«الخارجية»: زيارة بوتن استراتيجية لدعم العلاقات الثنائية

يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارته المرتقبة للقاهرة بعد غد الاثنين على رأس وفد دبلوماسى رفيع المستوى، سياسى واقتصادى، فى زيارة تستمر لمدة يومين الـ 9 و10 من فبراير لمناقشة دعم العلاقات الثنائية المشتركة فى جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية ومناقشة  الأوضاع السياسية فى سوريا وليبيا .

«الخارجية»: زيارة بوتن استراتيجية لدعم العلاقات الثنائية
جريدة المال

المال - خاص

2:47 م, السبت, 7 فبراير 15

سمر السيد:

يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارته المرتقبة للقاهرة بعد غد الاثنين على رأس وفد دبلوماسى رفيع المستوى، سياسى واقتصادى، فى زيارة تستمر لمدة يومين الـ 9 و10 من فبراير لمناقشة دعم العلاقات الثنائية المشتركة فى جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية ومناقشة  الأوضاع السياسية فى سوريا وليبيا .
 
وقالت مصادر رسمية بوزارة الخارجية إن زيارة بوتين لمصر تمثل لروسيا استراتيجية على اعتبار أنها مركز صناعة القرار فى منطقة الشرق الأوسط والبقعة الجيوستراتيجية الأساسية في المنطقة، مؤكدة ان روسيا ترفض كافة مساعي الدول الاخرى لنقل مركز الثقل التقليدي للمنطقة إلى الأطراف الأخرى بجانب أهمية ضم مصر لمتابعة قضايا مثل سوريا وغزة.
 
وايدت روسيا مصر بعد 30 يونيو وما تلاها من تطورات بما في ذلك كافة محطات خارطة الطريق، كما أكد الرئيس “بوتين” في مناسبات عديدة احترامه الشديد للرئيس عبد الفتاح السيسي ودوره التاريخي في مصر.
 
وقد زار وزيري الخارجية والدفاع الروسيين مصر 14 نوفمبر 2013، تلاها زيارة وزيري الخارجية والدفاع المصريين إلى روسيا يومي 12 و13 فبراير 2014، وتم عقد المباحثات السياسية بصيغة “2+2”.
 
وقام الرئيس السيسى بزيارة إلى منتجع “سوتشي” فى 12 أغسطس 2014 ليؤكد وفقا لقول المصدر على العلاقة الإستراتيجية بين البلدين، حيث عكست حرص البلدين على تبادل الدعم السياسي على المستوى الإقليمي والدولي في ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسي وتهديد الأمن القومي لكليهما وتشاركهما في رؤيه موحده في مواجهة الارهاب.
 
 وتحقيق مصلحة مشتركة في دعم النمو الإقتصادى في البلدين والفرص الاقتصادية التكاملية المتوافرة في العلاقة بين البلدين، والتي من شأنها خدمة الأمن القومي بتعزيز قوة الدولة من خلال تقوية وضعها الاقتصادى وقوة مصالحها الاقتصادية مع الأطراف الخارجية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون العسكري الأمني في ضوء اتفاق رؤى الطرفين حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية واشتراكهما في مواجهة تحديات مشتركة، وفى ضوء سعى مصر إلى تحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية.
 
ومن المقرر أن تناقش الزيارة عدد من الموضوعات أهمها زيادة التجارة والاستثمار وموضوعات سياسية داخلية إقليمية تتعلق بدول الجوار مثل ليبيا وسوريا  وسبل التعاون  لمواجهة الارهاب .
 
وقالت مصادر بالخارجية المصرية إن روسيا أولت اهتماماً خاصاً لزيارة “السيسى” تجلى في استقباله بمظاهر مراسمية ذات دلالة على المكانة الإستراتيجية للعلاقات التي تعقدها مع مصر. وقد تناولت القمة التي جمعت الرئيسين المصري والروسي الأوضاع الإقليمية والدولية، والتأكيد على دعم روسيا لمصر في حربها ضد الإرهاب، وعلى توافق الآراء المصرية الروسية في القضايا الإقليمية، وعلى تعزيز التعاون العسكري بين الطرفين.
 
 كما تناولت تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث تم الإتفاق على زيادة روسيا لحجم صادراتها من الحبوب إلى مصر بأكثر من 60% وأن ترفع مصر حجم صادراتها الزراعية إلى روسيا بنسبة 30%، بينما تم تناول العلاقات الاقتصادية والتجارية حيث تم الاتفاق على إقامة المنطقة الصناعية الروسية فى مصر فى محور تطوير قناة السويس ودفع جهود إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسى، والتأكيد على أهمية السياحة الروسية إلى مصر وعمل البلدين على تشجيعها.
 
وعكست المباحثات السياسية بين البلدين وجود تقاطع واضح بين أولويات الأمن القومي المصري وبين اهتمامات ومصالح الجانب الروسي في المنطقة، بما أسهم في إيجاد مساحة كبيرة مشتركة تلاقت فيها الرؤى حيال عدد من الملفات الإقليمية والدولية كالأزمة السورية وضرورة التوصل إلى حل سياسي لها، ومكافحة الإرهاب وارتباط الظاهرة باستمرار بؤر التوتر بالشرق الأوسط، وخطر تحول تلك البؤر إلى مصدر للإرهاب العابر للحدود، والقضية الفلسطينية وضرورة التوصل لتسوية شاملة وعادلة لها، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل.
 
ووصل حجم التبادل التجاري خلال عام 2013 إلى قرابة 3 مليارات دولار، مثلت الصادرات المصرية منها 441 مليون دولار فقط والواردات 2.503 مليار دولار. وقد شهدت الصادرات المصرية إلى روسيا ارتفاعاً بلغت نسبته نحو 29% مقارنة بعام 2012 بسبب الارتفاع في تصدير الفواكه والخضروات.. وتمثل المنتجات الزراعية نحو 70% من حجم التجارة بين مصر وروسيا.
 
 وتمثل الموالح والبطاطس نحو 75% من هيكل الصادرات المصرية إلى روسيا، في حين تمثل الحبوب (ولاسيما القمح) والأخشاب نحو 65% من هيكل الواردات المصرية من روسيا.. وقد بلغت الصادرات المصرية لروسيا من البطاطس خلال الموسم الماضي قرابة 330 ألف طن، وهو ما تقدره سلطات الحجر الزراعي بقرابة المليار جنيه. 
 
ويبلغ عدد المشروعات التي تم إنشاؤها باستثمارات روسية في مصر 363 مشروعاً بإجمالي رأسمال مستثمر يقدر بحوالي 148.74 مليون دولار، وتركزت أغلب هذه المشروعات على قطاع السياحة والخدمات (143 مشروعاً)، تلاها قطاع الإنشاءات (38 مشروعاً)، فقطاع الصناعة (27مشروعاً) ثم قطاع الزراعة (13 مشروعاً) وأخيراً قطاع الاتصالات (5 مشروعات) والقطاع التمويلي (3 مشروعات)، في حين تبلغ الاستثمارات المصرية في روسيا 450 مليون دولار أغلبها استثمارات في مجال صناعة الطائرات وبعض الاستثمارات العقارية.
 
جدير بالذكر أن الدورة التاسعة لأعمال اللجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني كانت قد تناولت مجمل العلاقات الاقتصادية والفنية بين البلدين، وقد انعقدت على مستوى الوزراء في موسكو في 26 مارس 2014، وترأس الجانب المصري منير فخرى عبد النور، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار، بينما ترأس الجانب الروسي “نيكولاى فيودروف”، وزير الزراعة، وقد تضمن البروتوكول الختامي الاتفاق على عدد من الموضوعات أهمها:
 
استئناف المفاوضات حول اتفاق التجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركي الأورواسيوى (روسيا، بيلاروس، كازاخستان، أرمينيا) وهى منطقة اقتصادية واعدة، إقامة منطقة صناعية في مصر متخصصة في إنتاج الآلات والمعدات الزراعية، وقد قام الجانب المصري بتحديد مكان إقامة المنطقة الصناعية الروسية في مصر في منطقة شمال عتاقة و مساهمة روسيا في تطوير وتحديث المصانع المنشأة إبان فترة الإتحاد السوفيتي مثل مصنع الحديد والصلب بحلوان وشركة النصر للسيارات ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى.
 
كما تم الحديث عن التواصل مستمر بين الدولتين في مجال انتاج الطاقة من المصادر المختلفة، وتسهيل مشاركة شركات البترول الروسية في عمليات الاستكشاف والتنقيب عن البترول والغاز في مصر، وترحيب الجانب الروسي ببحث إمكانية توريد الغاز المسال إلى مصر من خلال شركة “جازبروم Gazprom”.
 
وعقد الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصري الروسي بموسكو في فبراير 2008 بمشاركة أكثر من 47 من رؤساء الشركات المصرية والروسية أعضاء المجلس (بتشكل من 56 عضواً نصفهم من الجانب الروسي والنصف الآخر من الجانب المصري).. وأكد الجانب الروسي في المجلس مؤخراً اهتمام رجال الأعمال الروس بالاستثمار في مجالات تصدير واستيراد الأدوية والحبوب والمواد الغذائية، كما أعرب عن اهتمامهم بمشروع المركز اللوجستى لتخزين الحبوب والغلال في دمياط وتطلعها لتنفيذه.
 
وأعرب عن اهتمام العديد من الجهات الروسية بخطة الحكومة المصرية لتوليد الكهرباء من الفحم وأن عدد من المصدرين الروس يتطلعون إلى توجيه صادراتهم من الفحم لمصر حال بدء العمل بذلك، كما أن جهات أخرى على استعداد للتعاون مع مصر فى تقنيات توليد الكهرباء من الفحم والطاقة الشمسية.
 
وتحتل السياحة الواردة من روسيا في المرتبة الأولى بالنسبة للسياحة الوافدة إلى مصر على مدى الأعوام الخمسة الماضية، وتشير آخر الإحصائيات إلى أن حجم السياحة الروسية لمصر خلال عام 2013 قد بلغ 2,4 مليون سائح ومن ثم تهتم مصر بالتعاون مع روسيا في مجال السياحة في ضوء كون السياحة الروسية تمثل ما يقرب من 20% من مجموع السياحة الوافدة إلى مصر، وتعمل على تخطى الأزمة التي يشهدها هذا القطاع على خلفية انخفاض سعر الروبل وإلغاء السائحين الروس خلال الموسم الشتوي الحالي لحجوزاتهم في منتجعات جنوب سيناء، وهو ما يعود له التراجع في عدد السياح الروس في عام 2014.
 
كما اشار الى ان هناك تعاونا كبيرا بين وزارة الأوقاف المصرية وعددٍ من المؤسسات الدينية الهامة في روسيا، على رأسها مجلس شورى مفتيين روسيا الاتحادية ومقره موسكو والإدارة المركزية لمسلمي روسيا ومقرها مدينة “كازان” عاصمة إقليم “تتارستان”، ويقوم عدد من موفدي الوزارة بالتدريس بالمعاهد الدينية بروسيا.. كما توفد وزارة الأوقاف مبعوثاً أو أكثر إلى روسيا لإحياء شعائر شهر رمضان المعظم، ويحرص الجانبان المصري والروسي على المشاركة بالتبادل في مسابقات القرآن الكريم التي تنظم لدى كلا الطرفين.
 
وقام البابا تواضروس الثاني بزيارة روسيا خلال الفترة من 28 أكتوبر حتى 4 نوفمبر 2014 للكنيسة الروسية، وحظت الزيارة بنجاح كبير فى ضوء دورها في تعزيز العلاقات بين الكنيستين القبطية والأرثوذكسية الشرقية، كما حظت بترحيب كبير على المستويين الرسمى والشعبى الروسى.. والتقى قداسة البابا خلال الزيارة بوزير الخارجية الروسي “لافروف” الذى أكد على العلاقات التاريخية بين الكنيستين وأعرب عن تقديره لدور قداسة البابا والكنيسة فى الحفاظ على مصر والشرق الأوسط، واتفقت الرؤى المصرية والروسية بشأن ضرورة الحفاظ على مسيحيى الشرق.

جريدة المال

المال - خاص

2:47 م, السبت, 7 فبراير 15