الحكومة وشركات التطوير العقارى ترسمان خريطة القطاع لمرحلة ما بعد «كورونا»

خلال مائدة مستديرة افتراضية

الحكومة وشركات التطوير العقارى ترسمان خريطة القطاع لمرحلة ما بعد «كورونا»
شرين طه

شرين طه

7:38 ص, الأربعاء, 20 مايو 20

اتفق عدد من مسئولى الشركات العاملة فى مجال التطوير العقارى، على أن التحول لرقمنة الأعمال المختلفة للشركات، سيكون المسار الأبرز للعمل فى مرحلة ما بعد كورونا، مع الاستخدام المكثف لنظم التكنولوجيا.

وعقدت شركة «إنفستيجيت» مائدة مستديرة افتراضية، لمناقشات أوضاع القطاع العقارى بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، وقاد المهندس فتح الله فوزي، مؤسس مجموعة «مينا»، والمهندس محمد فؤاد، الشريك الإدارى لشركة «إنفستجيت» النقاش، بمشاركة وليد عباس نائب وزير الإسكان.

وشارك فى المائدة كل من المهندس هشام شكري، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لمجموعة «رؤية»، والمهندس وليد مختار، الرئيس التنفيذى لشركة «إيوان» للتطوير العقاري، والمهندس عمرو سليمان، رئيس مجلس إدارة شركة «ماونتن فيو»، والدكتور أحمد شلبي، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة «تطوير مصر»، والمهندس عمرو أبو علم، رئيس مجلس إدارة شركة «لوتس» والمهندس على الشرباني، رئيس مجلس إدارة شركة «تبارك».

وتناولت المائدة نقاشاً حول الإستراتيجيات الجوهرية للحفاظ على الطلب فى السوق العقارى وإحيائه من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والحلول الذكية وذلك بعد وضع سيناريوهات محتملة لانتعاش السوق.

قال المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان، إن الوباء يعد غير مسبوق عالميا؛ ويمثل تحديا لمستقبل القطاع العقارى .

وأوضح أنه قد يبرم قريبا بروتوكول تعاون مشترك بين الحكومة وشركات التطوير العقاري، يتضمن تحديد سبل التعامل خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع ولاء كورونا.

وأشار إلى أن السوق العقارية تجاوزت الأزمة من بدء انتشار الفيروس حتى المرحلة الراهنة، مضيفا أن التحول الرقمى لعب دورا قوياً وحقق نتائج حقيقية.

وأعلن الدكتور أحمد شلبى رئيس مجلس إدارة شركة تطوير مصر أن كورونا دفعت للإسراع باستخدام التكنولوجيا.

وأشار إلى أن اتخاذ النظم الرقمية وفقا لتوجيهات الحكومة قبل حدوث فيروس كورونا أكد أهميتها وضرورة الاعتماد عليها.

وأوضح أن التسويق الإلكترونى يلعب دورا كبيرا لتوضيح المنتجات المختلفة بجانب استخدام آليات المبيعات الافتراضية فى استهداف العملاء المناسبين وتوضيح جميع المميزات للعملاء؛ مما يجعلهما عنصرين أساسيين من أجل الحفاظ على مطالب السوق العقارية، بجانب الاعتماد على التحويلات البنكية لإنهاء العمليات عن بعد.

وعاد المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان، ليقول إن الوزارة تمتلك المبادرة لإبرام تجربة ناجحة للبيع الإلكتروني.

وأوضح أن المطورين يتحتم عليهم استخدام تلك النظم، ضاربا مثالا بمشروع «بيت الوطن» الذى حقق مبيعات إلكترونية للمصريين فى الخارج، الذى طرح جميع المعلومات الخاصة بالوحدات بجانب شروط التعاقد وطرح نظما تتناسب مع عملية الدفع وفقا للتحويل البنكي.

وأكد نائب وزير الإسكان أن تلك التجربة متبعة منذ 6 سنوات، لافتا الى أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة أصدرت نظامًا لبيع الوحدات السكنية للمصريين بالخارج أدارت هذا البرنامج الأول من نوعه بكفاءة .

بينما قال المهندس عمرو أبو علم، إن معدل الطلب ارتفع بالنظم الافتراضية من خلال القطاع العقارى عبر الواقع المعزز (AR) والجولات البانورامية الافتراضية بزاوية 360 درجة.

وأضاف أن زيادة معدل الطلب بعد انتشار فيروس كورونا على هذا الأسلوب، يجعله الحل البديل لزيادة العائد على الاستثمار فى العديد من البلاد لعدة سنوات.

وتابع: حان موعد ازدهار دمج الواقع المعزز والافتراضى بالشركات العقارية فى طرح مرئى لجذب العملاء، وكل هذا يجب أن يؤدى إلى ظهور حسابات الضمان وتقنيات blockchain وغيرها من الحلول العقارية الذكية».

وأكد أن السوق المصرية تمتلك القدرات والبنية التحتية لاستخدام تلك الخدمات.

بينما قال المهندس هشام شكري، إن فيروس كورونا دفع الشركات العقارية لاتباع آليات العمل من المنزل وأصبح الحل الوحيد أن تتبع الشركات الاستثمار بمجل التكنولوجيا والطرق الذكية لتعزيز بيئة العمل البديل.

وأوضح شكرى أن نظم التكنولوجيا ستؤدى لانخفاض فى الاحتياجات العقارية أو المكاتب، للتناسب مع مطالب حضور عدد أقل من الموظفين؛ مما ينعكس بخفض التكاليف المتعلقة بتشغيل المساحات المكتبية؛ ويترتب عليه تحقيق أرباح وتأمين الإيرادات .

وفى سياق متصل أعلن الدكتور أحمد شلبى أن التنسيق بين الشركات العقارية يعد آلية هامة لتفعيل تقنيات العقارات الرقمية.

ولفت الى أن تلك التقنيات والحلول الذكية ستقود لتعظيم الانسجام بين كل من الأعمال وتكنولوجيا المعلومات.

وقال نائب وزير الاسكان إنه يجب توافر آليات للتعاون بين الشركات المتعاقدة، التى تقوم بتنفذ عدد من المشروعات بالمدن الجديدة.

ولفت إلى أن شركات المقاولات تميزت خلال عقبات كورونا من خلال اتباع نظم الأمان للوقاية.

موضحاً أنه من الضرورى تحديد نشاط العمل بالمواقع واتباع الإجراءات الاحترازية لتجنب انتشار الفيروس.

وكشف عمرو سليمان أن شركة «ماونتن فيو» استعانت بالمدير السابق لبرنامج حرب الأسلحة الكيماوية المصرية؛ لإبرام بروتوكول للصحة والسلامة داخل مواقع العمل والبناء، مشيرا إلى أنه أرسل إلى الحكومة ليكون نموذجا للجميع .

وقال أحمد شلبى إنه خفض القوة العاملة بحوالى من 70 إلى 80% بداخل مواقع البناء الخاصة بالمشروع.

وأكد أن «كل هذا قد يسبب تكاليف إضافية للمطورين، لكنه سيؤدى بالفعل إلى أفضل النتائج فيما يتعلق بالالتزام بخطط التنفيذ والجداول الزمنية».

وقال المهندس على الشرباني، إن تلك الأزمة ستغير خريطة العقارات، متوقعاً تراجع الطلب على المساحات الإدارية والمكاتب، حيث يصبح العمل من المنزل أمرًا طبيعيًا جديدًا.

ولفت الشربانى إلى أنه فى ظل وباء «كوفيد-19» سجلت سوق مواد البناء استقرارًا خلال تلك الفترة الصعبة، مع ثبات الأسعار، وتوقعات بأن تثبت أسعار العقارات على المدى القصير.

وأكد وليد مختار أن كورونا كشف غياب الخدمات طبية بالمجتمعات السكنية، مشيراً إلى أنها تعد من أبرز المعوقات أمام تصدير العقارات للخارج.

وتوقع أن تشهد صناعة العقارات طفرة غير مسبوقة فى الخدمات الطبية والمستشفيات أيضا.

وأضاف إلى أن العقارات ستفتح مجالات جديدة لاستراتيجيات التسويق الإلكترونى التى تحقق احتياجات العملاء.

واشار هشام شكرى إلى أن التجارة الإلكترونية ستشهد بالمستقبل القريب تحولا كبيرا على مستوى الجمهورية.

ولفت الى أن تحول التكنولوجيا سينتج عنه ظهور اتجاهات جديدة فى سوق التجزئة المحلية، خاصة كل من مراكز التسوق والتجارية لتوفر عدة عناصر، ودمج التقنيات الجديدة والآليات المتبعة للعميل من خلال الوسائل الرقمية.

وأشار رئيس مجلس إدارة شركة تطوير مصر إلى أن فيروس كورونا فتح عدة فرص للقطاع العقارى أبرزها منح الوقت لدراسة ظروف السوق الجديدة، وإعادة النظر فى استخدام حلول موفرة للمساحات للوحدات السكنية.

وأوضح أن فيروس «كوفيد-19» دفع إلى تغيير احتياجات المستهلكين والاستفادة من المساحات السكنية لتلبى العمل من المنزل.

وأكد النقاش ضرورة اهتمام المطورين بالاستثمار فى مناطق أخرى غير القاهرة الكبرى ووفقا لتعليمات الحكومة التوجه نحو صعيد مصر ومنطقة الدلتا.