الحكومة الأردنية تعلن تحمل المسؤولية عن حادثة انقطاع الأوكسجين بمستشفى السلط

إعلان حالة الطوارئ في كافة المستشفيات الحكومية

الحكومة الأردنية تعلن تحمل المسؤولية عن حادثة انقطاع الأوكسجين بمستشفى السلط
أيمن عزام

أيمن عزام

2:09 ص, الأثنين, 15 مارس 21

أعلن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أن حكومته تتحمل كامل المسؤولية في حادثة انفطاع الأوكسجين مما أدى إلى وفاة ستة مرضى من المصابين بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بمستشفى السلط الحكومي، الذي تفقده العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

حادثة انقطاع الأوكسجين

    وقال الخصاونة في كلمة متلفزة اليوم “إن الحكومة وحدها تتحمل كامل المسؤولية جراء هذه الحادثة الأليمة” في مستشفى السلط الحكومي الواقع على بعد (27 كلم غرب عمان).

    وتابع “أن وفاة أردني واحد بسبب التقصير لا يمكن قبوله ولا مبرر له”، مؤكدا “أن ما حدث كان خطأ فادحا وغير مقبول، وأشعر بالخجل حيال ما حدث”.

    وأضاف الخصاونة أنه تمت إقالة وزير الصحة نذير عبيدات، وإنهاء خدمات مدير مستشفى السلط الحكومي، ووقف مدير صحة البلقاء عن العمل إلى حين انتهاء التحقيق.

    وكان رئيس الوزراء الأردني قد وجه في وقت سابق اليوم بإجراء تحقيق فوري في حادثة مستشفى السلط، بحسب الإعلام الرسمي.

   وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الخصاونة شدد على أن التحقيق سيكون واضحا وشفافا وشاملا، وستعلن كل تفاصيله على الملأ.

انتظار نتائج التحقيق

    وأكد الخصاونة في كلمته أن الحكومة تنتظر نتائج التحقيق، مشيرا إلى أنها طالبت وزارة الصحة وكل المؤسسات الصحية بإعلان حالة الطوارئ في كافة المستشفيات الحكومية للتأكد من سلامة الإجراءات لحماية صحة المواطنين.

    وأردف قائلا “نحن نتحمل هذه المسؤولية بالكامل، وسنعمل على تصويبها إن هييء لنا أن نستطيع تصويب هذا المسار ومعالجة هذه الاختلالات”، مؤكدا أن العاهل الأردني غضب من التقصير، الذي فقدنا على إثره أعزاء.

    وإثر الحادث، قام الملك اليوم بزيارة تفقدية لمستشفى السلط، اطلع فيها على واقع الحال في المستشفى، والتقى ذوي المتوفين وقدم واجب العزاء لهم.

تشكيل لجنة طبية

    وأمر العاهل الأردني بتشكيل لجنة طبية عسكرية من الخدمات الطبية الملكية برئاسة اللواء عادل الوهادنة، لتسلم ملف قضية مستشفى السلط، وطلب من اللجنة، التي تضم فريقا طبيا من الخدمات الطبية، تزويده بتقرير من نتائج التحقيق.

    وأصدر الملك إرادة ملكية بإقالة وزير الصحة نذير عبيدات، من منصبه، وتكليف وزير الداخلية مازن الفراية، بإدارة وزارة الصحة، اعتبارا من اليوم، بحسب بيان للديوان الملكي.

    وكان وزير الصحة الأردني نذير عبيدات، قد أعلن في وقت سابق اليوم تقديم استقالته لرئيس الوزراء بعد وفاة مصابين بمرض فيروس كورونا جراء انقطاع الأوكسجين في مستشفى السلط الحكومي.

    وقال عبيدات في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية عقب ترؤسه اجتماعا في المستشفى للوقوف على حيثيات الحادثة، إنه في صباح السبت حدث انقطاع للأوكسجين في مستشفى السلط الحكومي الجديد، وهو ناتج عن نقص في خزانات الأوكسجين، الأمر الذي أدى إلى وقوع ست وفيات.

ضرورة محاسبة المقصرين

    وأضاف أنه لا يوجد لديه تبرير للموت، ولا بد من أن يكون هناك تقصير، وسيتم محاسبة المقصرين، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء وجه بإجراء تحقيق بهذا الخصوص، مؤكدا أن التحقيق سيكون فنيا وصحيا حول ما حدث في المستشفى.

    وأكد عبيدات أن المقصرين لا بد أن يحاسبوا، وأنه كوزير للصحة يتحمل المسؤولية الأخلاقية ومستعد لتحملها، معلناً تقديم استقالته من الحكومة، مشيرا إلى أنه لم يبلغ عن قبول استقالته من عدمه.

    وكان عبيدات قد شغل منصبه كوزير للصحة في أكتوبر الماضي.

    وفي السياق، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة صخر دودين، للتلفزيون الأردني إن هناك أمرا ملكيا لرئيس الوزراء بأن يقدم وزير الصحة استقالته من الحكومة على خلفية حادثة انقطاع الأوكسجين في مستشفى السلط الحكومي.

السيطرة على مشكلة الأوكسجين

   وقال دودين اليوم إن هناك تحقيقاً جارياً على مستويين، الأول فوري وشامل وعادل وواضح ستعلن نتائجه بكل شفافية ووضوح على الملأ، والثاني سيكون موازيا من خلال النيابات العامة والسلطة القضائية المستقلة التي ستخرج بنتائج ضماناً للنزاهة والحيادية.

    وإثر الحادث، طوقت الأجهزة الأمنية المستشفى.

    بدوره، قال مدير مستشفى السلط الحكومي عبدالرزاق الخشمان، لصحيفة (الرأي) الرسمية إنه تمت السيطرة على مشكلة الأوكسجين، ولم يتم تحويل أي مريض إلى وحدة العناية الحثيثة بسبب تردي حالتهم، مشيرا إلى وجود 180 مريضا ومريضة في المستشفى.

    وأكد الخشمان أن نفاد الأوكسجين من الأجهزة الخاصة بمرضى فيروس كورونا ناجم عن كمية الاستهلاك الكبيرة، وهو أمر متوقع لكثرة الضغط على الأجهزة، مبينا أنه تم تأمين كافة مرضى كورونا باسطونات أوكسجين، بالإضافة إلى تأمين صهاريج لإنقاذ المرضى.

    وبتوجيهات ملكية أيضا، عزز الجيش الأردني مساء اليوم مستشفيي السلط والكرك الحكوميين بمستشفيين ميدانيين متحركين لتعزيز طاقتهما الاستيعابية، بما يمكنهما من التعامل مع المصابين بمرض فيروس كورونا، بحسب وسائل إعلام محلية.

سلسلة من الإجراءات الوقائية

    وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت خلال اليومين الماضيين عن سلسلة من الإجراءات الوقائية لمواجهة ارتفاع الإصابات بمرض فيروس كورونا في المملكة، من بينها تعليق الدراسة، وتمديد ساعات حظر التجول الليلي من الساعة السابعة مساء بدلا من العاشرة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا (من 17:00 مساء: 04:00 صباحا بتوقيت غرينتش).

    وبدأ اليوم عند الساعة السادسة الحظر الليلي الجزئي للمنشآت، وللأفراد عند الساعة السابعة مساء.

    وسجل الأردن حتى اليوم 5285 حالة وفاة و469000 إصابة بمرض فيروس كورونا، منها 73588 حالة نشطة، فيما بلغ عدد الحالات المؤكدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات 2737 حالة، مقابل 390127 حالة شفاء بحسب وزارة الصحة.

    يشار إلى أنه كان قد تم الانتهاء من إنشاء مستشفى السلط في يونيو 2019 بتكلفة 130 مليون دولار، وجرى تشغيله بسعة 350 سريرا.

يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.