بعد أيام من الإزالة من قائمة الإرهاب ، حرصت جماعة الحوثي على تصعيد عملياتهم العسكرية في أنحاء متفرقة من اليمن، علاوة على شنهم هجمات بطائرات من دون طيار مسيرة (مفخخة) باتجاه الأراضي السعودية.
يأتي ذلك بعد أيام من إزالة واشنطن للجماعة من قائمة الإرهاب، والمساعي الأمريكية لدعم جهود الحل السياسي في هذا البلد المضطرب.
الإزالة من قائمة الإرهاب
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، أنها تعتزم إزالة جماعة الحوثي اليمنية من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وأنها “أبلغت الكونجرس رسميا بهذه النية”، وذلك بعد نحو 25 يوما من إدراج الجماعة في القائمة من قبل الإدارة الامريكية السابقة.
وجاءت هذه الخطوة (الإزالة من القائمة) بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن.. وتعهده بتعزيز بلاده الدبلوماسية ودعم مبادرة الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.
وشن الحوثيون يوم أمس الأحد، هجمات مكثفة على محافظة مأرب النفطية مقر قيادة القوات الحكومية، وأسفرت تلك الهجمات عن تقدم محدود للجماعة في بعض المواقع، بعد أن سقط 17 قتيلا من القوات الحكومية وعشرات القتلى والجرحى من الحوثيين، حسبما ذكرت مصادر متعددة لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وأوضح مصدر محلي مسؤول (الإثنين) لـ((شينخوا)) إن العمليات العسكرية للحوثيين مستمرة في مأرب، لكنها اليوم أقل حدة من الساعات الماضية.
وفي محافظة تعز، أصيب ثلاثة مدنيين في قصف شنه الحوثيون خلال الساعات الماضية على أحياء سكنية في المدينة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
استهداف أحياء المدينة
وأوضح بيان للشرطة المحلية في تعز، أن مليشيات الحوثي استهدفت عددا من أحياء المدينة بعدد من القذائف المدفعية، وأن أحد المقذوفات طال محطة تعبئة بترول وأدى إلى اندلاع حريق هائل أدى إلى إصابة 3 مدنيين، وخسائر مادية.
وفي محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن، اتهمت القوات الحكومية الحوثيين، اليوم باستهداف عدد القرى السكنية في منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوبي المحافظة بالأسلحة المتوسطة.
وبحسب بيان لهذا القوات، فإنها رصدت أمس الأحد، تحركات مكثفة للحوثيين ومحاولات انتشار وتمركز خلف معسكر الدفاع الساحلي وشمال شرق المطار ومحيط كلية الهندسة، وسرعان ما تم التعامل معها بنجاح.
وإلى جانب التصعيد داخليا، نفذ الحوثيون خلال الساعات الماضية هجمات بطائرات مسيرة من دون طيار (مفخخة) تجاه الأراضي السعودية.
وأعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم وأمس، إحباط أربع هجمات لمسلحي جماعة الحوثي على المملكة بواسطة طائرة مسيرة مفخخة.
تحرير محافظة مأرب
ولم يعلق الحوثيون على هجمات السعودية.. لكنهم تحدثوا عن خوضهم معركة فاصلة، لتحرير محافظة مأرب.
وأوضح القيادي في الجماعة محمد البخيتي، على حسابه في موقع (تويتر) “الشعب اليمني يخوض معركة فاصلة سيترتب عليها مصير الأمة، وجبهة مأرب هي الجبهة الفاصلة التي ستحدد مصير هذه المعركة”.
وأضاف “هذا توجيه إلهي لنا لتحرير مأرب من الملوك الدخلاء عليها”، على حد قوله.
كما تحدثت قناة “المسيرة” الناطقة باسم الجماعة، عن عدة غارات لمقاتلات التحالف العربي على محافظة مأرب.
واعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها أن هذا التصعيد من قبل الحوثيين يؤكد عدم جديتهم بالسلام.
دعم الجيش الوطني اليمني
وأوضح رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، اليوم، أن استهداف مليشيا الحوثي للأحياء السكنية في مأرب والجوف بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة بالتزامن مع الدعوات و والأممية لإيجاد حل سياسي، يقدم دليلا جديدا للمجتمع الدولي أن هذه المليشيات لا تؤمن بالسلام.
وأطلع عبدالملك خلال اتصال هاتفي بمحافظ مأرب سلطان العرادة، على التطورات العسكرية وإفشال المغامرات الحوثية المستمرة باتجاه محافظة مأرب، مؤكدا أن الحكومة تضع في أولى أولوياتها تقديم كامل الدعم للجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل في هذه المعركة المصيرية حتى استكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، حسب الاعلام الرسمي.
ويرى مراقبون يمنيون أن تصعيد الحوثيين للعمليات العسكرية لها علاقة مباشرة بإزالة واشنطن للحوثيين من قائمة الإرهاب، وتعهدها بدعم جهود الحل سياسي.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالله دوبله لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن هجمات الحوثيين على مأرب والسعودية ، لها علاقة بالإجراءات الأمريكية الأخيرة.
فرض سياسة الأمر الواقع
وأضاف “ادراج واشنطن للحوثيين كإرهابيين ومن ثم ورفعهم من القائمة أغرت الجماعة بفرض سياسة الأمر الواقع، من خلال الضغط وتكثيف الهجمات”.
ولفت دوبله، إلى أن إدارة بايدن تعاملت بدلال مع الحوثيين.. رغم أن الجماعة المسلحة في اليمن لا ولن تجنح للسلم، معتبرا أن الرفع المجاني للحوثيين من قوائم الإرهاب فتحت أيضا شهيتهم أكثر للتصعيد.
وواصل قائلا “هذه نتيجة للحسابات الخاطئة من إدارة بايدن تجاه جماعة الحوثي التي لا يمكن أن تجنح للسلم”.
وأشار المحلل السياسي اليمني، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الآن أمام امتحان صعب، برفعهم للحوثيين من قوائم الإرهاب.
سلطة أمر واقع
من جانبه، قال الباحث السياسي اليمني محمد الأحمدي، إن الحوثيين فهموا الإشارات الأمريكية بشكل خاطئ.
وأوضح الأحمدي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن تصعيد الحوثيين في مأرب وتعز والهجمات تجاه السعودية، هي جزء مما فهمه الحوثيون من الإشارات الأمريكية بإزالتهم من قائمة الإرهاب.
وأضاف “هذا التصعيد هو أولى ثمار هذه الخطوة الأمريكية”.
واعتبر الباحث السياسي الأحمدي، أن “جماعة الحوثي تفهم مساعي إحلال السلام من قبل الفاعلين الدوليين أو المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على أنه اعتراف بها كسلطة أمر واقع .. وانه يمكنها من خلال التصعيد فرض شروطها على الأطراف اليمنية في أي تسوية مقبلة”.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني، ويخوضون حربا ضد القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية منذ ست سنوات.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.