عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اليوم، مؤتمراً صحفياً بمقر الحكومة، حضره كل من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، وأسامة هيكل وزير الدولة للإعلام، للإعلان عن إجراءات وقرارات التزاحم خلال فترة عيد الفطر المبارك، والإجراءات الخاصة بامتحانات الشهادات العامة، إلى جانب الإعلان عن خطة عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً اعتباراً من منتصف يونيو المقبل.
بدأ رئيس الوزراء المؤتمر الصحفي بتهنئة جموع الشعب بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك، ودعا الله أن يعيده علينا جميعاً بالخير واليمن والبركات، منوها إلى أنه تم عقد عدة اجتماعات خلال الفترة الماضية؛ لمناقشة الإجراءات الخاصة بالتعامل مع انتشار جائحة فيروس “كورونا”.
وقال إن اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة الفيروس اليوم ناقش عددًا من الموضوعات، في مقدمتها الإجراءات التي سوف يتم تطبيقها خلال فترة أسبوع عيد الفطر المبارك، وما سيتم تطبيقه بعد انتهاء ذلك الأسبوع، باعتبار ذلك يمثل الوضع الذي سوف تتحرك فيه الدولة والحكومة، والعالم كله، نحو التعايش مع فيروس “كورونا” المستجد وفق الإجراءات الاحترازية المشددة.
وقال مدبولي: “تابعنا كل التصريحات الصادرة مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية التي ذكرت أن هذا الفيروس باقٍ ولن يختفي، ويتعين على البشرية أن تتعلم وتتكيف في التعايش معه، وبالتالي علينا كدولة ومواطنين البدء في التعايش معه، وبما يضمن سلامة وصحة المواطنين، وإعادة دورة الحياة إلى ما كانت عليه قبل ذلك مع تطبيق مجموعة من الإجراءات الاحترازية”.
وأوضح رئيس الوزراء أن عيد الفطر كمناسبة يشهد عددا من العادات الاجتماعية والتجمعات الكبيرة والنزول للشوارع والتواجد بكثرة في الميادين والأماكن العامة، ما يؤدي إلى حدوث تكدس ويعطى فرصة لانتشار الفيروس.
وقال إن الهدف من الإجراءات التي سوف يتم تطبيقها في فترة إجازة العيد هو تجنب الإصابة بالفيروس قدر الإمكان، بجانب الحد من الاختلاط بين المواطنين في الشوارع والميادين والأماكن العامة.
وأعلن رئيس الوزراء قرار بأنه سوف يتم اعتباراً من يوم الأحد المقبل 24 مايو حتى الجمعة 29 مايو غلق جميع المحال والمولات التجارية، والمطاعم والأماكن التي تقدم الخدمات الترفيهية، والمتنزهات والشواطئ والحدائق العامة؛ للحد من انتشار فيروس “كورونا” .
وتابع بأنه سوف يصاحب ذلك حظر حركة المواطنين بدءاً من الساعة 5 مساءً حتى السادسة من صباح اليوم التالي .
وقال رئيس الوزراء إن القرارات شملت أيضا إيقاف وسائل النقل الجماعي أيضاً خلال نفس الفترة، وكذلك أتوبيسات الرحلات ووسائل النقل الجماعية بين المحافظات، للحد من حركة المواطنين، وسعياً لتحجيم انتشار الفيروس بين المواطنين.
وقال مدبولي : إننا ندرك تماماًَ أن تلك الإجراءات قد تكون صعبة إلى حد ما، لاسيما على طبيعتنا البشرية، ورغبة الكثيرين في النزول للاحتفال بالعيد، لكننا نراعي ونضع في اعتبارنا بالمقام الأول الحفاظ على أرواح الموطنين وسلامتهم” .
وأضاف قائلا: “اتفقنا في اللجنة العليا لإدارة أزمة انتشار فيروس ” كورونا” المستجد على أنه اعتباراً من يوم 30 مايو سوف يتم البدء في السماح بفتح المحال والمولات التجارية على مدار الأسبوع، كما كان الحال خلال شهر رمضان المعظم، وذلك على أن يبدأ حظر حركة المواطنين بدءاً من الساعة 8 مساءً حتى السادسة من صباح اليوم التالي، لمدة أسبوعين.
ونوه رئيس الوزراء إلى أن الحكومة سوف تعمل على بدء العودة التدريجية في قطاعات الدولة وذلك اعتباراً من منتصف شهر يونيو المقبل، على أن يتم العودة في بعض الأنشطة مثل الأنشطة الرياضية ويتم فتح بعض النوادى ومراكز الشباب والسماح للمطاعم بأن تفتح أبوابها أمام الجمهور، لكن مع التشديد على الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية.
وتابع إن الحكومة سوف تعلن ذلك تباعاً خلال المرحلة المقبلة، منوها إلى انه تم اتخاذ قرارات الأسبوعين الماضيين تخص العودة التدريجية للسياحة الداخلية وفق اشتراطات وضوابط محددة.
وقال رئيس الوزراء إنه اعتباراً من منتصف يونيو المقبل سوف تعمل الحكومة على دراسة إقامة بعض الشعائر في دور العبادة، لكنها سوف تأخذ بعض الوقت لإتمام ذلك، من حيث دراسة الآليات والتوقيت الملائم لذلك والإجراءات التي يمكن أن تتخذ، لضمان سلامة المواطنين.
وأعلن رئيس الوزراء أن اللجنة العليا لإدارة أزمة جائحة فيروس ” كورونا” ناقشت أيضاً في اجتماعها اليوم مواعيد بدء امتحانات شهادات الثانوية العامة، واتفقت على أن تبدأ امتحانات الثانوية العامة يوم 21 يونيو، وبذلك تم تأجيلها لمدة أسبوعين، وستنعقد وفق إجراءات احترازية مشددة يعلنها وزير التربية والتعليم تفصيلياً فيما يخص شهادتي الثانوية العامة والدبلومات الفنية.
وفيما يتعلق بصلاة عيد الفطر، فأكد رئيس الوزراء الأهمية الكبيرة لصلاة العيد لدى نفوس المواطنين، وأنهم لذلك توافقوا في لجنة مواجهة الأزمة على أن يتم إذاعة صلاة العيد من أحد المساجد بالدولة، على أن تكون قاصرة على القائمين في المسجد، ويتابعها المواطنون من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن معظم دول العالم يتجه فى الفترة ما بعد 30 مايو إلى التعايش مع فيروس، “كورونا” المستجد.
وشدد مدبولي في هذا الإطار على أنه سوف يتم فرض ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، وفي جميع الأماكن المغلقة التي يتكدس بها المواطنون بأعداد كبيرة.
وقال إنه سوف يكون هناك عقوبات لغير الملتزمين بها، ولن يُسمح للمواطنين بالدخول إلى أي منشأة، سواء المصالح الحكومية أو البنوك، أو غيرها من مؤسسات الدولة، دون ارتداء الكمامة، وكذلك في وسائل المواصلات العامة والخاصة، ومترو الأنفاق.
وتطرق رئيس الوزراء إلى تكلفة شراء الكمامات الطبية، وقال أن اللجنة العليا للأزمة ناقشت هذه المسألة على مدار الأسبوعين الماضيين، وتوافقت على ضرورة إنتاج الكمامات المصنعة من القماش، التي تتميز بالاستدامة، وتم التوافق في اللجنة بحضور وزيري التعليم العالي والصحة، ومستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، على ضرورة أن يتم التنسيق مع وزيرة التجارة والصناعة؛ لكي تقوم المصانع بتخصيص خطوط إنتاج لهذه الكمامات المستدامة وفقا للمواصفات المطلوبة، وعلى أن يتضمن عدم ارتدائها عقوبات للمخالفين.
واختتم رئيس الوزراء المؤتمر الصحفي بتأكيده على أن اللجنة العليا لإدارة أزمة انتشار فيروس ” كورونا” المستجد ارتأت أن ننتهز فرصة إجازة عيد الفطر المبارك، للعمل على الحد من تزاحم المواطنين خلالهذه الأيام، لضمان سلامتهم من ناحية ، وتخفيف العبء على الأطقم الطبية من ناحية أخرى، وذلك على أن نعود إلى ما كنا عليه في شهر رمضان بعد انتهاء ذلك الأسبوع .
وأوضح رئيس الوزراء أن أسبوع العيد سوف يليه عودة تدريجية لبعض الأنشطة الاقتصادية وذلك اعتبارا من منتصف شهر يونيو، وأعرب مدبولي عن أمله في أن يحفظ الله بلدنا وشعبنا من كل سوء.