«الحكومة» تفشل من جديد فى حل مشاكل القطن السنوية

«الحكومة» تفشل من جديد فى حل مشاكل القطن السنوية

«الحكومة» تفشل من جديد فى حل مشاكل القطن السنوية
جريدة المال

المال - خاص

11:33 ص, الأربعاء, 30 ديسمبر 15

عادل عزى: التجار يحجمون عن عروض «القابضة» لشراء 250 ألف قنطار لارتفاع الأسعار
سوسن وهبة: منظومة تسويق هذا العام كفيلة بمنح قبلة الحياة للذهب الأبيض

دعاء حسنى والصاوى أحمد

«الفلاحون على أبواب الجمعيات التعاونية الزراعية بانتظار صرف ثمن ما سلموه من محصول القطن للحكومة»، هذا ما وصف به وليد السعدنى رئيس الجمعية العامة للقطن وضع المزارعين خلال الأيام الحالية.

وقال السعدنى، فى تصريحاته لـ»المال»، أن الشركة القابضة للغزل تتعثر فى استكمال صرف باقى مستحقات الفلاحين لشراء الأقطان هذا الموسم، أضاف: «إلى الآن لم تسدد القابضة سوى ما يقرب من 250 مليون جنيه للجمعيات العامة بما يمثل قرابة %35 من 700 مليون جنيه مستحقات المزارعين عن كميات تتراوح بين 550 إلى 600 ألف قنطار وردتها الجمعيات لمحالج الشركات الحكومية التابعة للشركة القابضة.

وأكد السعدنى أن الجمعيات الثلاث «العامة» و»الإصلاح» و»الاستصلاح» وردت كميات أقطان تتراوح بين 550 و600 إلى ألف قنطار للمحالج التابعة للشركة القابضة للغزل والنسيج.

يشار إلى أن حجم الإنتاج المحلى لمحصول القطن هذا العام يقدر بـ1.26 مليون قنطار زهر «القطن قبل حلجه وتحويله لأقطان تجارية»، وأصدر مجلس الوزراء فى أكتوبر الماضى، قرارًا بتولى الشركة القابضة للغزل والنسيج لشراء كامل محصول القطن هذا العام من المزارعين، على أن تتولى الشركة القابضة تسويقه للمغازل المحلية وشركات تجارة الأقطان.

ووقعت الشركة القابضة للغزل اتفاقا مع الجمعيات التعاونية الثلاث» العامة، والإصلاح، والاستصلاح»، يتم بموجبه استلام الجمعيات للأقطان من المزارعين بسعر 1520 جنيها للأقطان الإكثار يتضمن 1400 جنيه سعر القنطار، بالإضافة إلى 1200 جنيه مصاريف إضافية، و1270 جنيها للقنطار التجارى يتضمن 1250 جنيها سعر القنطار، بخلاف 20 جنيها مصاريف للجمعيات التعاونية.

وتابع رئيس الجمعية العامة للقطن حديثه قائلا: «الجمعيات التعاونية وقعت عقودا مع المزارعين يتم بموجبها استلام الأقطان مقابل السعر المعلن، والذى اتفق عليه مع الشركة القابضة للغزل، على أن تقوم الجمعيات بوزن الأقطان وفرزها ونقلها لمحالج تابعة للشركة القابضة للغزل، وتسدد الجمعيات التعاونية عقب ذلك ثمنها للمزارعين خلال 48 ساعة، وهو ما تخالفه الجمعيات الآن مضطرة بسبب عدم تحويل الشركة القابضة للغزل كامل المبالغ المستحقة للمزارعين».

وخصص مجلس الوزراء دعما قدره 261 مليون جنيه لتسويق الأقطان هذا العام، بواقع 250 جنيها للقنطار لأصناف وجه بحرى «جيزة 86»، و150 جنيها لأصناف وجه قبلى «جيزة 90».

وقال عادل عزى، رئيس لجنة تنظيم تجارة القطن بالداخل، التابعة لوزارة التجارة والصناعة، إن افتقار الشركة القابضة للغزل والنسيج للسيولة، دفعها لشراء محصول الأقطان لذا لجأت «القابضة» لقرض ليمكنها من شراء المحصول.

ووقعت الشركة القابضة للغزل والنسيج عقدا بتسهيلات ائتمانية مع بنك التنمية والائتمان الزراعى، لإقراضها 1.4 مليار جنيه، بفائدة %15.5.

ووفقًا لعطية سالم رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى، فقد تم صرف 225 مليون جنيه من قيمة القرض حتى الآن، يمثلا دفعتين من إجمالى قيمة القرض البالغ قيمته ما يقرب من 1.4 مليار جنيه.

ولكن «البنك» عاد ليشترط ضمانة وزارة المالية للشركة القابضة للغزل والنسيج لاستكمال صرف باقى دفعات القرض، لضمان سداد المبلغ نظرًا لضخماته.

وينتظر قرابة 250 ألف مزارع انتهاء الحكومة من كل تلك الإجراءات لاستكمالهم صرف باقى قيمة ما سلموه من محصول للجمعيات التعاونية. 

ويتابع رئيس لجنة تنظيم تجارة القطن بالداخل، حديثه قائلا: «تدخل مجلس الوزراء بات ضروريًا، للتعجيل بصرف قيمة الأقطان للمزارعين نظير القطن الذى وردوه للجمعيات التعاونية».

أوضح عزى أن المنظومة التى أقرها مجلس الوزراء لتسويق الأقطان هذا الموسم وأسند وفقًا لها للشركة القابضة شراء محصول الأقطان من المزارعين من خلال الجمعيات التعاونية كانت ضرورية، وذات مغزى بأن يكون هناك ضمان لحصول المزارعين على سعر عادل للقنطار وهو 1250 جنيها للقنطار التجارى، و1400 جنيه لأقطان الإكثار.

شدد على أن المشكلة التى طرأت على آلية تسويق الأقطان، هو تعثر الشركة القابضة للغزل والنسيج حتى الآن فى توريد باقى قيم مستحقات الأقطان للكميات التى وردتها الجمعيات التعاونية لمحالج الشركات التابعة للشركة القابضة، لتقوم الجمعيات بدروها بصرف تلك المبالغ للمزارعين.

وقال رئيس لجنة تنظيم تجارة القطن بالداخل، أن إجمالى الأقطان التى سيتم صرف دعما لها هذا الموسم مقدرة بـ1.26 مليون قنطار، وفقا للحصر الذى أجرته وزارة الزراعة، قائلا: «مش كل القطن سيصرف دعمًا له إذ إن أقطان الإكثار وأصناف كجيزة 92 لن يشملها الدعم».

أضاف أن الأقطان التى وردت لمحالج الشركات الحكومية هى «ملك» للجمعيات التعاونية، لحين تسديد الشركة القابضة لقيمتها للجمعيات، مشيرا إلى أن الأقطان التى يتم بيعها خارج المنظومة لن تخضع للدعم.

وكشف عزى لـ»المال» أن الشركة القابضة عرضت 250 ألف قنطار على شركات تجارة الأقطان العاملة بالسوق المحلية والتصديرية، بينهم 150 ألف قنطار زهر «القطن ببذرته قبل حلجه»، و100 ألف قنطار تجارى.

وبموجب قرار مجلس الوزراء فإن الشركة القابضة للغزل تتولى تسويق الأقطان على الشركات التجارية العاملة منها للبيع للسوق المحلية أو المصدرة للأسواق الخارجية.

وأضاف عزى أن عروض «القابضة للغزل» شملت بيع أصناف الأقطان الزهر بسعر 1300 جنيه للقنطار، وبيع الأقطان الشعر «التجارية بعد حلجها» بسعر 1235 جنيه للقنطار، وهو السعر الذى رفضه التجار نظرًا لارتفاع سعره.

أوضح رئيس لجنة تنظيم تجارة القطن بالداخل، أن التجار يرغبوا فى شراء الأقطان التجارية والإكثار بسعر يقل 100 إلى 200 جنيه فى القنطار عن السعر المعلن من قبل الشركة القابضة.

وكشفت مصادر فى لجنة الداخل لـ»المال» عن أحجام قرابة 270 شركة تجارية، عن موافاة «لجنة الداخل» بحجم احتياجاتهم المطلوبة من الأقطان لتسويقها هذا الموسم، بسبب ارتفاع السعر المطلوب من قبل الشركة القابضة للغزل، وهو الطلب الذى كان مقدما من قبل الشركة القابضة.

فيما قالت سوسن وهبة، رئيس مجلس إدارة شركة الشرقية للأقطان إحدى الشركات الحكومية التابعة للشركة القابضة للغزل والنسيج، منظومة تسويق الأقطان التى أقرتها الحكومة هذا العام بإسناد تسويق المحصول للشركة 
القابضة تعد بمثابة «قبلة الحياة للقطن المصرى».

وأضافت وهبة أن منظومة تسويق القطن هذا العام، رفعت من سعر تصدير الأقطان، وباتت التعاقدات بالسعر الحقيقى للأقطان المصرية بالأسواق العالمية بحيث تتراوح بين 120 و 125 سنت لبرة بما يعادل 1036 إلى 1078 جنيها للقنطار، مقابل سعره الذى كان يسجل 98 سنت لبرة فى نهاية الموسم الماضى بما يعادل 846 جنيها للقنطار».

وتابعت: «أثناء حضور أحد المؤتمرات الدولية للقطن فى الهند وهو مؤتمر الدولى ICCA والذى اختتمت دورته الـ74 فى الهند منذ أسبوعين، قال أحد كبار التجار أن القطن المصرى بيع بأقل من سعره الحقيقى فى الأسواق العالمية بقرابة 20 سنتا الموسم الماضى بما يعادل أقل من سعره الحقيقى بقرابة 200 جنيه للقنطار».

أوضحت سوسن أن بعضًا من شركات التجارية للقطاع الخاص، كانت تضارب بسعر التصدير، و»تحرق الأسعار»، وهو ما كان يدفع بالأسعار للانخفاض لتسجل 97 و98 سنت لبرة الموسم الماضى، وقالت: «شركات القطاع الخاص كانت تستفيد من فارق سعر العملة لتعويض خسائرها فى خفض سعر التصدير».

وقالت وهبة القطن المصرى كان سيباع بسعر 700 جنيه للقنطار لولا تدخل الشركة القابضة للغزل والنسيج فى عملية التسويق.

تابعت موضحة أن من ضمن الانعكاسات الإيجابية على قرار تولى الشركة الحكومية تسويق الأقطان، أن هذا العام يمثل عاما «فاصلا»، بحيث لن يكون هناك بذوره لأصناف مختلطة للزراعة الموسم المقبل، لأن أغلب المحصول ورد للحلج فى محالج تابعة للشركات الحكومية وبالتالى لن يكون هناك عمليات خلط أصناف بحرى وقبلى، كما أن الشركة القابضة للغزل، حددت 3 محالج فقط لشركات الأقطان التجارية لاستلام الأقطان منها.

يشار إلى أن عمليات تهريب وخلط الأصناف المنتجة فى محافظات وجه بحرى، بالأصناف بوجه قبلى تسبب فى تدهور الصفات الغزلية للأقطان المصرية بصورة واضحة طوال السنوات الخمس الماضية، إلى جانب عدم تحديث السلالات الخاصة بأصناف الأقطان.

وأشارت وهبة إلى أن توافر كمية من أقطان الإكثار «هى أقطان تستخدم بذورها كنواه لزراعة الأقطان فى الموسم التالى»، التى تولت الشركة القابضة حلجها فى محالجها التابعة ستمكن المزارعين من زراعة قرابة 500 ألف فدان، مقابل إنتاج لا يتجاوز 150 ألف فدان هذا العام.

أوضحت وهبة، أن الشركة القابضة أمدت بنك التنمية والائتمان الزراعى بكل الطلبات لمنح «البنك» تسهيلات ائتمانية بقيمة 1.4 مليار جنيه، تسدد بها الشركة قيمة تورديد القطن للجمعيات لتسليمها للمزارعين.

وأوضحت وهبة أن البنك كان قد طالب الشركة القابضة بموافاته بالآلية التى ستتبعها الشركة القابضة لتسويق محصول الأقطان هذا العام، لضمان سداد الشركة لقيمة القرض، وحصل على كل الاشتراطات المطلوبة، قائلة: «كل يوم هناك جديد وتطورات فى اشتراطات البنك».

وكشفت وهبة عن عقد الشركة القابضة للغزل والنسيج إجتماعا غدا الخميس، وذلك للوقوف على الموقف الحالى لتسويق الأقطان الذى تتولاها الشركة القابضة وشركاتها التابعة.

وأضافت وهبة أنه لايزال هناك كميات أقطان لم تورد بعد إلى الشركة القابضة للغزل والنسيج، وقالت كل الأقطان التى لم تورد لن تحصل على دعم وستسوق بالسعر الحر خارج المنظومة.

 وأوضحت أن شركات الأقطان الحكومية تفاوض عددًا من البنوك للحصول على قروض، لسرعة سداد مستحقات المزارعين من توريدهم للأقطان.

جريدة المال

المال - خاص

11:33 ص, الأربعاء, 30 ديسمبر 15