رفعت حكومة الولايات الأمريكية بنهاية الأسبوع الماضى دعاوى قضائية ضد وحدة «تيفا فارماسيوتيكال» للأدوية، التابعة لشركة «تيفا فارماسيوتيكال إندستريز» الإسرائيلية، تتهمها بتدبير خطة احتكارية ضخمة مع 19 شركة عقاقير أخرى لتجنب المنافسة فيما بينها، ولرفع الأسعار أحيانا بحوالى %1000 لأدوية الأمراض المزمنة والخطيرة.
ذكرت وكالة رويترز أن القفزة الهائلة التى شهدتها أسعار الأدوية من الشركات المتخصصة فى تطوير العقاقير التى تعالج الأمراض المشهورة والمزمنة أثارت سخط المستهلكين، ودفعت الهيئات الرقابية للتحقيق، كما انتقدها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأعضاء فى الحزبين الجمهورى والديموقراطى، ومنهم السيناتور إليزابيث وارين التى تنوى الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتسلمت المحكمة الاتحادية بولاية كونيكتيكت دعاوى قانونية من 44 ولاية أمريكية، تتهم 20 شركة أدوية بالتورط فى خطط لتقسيم أسواق الأدوية فيما بينها لتجنب المنافسة وفى بعض الحالات العمل بصورة غير قانونية لمنع انخفاض الأسعار أو لدفعها للارتفاع.
وأنكر ممثل وحدة تيفا الأمريكية هذه التهمة وقرر معارضة هذه الاتهامات باعتبارها مزاعم لا أساس لها من الصحة وأن الشركة ستحقق فيها داخليا ولن تتصل مع أى شركة أخرى حتى لا تقع تحت طائلة القانون المدنى أو الجنائى.
وجاء فى الدعاوى القانونية التى بلغت 500 صفحة اتهامات شركات صناعة العقاقير الأمريكية- التى تبيع أدوية خارج قيود الحماية الفكرية بأنها عقدت اتفاقيات سرية منذ عام 2012 تضمن عدم التنافس فيما بينها وتوزيع حصة من السوق لكل منها.
وأكدت الدعاوى أن «تيفا» تقع فى مركز الخطة غير القانونية، وأن شركات الأدوية المتورطة معها ومنها «ساندوز» الأمريكية رفعت خلال الفترة من يوليو2013 إلى يناير 2015 أسعار 86 دواء من الأقراص والكبسولات التى تباع بدون روشتة إلى الأدوية التى تعالج أمراض السكر والكوليسترول وضغط الدم المرتفع والسرطان والصرع وغيرها.
وقال ستيف سيسولاك محافظ ولاية نيفادا إن الدعاوى القانونية تضمنت أسماء 15 شخصا باعتبارهم أكبر المتآمرين لأنهم كانوا ينفذون الخطة المرسومة للتأكد من رفع الأسعار.
وأوضح جوربير جريوال، النائب العام بولاية نيوجيرسى، أن أكثر من نصف هؤلاء الأشخاص يقيمون فى مدينة نيوجيرسى و5 منهم يقيمون فى بقية مدن الولاية، وأن الدعاوى القانونية تطالب شركات الأدوية العشرين بتعويضات ضخمة عن الأضرار التى تسببت فيها وفرض عقوبات مدنية عليها لاستعادة المنافسة العادلة فى أسواق الأدوية والقضاء على الممارسات الاحتكارية.
وتضمنت الاتهامات أن ارتفاع أسعار الأدوية التى تعالج الأمراض المزمنة ضيع على المرضى ودافعى الضرائب عشرات المليارات من الدولارات سنويا، لاسيما أن هناك أدوية بديلة بأسعار منخفضة جدا عن هذه الأدوية المشهورة التى تنتجها هذه الشركات ارتفعت أسعارها بحوالى %1000 خلال السنوات القليلة الماضية.
وأوضح مايك ماكليلان، رئيس الشؤن المالية بشركة تيفا الإسرائيلية، أن وحدة «تيفا» لم تشارك فى أى مؤامرة احتكارية وأنه ينكر جميع الاتهامات التى جاءت بالدعاوى المرفوعة على 20 شركة وأنه يأخذ هذه المزاعم بجدية وسيدافع بكل الوسائل فى المحكمة الأمريكية غير أن أسعار أسهم الشركة هبطت بحوالى %11 فى بورصة تل أبيب فى ختام تعاملات أمس الأحد.