تراجعت أسعار النفط الخام الأمريكي أكثر من 4% يوم الاثنين بعد أن خفضت السعودية أسعارها، مما أثار تجدد المخاوف من فائض المعروض في السوق في نفس الوقت الذي يضعف فيه الطلب، بحسب قناة سي إن بي سي.
خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر فبراير 3.42 دولارًا، أو 4.63٪، ليتم تداولها عند 70.39 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:29 مساءا بتوقيت جرينتش.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر مارس 2.96 دولار، أو 3.76%، إلى 75.80 دولار للبرميل.
وتأتي عمليات البيع بعد أن خفضت شركة أرامكو السعودية يوم الأحد بشكل حاد سعر الخام العربي الخفيف للعملاء الآسيويين بمقدار 2 دولار للبرميل.
تراجع الخام الأمريكي
ويأتي خفض الأسعار السعودي وسط ضعف مستمر في السوق يرجع في جزء كبير منه إلى إنتاج قياسي من الخام الأمريكي وتراجع الطلب في الصين. وتقوم أوبك وحلفاؤها بخفض إنتاجهم بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا هذا الربع في محاولة لتحقيق التوازن في السوق.
وكتب فيل فلين من مجموعة برايس فيوتشرز يوم الاثنين :”في حين أنه من الممكن أن يكون تخفيض الأسعار للحفاظ على حصتها في السوق في مواجهة تخفيضات الإنتاج، فإن السوق يعتبر ذلك علامة واضحة على تباطؤ الاقتصاد.
وتابع: “ربما لا يكون الهبوط سلسا للغاية”.
أنهى الخام الأمريكي وخام برنت، المؤشر العالمي، الأسبوع الأول من عام 2024 على ارتفاع يزيد عن 2٪ بسبب التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، لكن مخاوف العرض والطلب طغت باستمرار على المخاطر الجيوسياسية في السوق.
وكتب فلين: “يبدو أن السوق تشعر أن المخاطر الجيوسياسية لن تؤثر على العرض، وإذا حدث ذلك، فإن الطلب ضعيف لذا لن يكون الأمر مهما”.
وأجبرت الهجمات المتكررة التي شنها المسلحون الحوثيون، المتحالفون مع إيران، على السفن التجارية في البحر الأحمر، شركة الشحن العملاقة ميرسك على تجنب الممر المائي الحيوي في المستقبل المنظور. ويتدهور الوضع أيضاً في لبنان، حيث قُتل أحد قادة حزب الله يوم الاثنين في غارة جوية إسرائيلية على ما يبدو.
مخاوف اندلاع حرب إقليمية
ويقول محللون إن حرباً إقليمية تجرها إيران يمكن أن تؤدي إلى اضطراب في مضيق هرمز، وهو ما سيكون له تأثير مادي على السوق. لكن حتى الآن لم تؤد التوترات المتزايدة في المنطقة إلى مشكلة في إمدادات الخام.
ويقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولة دبلوماسية في المنطقة في محاولة لخفض التوترات.
وعلى الرغم من ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، إلا أن سوق النفط العالمية لا تزال تتمتع بإمدادات جيدة. وضخت الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 13.2 مليون برميل يوميا من النفط الخام في الأسبوع الأخير من عام 2023، وارتفعت مخزوناتها من البنزين ونواتج التقطير بأكثر من 10 ملايين برميل.
كما ارتفعت صادرات النفط الخام الأمريكية بأكثر من مليون برميل يوميا إلى 5.2 مليون برميل يوميا في نفس الفترة. وقال بوب ياوجر، استراتيجي العقود الآجلة للطاقة في ميزوهو، إن المملكة العربية السعودية تخفض الأسعار لمنع العملاء من شراء الخام الأمريكي وكذلك لخفض أسعار النفط الإيراني والروسي الرخيص.
وقال يوجر عن الرياض: “من الواضح أنهم يضغطون على زر الذعر قليلاً”. وأضاف أن السؤال هو ماذا سيحدث إذا لم تنجح الاستراتيجية السعودية.
وقال ياوجر: “إننا نقترب أكثر فأكثر من وضع عام 2020 هنا حيث يحاولون استعادة حصتهم في السوق عن طريق خفض كل شيء إلى الحد الأدنى وإثارة حرب أسعار”.