممكن أن تحققها الخطوط الملاحية من انخفاض أسعار البترول .
وأوضح الباحث فى شئون النقل الدولي أن أقصى رد فعل يمكن توقعه من الخطوط الملاحية في الفترة المقبلة هي محاولتها الحفاظ علي معدلات النوالين عند حدود معينة فى ظل توقعات أن تمنح تلك الخطوط علاوات سرية للمناطق التي توجد بها أعداد منقولة من الحاويات.
ويري أن الفترة المقبلة ستشهد إعادة هيكلة لخريطة الموانئ المحورية العالمية خاصة في منطقة البحر المتوسط ، وهذه فرصة رائعة للدول التي لديها رؤية مستقبلية وبنية أساسية جيدة للمنافسة في النظام الاقتصادي العالمي الجديد الذي سيفرض نفسه خلال فترة لن تزيد على 5 سنوات.