تعرض قطاع الاستثمار السياحى لضربة قوية خلال الـ18 شهرًا الماضية بتأثير الأوضاع السياسية والأمنية مما دفع هيئة التنمية السياحية إلى تجميد جميع إجراءات طرح أراضى لإقامة مشروعات جديدة طوال تلك الفترة تخوفاً من إحجام المستثمرين، أو التقدم بأسعار متدنية لاستغلال الأراضى التى تقوم بطرحها.
وبالرغم من حالة الجمود التى يمر بها القطاع فإن «هيئة التنمية السياحية» استغلت تلك الفترة فى إعادة ترتيب منظومة طرح أراضيها بحيث تراعى خصوصية كل منطقة على حدة فضلاً عن خلق أنماط ونوعيات جديدة من المشروعات السياحية غير التقليدية على غرار ما تقوم به دول العالم المتقدمة.
وكان من أبرز البرامج التى توصلت إليها الهيئة فى هذا الشأن ما يعرف بأسلوب الطرح للاستخدام والذى يقوم على مبدأ الربط بين الأراضى التى يتم طرحها والمشروع الذى سيقام عليها، بما يحول دون عشوائية تخطيط المشروعات داخل المناطق السياحية على غرار المتبع طوال العقود الماضية، حيث كان يقتصر دور الحكومة على أعمال الطرح فقط فيما يقوم المستثمر بإقامة المشروع الذى يناسبه بصرف النظر عن مدى ملاءمة المشروع من عدمه للمنطقة المقام فيها.
تبنت «هيئة التنمية السياحية» ما يسمى بخطة «الاستثمار الجاذب للسياحة» والتى تتمثل فى التوسع فى إقامة المشروعات السياحية الخدمية عبر إقامة مشروعات ترفيهية داخل المراكز السياحية الحالية التى يغلب عليها الاستثمار الفندقى إلى جانب التوسع فى إقامة مدن تتناسب مع نوعيات معينة من الوفود السياحية منها على سبيل المثال إقامة مدن وأحياء سياحية صينية فى منطقتى العين السخنة ومرسى علم، على أن يتم تكليف شركات السياحة المحلية بالترويج لتلك المشروعات ضمن برنامج الترويج للسوق المصرية فى داخل الأسواق الخارجية.
وتسعى الحكومة إلى إقامة مشروعات سياحية حديثة مثل قرى أولمبية فى منطقة شرم الشيخ والتى من شأنها أن تجذب أعدادًا كبيرة من فرق الرياضة الأوروبية، خاصة أن تلك المنطقة تتمتع باعتدال مناخها طوال العام وغيرها من المخططات خاصة إقامة مدن ثلجية ومدن للسياحة الدينية.
مشروعات «التنمية السياحية» لم تقتصر على النشاط السياحى
ولم تقتصر المشروعات التى خططت «التنمية السياحية» لتنفيذها على النشاط السياحى فقط بل تضمنت أيضا مشروعات لتأسيس محطات لتوليد الطاقة الشمسية ومحطات لتحلية المياه وأخرى لتدوير القمامة وثلاثة لإقامة المطارات داخل المناطق البعيدة على أن تتم إتاحة الفرصة للقطاع الخاص للمساهمة فى تنفيذ تلك النوعية من المشروعات بنظام الشراكة مع القطاع الخاص «BOT».
وحاورت «المال» اللواء طارق سعد الدين رئيس هيئة التنمية السياحية الذى كشف عن المخطط الكامل لفرص الاستثمار السياحى فى مصر وفقاً لاستراتيجية عام 2020 التى أعدتها الهيئة مؤخراً كما تناول الحديث أبرز أولويات الهيئة خلال الفترة المقبلة داخل جميع المناطق السياحية وعلى رأسها مناطق الساحل الشمالى والبحر الأحمر وسيناء فضلاً عن منطقة رأس الحكمة وكذلك منطقة حلايب وشلاتين بحنوب مصر.
وأكد سعد الدين أن الهدف الأساسى للهيئة التابعة لوزارة السياحة العمل على إعداد مخطط استراتيجى لتنمية المناطق السياحية من خلال تحديد الاحتياجات الأساسية والعاجلة لكل منطقة على حدة فضلاً عن ربط تلك المناطق ببعضها البعض بهدف خلق نوع من التكامل السياحى بهدف تحقيق خطة الوصول بإجمالى الوفود السياحية لـ25 مليون سائح بحلول عام 2020.
وتجدر الاشارة إلى أن إجمالى عدد الوفود السياحية التى زارت مصر خلال 2010 والذى كان يمثل عام الذروة بلغ نحو 14 مليون سائح، حققت ايرادات بقيمة 12 مليار دولار إلا أن الأرقام تراجعت خلال العام الماضى لتصل إلى9.8 مليون سائح محققة ايرادات لم تتجاوز الـ8.6 مليار دولار.
وأضاف أن الهيئة إجتمعت مؤخراً مع المركز الوطنى لتخطيط استخدامات أراضى الدولة لتحديد جميع الأراضى التى تقع تحت ولاية الهيئة بهدف البدء فى إعادة هيكلة وتحسين البيئة الأساسية فى كل منطقة على حدة من خلال تخصيص أراضى لإقامة مطارات أو محطات لتوليد الطاقة وأخرى لتحلية المياه، وأضاف أن «التنمية السياحية» اتفقت مع أحد المكاتب الاستشارية التابعة لجامعة القاهرة على إعداد المخطط العام لتلك الأراضى تمهيداً لوضع برامج لتنميتها.
الهيئة تسعى لطرح 56 مليون متر مربع خلال 30 شهراً
وعلى المستوى قصير الأجل، قال رئيس هيئة التنمية السياحية إن الهيئة تسعى خلال فترة أقل من 30 شهراً لطرح نحو 56 مليون متر مربع، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات المتوقع تنفيذها على تلك الأراضى سيصل إلى 16.8 مليار جنيه منها استثمارات بقيمة 8 مليارات جنيه تأمل الهيئة تخصيص الأراضى اللازمة لها خلال العام الحالى والبالغة 28 مليون متر مربع على أن يتم طرح الأراضى المتبقية خلال العام المقبل.
وبدأت التنمية السياحية مطلع الشهر الحالى فى طرح 8 ملايين متر مربع تمثل المرحلة الأولى من الأراضى السياحية التى أعلنت عن طرحها هذا العام على أن تبدأ طرح مساحات مماثلة خلال الفترة من يناير إلى مارس 2013 يعقبها طرح 10 ملايين خلال الفترة من أواخر مارس حتى نهاية يونيو من العام المقبل.
وأكد سعد الدين أن الهيئة لم تعلن عن طرح أراض جديدة خلال الـ6 أشهر الماضية نظراً لحالة عدم الاستقرار السياسى التى كان يمر بها المجتمع المصرى وماترتب عليها من إنفلات أمنى ساهم فى انهيار معدلات تدفق السائحين للمقاصد المصرية مشيراً إلى أن الهيئة ما كان لها أن تغامر بمستقبل تلك الأراضى فى تلك الفترة تخوفاً مع عدم الإقبال على شرائها من ناحية أو تدنى أسعار العروض المتقدمة وهو ما سيؤثر سلباً على مستقبل الاستثمار السياحى خلال فترات الانتعاش.
وقال سعد الدين إن الهيئة التقت خلال الفترة الماضية عددًا واسعًا من الشركات العالمية كما أنها روجت للمشروعات التى تعتزم طرحها هذا العام فى عدد من الدول من أهمها الكويت وقطر إلى جانب الصين وإيطاليا والمانيا.
وأشار إلى أن الهيئة تلقت عددًا واسعًا من العروض لإقامة مشروعات سياحية من بينها عرض تقدم به تحالف مصرى – أمريكى باستثمارات تقدر بحوالي 500 مليون دولار، موضحًا ان التحالف تأخر فى التقدم بدراسات الجدوى الخاصة بالمشروع نتيجة تصاعد أعمال التظاهرات بالقرب من السفارة الأمريكية بعد عرض الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم.
الهيئة تلقت عرضاً لإقامة مشروع «تيلفريك» بمحافظة الأقصر
ولفت سعد الدين إلى أن الهيئة تلقت عرضاً آخر من شركة كويتية لإقامة مشروع «تيلفريك» بمحافظة الأقصر لخدمة الوفود السياحية.
وأضاف سعد الدين أن «التنمية السياحية» بدأت خلال الفترة القليلة الماضية الترويج لإقامة مشروعات ذات طبيعة خاصة منها الأحياء الصينية فى عدد من المناطق السياحية وعلى رأسها منطقة العين السخنة، خاصة أن تلك المنطقة تتركز فيها الاستثمارات الصينية على أن يعقبها إقامة مشروع مماثل فى منطقة مرسى علم.
وأكد سعد الدين أن معظم دول العالم التى تتسم بارتفاع عوائدها السياحية قامت بالتوسع فى إقامة تلك النوعية من المدن مراعاة لخصوصية السياحة الصينية، مشيراً إلى أن مصر أصبحت من أبرز المقاصد التى ينظر إليها الجانب الصينى بعد رفع الحظر عن سفر المواطنين الصينيين إلى مصر.
وعن الخطة الاستثمارية التى وضعتها الهيئة حتى عام 2017، قال رئيس هيئة التنمية السياحية إن الهيئة انتهت مؤخراً بالتعاون مع المركز الوطنى لاستخدامات أراضى الدولة من إعادة النظر فى هذا المخطط خاصة بعد أن توقف لمدة تقترب من العامين، مشيراً إلى أن هذا المخطط يستهدف جذب استثمارات بقيمة 40 مليار جنيه موزعة بواقع 30 مليار جنيه استثمارات فندقية و 10 مليارات جنيه لإقامة مشروعات خدمية.
وعلى صعيد متصل قال سعد الدين إن الهيئة رصدت مجموعة من الحوافز للمستثمرين لإقامة مشروعات جديدة تتمثل فى سداد 20% فقط من قيمة الأراضى التى سيقام عليها المشروع إلى جانب منح 3 سنوات فترة سماح على أن يتم سداد باقى المبالغ على 7 أقساط سنوية بفائدة 5% إلى جانب الاعفاء الجمركى لجميع الالات والمعدات الخاصة بالمشروع، وأضاف رئيس هيئة التنمية السياحية أن الهيئة تحصل على 0.035% من إجمالى القيمة الاستثمارية للمشروع تمثل حصيلة رسوم مراجعة أعمال التنفيذ.
وعلى صعيد متصل، قال رئيس هيئة التنمية السياحية إن الهيئة تعكف حالياً على وضع المخطط العام لتنمية منطقة حلايب وشلاتين بجنوب مصر من خلال تزويدها بالمرافق والبنية التحتية وعلى رأسها إقامة مطار دولى بالقرب منها.
الهيئة اتفقت مع الجهات السيادية على تحويل مطار رأس بناس العسكرى لـ”مدنى”
وأوضح سعد الدين أن الهيئة اتفقت خلال الفترة القليلة الماضية مع الجهات السيادية على تحويل مطار رأس بناس العسكرى لمطار مدنى بهدف خدمة المشروعات السياحية العاملة فى تلك المنطقة الواقعة جنوب البحر الاحمر، خاصة أن أقرب مطار لها يبعد عنها بمئات الكيلو مترات.
وقال رئيس هيئة التنمية السياحية إن التكلفة الاستثمارية لتحويل «رأس بناس» لمطار عسكرى مدنى كانت تقدر بحوالى 250 مليون جنيه يتم استخدامها فى إنشاء صالة لاستقبال الركاب فضلاً عن إنشاء محطة للكهرباء وأخرى للمياه إلى جانب إنشاء مبان إدارية ومساكن لخدمة العاملين بالمطار، وقال: اعتقد أن التأخر فى الأعمال الإنشائية لهذا المشروع قد يؤدى إلى زيادة حجم المخصصات المالية المطلوبة للقيام بأعمال التطوير.
وأضاف أن هيئة التنمية السياحية تدرس حالياً إمكانية توفير أراض تقع تحت ولايتها لاقامة مطار مدنى مستقل يبعد عن مطار «رأس بناس» بمساحة تتراوح بين 50 و60 كيلو مترًا مربعًا، بحيث يكون أكثر قرباً من حلايب وشلاتين.
وأشار سعد الدين إلى أن الانتهاء من تلك الأعمال الأساسية للمطار سيساهم فى الاستفادة من 90 مليون متر مربع متاحة للاستثمار السياحى فى تلك المنطقة من شأنها استقطاب استثمارات بقيمة 27 مليار جنيه مبينًا أن تلك المنطقة تتمتع بمجموعة كبيرة من المقومات السياحية خاصة بعد ان اكتشفت بعثة أثرية مصرية العديد من المناطق الأثرية منها الميناء الرومانى الذى قام ببنائه بطليموس الخامس عشر الذى لقب بـ«أبيقانس» والذى يسمى بميناء «برنيكا».
وأضاف سعد الدين أن البعثة ما زالت تواصل أعمال الاستكشاف حتى الآن، وتابع: إن تلك المنطقة تتمتع أيضا بوجود العديد من المحميات الطبيعية منها محمية علبة، مؤكداً أن تلك المقومات سواء البحرية أو البرية ستجعل من جنوب مصر منطقة واعدة للاستثمار الفندقى والسياحي.
الهيئة تعمل على حصر الأراضى التى تقع تحت ولايتها فى سيناء
وعن مخطط التنمية فى منطقة سيناء، قال رئيس هيئة التنمية السياحية إن الهيئة تعمل حالياً على إعداد حصر كامل بالأراضى التى تقع تحت ولايتها فى تلك المنطقة بهدف وضع المخطط الكامل لتنميتها، مشيراً إلى أن من ضمن المناطق التى انتهت «التنمية السياحية» من حصرها منطقة رأس سدر ومساحتها 206 ملايين متر مربع، من شأنها جذب استثمارات بقيمة 61.8 مليار جنيه.
وتابع إن الهيئة تجرى بعض التعديلات على المخطط العام للمنطقة السياحية طابا – نويبع مع الأخذ فى الاعتبار المشروعات القائمة فى الوقت الراهن كما انتهت من إعداد المخطط الكامل لمنطقة «نبق» وجار الحصول على موافقات الجهات الحكومية للحصول على أراض جديدة.
وفى السياق نفس أكد رئيس هيئة التنمية السياحية الاستقرار على الموقع الخاص بإقامة مشروع مطار رأس سدر بالقرب من قناة السويس على مساحة21 مليون متر مربع باستثمارات تقدر بحوالى 650 مليون جنيه لخدمة 7 مراكز سياحية عاملة فى تلك المنطقة مشيراً إلى أن هذا المشروع يساهم فى استكمال الأعمال الإنشائية لأكثر من 18 ألف غرفة فندقية من إجمالى 19600 غرفة فندقية حصلت على تراخيص لم ينفذ منها سوى 1700 غرفة فندقية فقط، لافتاً إلى أن الحكومة اشترطت لاستكمال تلك المشروعات الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمطار الجديد أولاً.
وتابع سعد الدين: إن الهيئة استقرت على تخصيص أراض تصل مساحتها إلى 5 ملايين متر مربع مربع لصالح الشركة التى ستتولى الأعمال الإنشائية لاقامة المطار لاستغلالها فى إقامة مشروع سياحى يساعدها على تقليص حجم الخسائر التى ستتحملها خلال السنوات الأولى لإقامة المشروع.
الهيئة استقرت على إنشاء مارينا سياحى فى العين السخنة ورأس سدر
وعلى صعيد متصل قال إن هيئة التنمية السياحية استقرت على اختيار موقعين لإنشاء مارينا سياحى فى كل من العين السخنة ورأس سدر، على أن يتم إنشاء سلسلة من المشروعات الخدمية بين المنطقتين باستثمارات بمليارات الجنيهات.
وقال إن «التنمية السياحية» اتفقت مع القوات المسلحة على الحصول على 185 مليون متر مربع لاقامة مشروعات سياحية فى منطقة رأس محمد من شأنها جذب استثمارات بقيمة 55.5 مليار جنيه، لافتاً إلى أنه جار الحصول على الموافقة الأمنية اللازمة لاستغلالها تمهيداً لإعداد المخطط العام لها وطرحها على المستثمرين لإقامة مشروعات جديدة، بحيث يتم تخصيصها بنظام حق الانتفاع للمستثمرين الأجانب لمدة 30 عاماً قابلة للتجديد مع إمكانية تملكها للمصريين.
وقال إن الهيئة انتهت خلال الفترة القليلة الماضية من إعداد المخطط الكامل لتنمية منطقة رأس الحكمة فى الساحل الشمالى على مساحة 168 مليون متر مربع وهذا من شأنه جذب استثمارات بقيمة 50.4 مليار جنيه، إلا أن أعمال الطرح فى تلك المنطقة متوقفة لحين الانتهاء من أعمال إزالة التعديات على تلك الأراضى وحسم الولاية على الأراضى مع عدد من الجهات الحكومية وعلى رأسها المحافظة.
ولفت إلى أن مخطط الهيئة لتلك المنطقة يستهدف إقامة منتجع سياحى بدرجة 7 نجوم خاصة أن تلك المنطقة تتميز بموقعها المطل على النيل، كما أنها تمتاز بوجود السياحة الريفية علاوة على الظهير الصحراوى الذى يصلح للسياحة البيئة وسياحة السفاري.
وقال إن هيئة التنمية السياحية تعكف حالياً على إعداد تخطيط منطقة الساحل الشمالى، البوابة الشمالية للصحراء الغربية، مشيراً إلى أن جحم الأراضى السياحية الصالحة للاستخدام فى تلك المنطقة تتجاوز الـ2.276 مليار متر مربع من شأنها جذب استثمارات تتجاوز قميتها الإجمالية 682 مليار جنيه.
الهيئة تنوي طرح مشروع إقامة مدينة ثلجية فى الساحل الشمالى
وأضاف سعد الدين أنه بالرغم من المساحات الكبيرة التى تمتلكها الهيئة فى منطقة الساحل الشمال لكن عدد المنتجعات السياحية المقامة فى تلك المنطقة لا تتجاوز الـ5 منتجعات حصلت على الموافقات والتراخيص من وزارة السياحية، مشيراً الى أن الهيئة تعكف حالياً مع محافظة مرسى مطروح على فصل ولاية الأراضى السياحة العاملة فى تلك المنطقة إلى جانب تقنين أوضاع يد الأهالى.
ولفت رئيس هيئة التنمية السياحية إلى أن من أبرز المشروعات التى تعتزم الهيئة طرحها فى منطقة الساحل الشمالى خلال الفترة المقبلة مشروع إقامة مدينة ثلجية على غرار المدن المقامة فى العاصمة الاماراتية دبى.
وتابع سعد الدين إن الهيئة تخطط لإقامة مجموعة من المتاحف المائية وغابات الطائرة داخل منطقة نبق بهدف زيادة أعداد الوفود السياحية التى تأتى لتلك المنطقة، فضلاً عن طرح مشروع لاقامة قرية أولمبية أوروبية فى منطقة شمال شرم الشيخ، على أن يعقبها إقامة مشروع مماثل فى منطقة مرسى علم، خاصة أن تلك المناطق تتميز باعتدال مناخها طوال العام، ولفت سعد الدين إلى أن تلك المشروعات ستساعد على جذب عدد واسع من الفرق الأوروبية طوال العام.
وأشار رئيس هيئة التنمية السياحية إلى السعى لإقامة مشروع أرض للمؤتمرات والمعارض الدولية فى منطقة العين السخنة، خاصة أن تلك المنطقة ستشهد مشروعات صناعية ضخمة إلى جانب قربها من الموانئ البحرية، مؤكدًا أن هذا المشروع سيساهم فى تخفيف التكدس المرورى فى القاهرة لافتاً إلى إمكانية إقامة مشروع مماثل فى منطقة نبق، نظراً لقربها من مطار شرم الشيخ الدولى.
وقال إن هيئة التنمية السياحية تسعى أيضا إلى اقامة مجموعة من محطات للطاقة الشمسية فى منطقة مرسى علم بهدف حل أزمة عدم توافر المنتجات البترولية اللازمة لتشغيل المنشآت الفندقية، مشيراً إلى أن سعر السولار فى تلك المناطق وصل فى بعض الأحيان إلى 22 جنيهاً للتر، لافتًا إلى أن بعض أصحاب المنشآت يتعاقدون على شراء تلك الكميات غير أنها لا تصل لهم نظراً لأعمال السطو المستمرة.
الهيئة تسعى أيضا لتخصيص أراضى لإقامة محطات تحلية مياه
وقال إن الهيئة عقدت سلسلة من الاجتماعات مع جمعية مستثمرى مرسى علم والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة وعدد من الشركات الالمانية لبحث سبل التعاون لإقامة تلك النوعية من المشروعات.
وقال إن الهيئة تسعى أيضا لتخصيص أراضى لإقامة محطات تحلية مياه، مشيراً إلى أن الهيئة تعكف حالياً على طرح 4 مشروعات على الشركات للبدء فى تنفيذ تلك النوعية من المشروعات، بينها موقعان فى منطقة رأس سدر بسيناء وموقع آخر بـ «طابا»، مضيفاً أن إحدى الشركات بدأت مؤخراً الأعمال الإنشائية لاقامة محطة لتحلية المياه فى منطقة جنوب سيناء.
وفيما يتعلق بملف تسويات المنازعات مع الشركات التى حصلت على أراض بأقل من قيمتها قال رئيس هيئة التنمية السياحية إن الهيئة استردت نحو 42 مليون دولار إلى جانب الحصول على أراض تصل مساحتها إلى 29 مليون متر بما يعادل 800 مليون جنيه، مشيراً إلى أن جميع حالات التسوية متوقفة حالياً على نتائج التحقيقات التى تجريها نيابة الأموال العامة مع الشركات المخالفة.
ولفت إلى أن تقييم الأراضى السياحية التابعة للهيئة يتوقف على مجموعة من الاعتبارات الرئيسية يأتى فى مقدمتها مدى قربها من العمران ووضع الخدمات والبنية التحتية من حيث المياه والطرق والكهرباء، ومدى توافر الخدمات الرئيسية إلى جانب أثمان الأراضى المحيطة بها، فضلاً عن مدى قربها من المراكز السياحية.
ويرى رئيس هيئة التنمية السياحية أن منطقة البحر الأحمر من أكثر المناطق الجاذبة للاستثمار السياحى خلال الفترة المقبلة، نظراً لتمتعها بمجموعة من الاعتبارات فى مقدمتها استقرار الوضع الأمنى والعلاقة القائمة على التفاهم بين المحافظة وأصحاب المشروعات السياحية.
الهيئة اجتمعت مع وزير الاسكان للاتفاق على وضع مخطط كامل لتنمية منطقة الكرنك
وتابع سعد الدين أن الهيئة اجتمعت خلال الأسبوع الماضى مع وزير الاسكان للاتفاق على وضع مخطط كامل لتنمية منطقة الكرنك بحيث تكون منطقة جذب سياحى دينى، خاصة أن تلك المنطقة تتميز بوجود الاثار الاسلامية والرومانية والمسيحية.
وأشار إلى أن تصور هيئة التنمية السياحية لتلك المنطقة يهدف إلى وضعها على خريطة التنمية السياحية من خلال إقامة سلسلة من المنتجعات السياحية على بعد 2.5 كيلو متر من المواقع الأثرية فضلاً عن مشروعات مماثلة بطول بحيرة البردويل، كما لفت إلى أن تقدم الهيئة بطلب لرئيس المركز الوطنى لاستخدامات أراضى الدولة للحصول على أراض إضافية لولايتها خاصة فى محافظة الوادى الجديد، إلى جانب منطقة سيوة وبحيرة ناصر والأقصر وجنوب غرب مصر والواحات البحرية متوقعاً صدور قرار بتخصيص الأراضى خلال شهرين.